حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان

حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان عن غيرها من أيام شهر شعبان، باعتبارها ليلة مباركة تم تحويل القبلة فيها من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، لذلك فإن الكثير من المسلمين اعتادوا الصيام في تلك الليلة، وكذلك تلاوة القرآن، وقيام الليل، وسوف يقدم موقع مقالاتي لمحة عن ليلة النصف من شعبان، كما سيتم التعرف على حكم تخصيص تلك الليلة بالتفصيل.

ليلة النصف من شعبان

إن ليلة النصف من شعبان هي الليلة الخامسة عشر من شهر شعبان الهجري، وهي الليلة التي تسبق 15 شعبان، وهي تكون منذ بداية وقت المغرب ليوم 14 شعبان، وتنتهي عند فجر اليوم الخامس عشر من هذا الشهر، ولتلك الليلة أهمية كبيرة عند المسلمين، حيث يحتفل بها عدد كبير من المسلمين، كما تكثر فيها الصلوات والذكر، والاستغفار، وتلاوة القرآن والدعاء، ولأسماء تلك الليلة دليل على فضلها كليلة البراءة، وليلة الدعاء، وليلة القِسمة، وليلة الإجابة، والليلة المباركة، وليلة الشفاعة.

شاهد أيضًا: ما صحة حديث ليلة النصف من شعبان

حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان

اختلف العلماء حول صحة تخصيص ليلة النصف من شعبان، واحتج من قال بجواز تخصيص ليلة النصف من شعبان بالعديد من الأحاديث، كما احتج من قال بعدم جواز ذلك بضعف تلك الأحاديث، إلا أن الرأي الغالب قال بجواز تخصيص ليلة النصف من شعبان بالصيام والذكر، فهي من الليالي البيض التي يستحب الصيام بها، كذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن، واستشهد أنصار هذا الرأي بالأحاديث التالية:

• ما روي عن عليٍّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- حين قال: “إذا كان ليلةُ نِصفِ شعبانَ، فقوموا ليلَها وصوموا نهارَها، فإنَّ اللَّهَ تعالى ينزلُ فيها لغروبِ الشَّمسِ إلى سماءِ الدُّنيا، فيقولُ: ألا مستغفِرٌ لي فأغفرَ لهُ، ألا مسترزِقٌ فأرزقَهُ، ألا مبتلىً فأعافيَهُ، ألا كذا، ألا كذا؟ حتَّى يطلُعَ الفجرُ”.[1]
• ما روي عن كردوس بن عمرو عندما قال: “مَن أحيا ليلتَيِ العيدِ وليلةَ النِّصفِ من شعبانَ، لم يَمُت قلبُهُ يومَ تموتُ فيهِ القلوبُ”.[2]

شاهد أيضًا: دعاء ليلة النصف من شعبان مكتوب كامل

فضل ليلة النصف من شعبان

إن لليلة النصف من شعبان فضلاً كبير، وذلك حسب عدد كبير من العلماء المسلمين، وعلى الرغم من اختلاف العلماء عن فضل تلك الليلة، فإن الأحاديث التالة دليل على فضل ليلة النصف من شعبان:

• قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “تُقْطَعُ الآجالُ مِنْ شَعْبان إلى شَعْبانَ، حتى إن الرَّجُلَ لَيَنْكِحُ وَيُولَدُ لَهْ، وَقَدْ خَرَجَ اسمُهُ فِي المَوْتَى”.[3]
• ما روي عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: “يطَّلِعُ اللهُ إلى جميعِ خلقِه ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ، فيَغفِرُ لجميع خلْقِه إلا لمشركٍ، أو مُشاحِنٍ”.[4]
• ما روي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “من قرأ ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ ألفَ مرَّةٍ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} في مائةِ ركعةٍ لم يخرجْ من الدُّنيا حتَّى يبعثَ اللهُ إليه في منامِه مائةَ ملَكٍ ثلاثين يُبشِّرون بالجنَّةِ، وثلاثون يُؤمِّنون من النَّارِ، وثلاثون يعصِمونه من أن يُخطِئَ وعشرةٌ يكيدون من عاداه”.[5]

وبهذا يكون قد تم الوصول إلى حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان، وما هو فضلها بالتفصيل، باعتبارها ليلة مباركة تم تحويل القبلة فيها من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام.