ما حكم زيارة القبور للنساء

حكم زيارة القبور للنساء سؤال يشغل ذهن جميع النساء بصفة خاصة في أوقات التي يحدث لديهن حالة وفاة لأحد الأقارب فترغب السيدة في الذهاب لزيارة القبر الذي دفن فيه الشخص المتوفي، فتبحث عن الإجابة الخاصة بسؤال ما حكم زيارة القبور للنساء، لذا فسيصحبكم موقع مقالاتي عبر جولة لنتعرف عن طريقها على إجابة هذا السؤال وذلك من خلال السطور التالية.

حكم زيارة القبور للنساء

مما لا شك فيه أن زيارة الشخص للقبور تجدد داخله الواعظ الديني والعبرة وأن يتذكر الدار الآخرة، ومواجهة حقيقة أن الموت ليس بعيد عنه بل أنها تجعله على يقين أن الحياة بكل ما فيها من أمور لا تعني شيء في لحظة الوفاة، ودفن الشخص يكون قد أنتقل لدار الحق وترك دار الدنيا بكل ما فيها، لكن يختلف الأمر إذا كان الشخص الذي سيقوم بزيارة القبر هو سيدة، وعليه فقد حدث جدل حول هذا الموضوع، وخلاف بين الأئمة الأربعة بخصوص هذا الأمر، وفي السطور القادمة سنقدم لكم رأى كلًا منهم.

شاهد أيضًا: حكم العدل لمن تولى مسؤولية كالأب والمعلم والحاكم

رأي الأئمة الأربعة في زيارة النساء للقبور

إن أغلب النساء أعتدن على زيارة القبور في الأعياد قبل أداء الصلاة دون أن يعلمن ما حكم زيارة القبور للنساء، وما هو رأي علماء الفقه، وماذا قال الأئمة الأربعة بهذا الشأن؛ لذلك فسنقوم بعرض أقوالهم بخصوص هذا الشأن من خلال السطور التالية.

مذهب الحنفية

هو مذهب الجمهور وفيه تجوز زيارة النساء للقبور بلا كراهة استنادًا على هذا الحديث، والذي فيه يقول أنس بن مالك -رضي الله عنه-: “مرَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بامرأة تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري، فقالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتت باب النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك, فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى” (البخاري 1283، مسلم 926).

مذهب الشافعية

فيه كراهة لزيارة النساء للقبور دون تحريم، لقد استند الشافعية على الآتي:

• عدم قدرة النساء على الصبر والتحكم في مشاعرهن أثناء زيارة القبور.
• التعارض بين أدلة الاباحة والحظر.

مذهب المالكية والحنابلة

فيه تحريم لزيارة النساء للقبور استنادًا على الحديث التالي:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال:  “أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعن زوارات القبور”، من ثم فنستطيع القول أن جمهور الفقهاء أجمعوا على جواز زيارة النساء للقبور، ويمكن للحائض زيارة القبر ولا يشترط الطهارة لكن يمنع عليها دخول المسجد.

لا يجوز القيام بزيارة القبور في أول يوم من أيام العيد؛ لأن العيد يعني السعادة والبهجة.

شروط زيارة المرأة للقبر

بعد أن تعرفنا على رأي جمهور الفقهاء بخصوص زيارة النساء للقبور، وأنهم أقروا أنه يجوز للمرأة زيارة القبر لكن ذلك مرتبط ببعض الشروط التي سنقدمها لكم من خلال العناصر التالية:

• على المرأة أن تذهب القبر مع أحد من محارمها في حال ابتعاد مكان المقبرة أو كانت في مكان نائي.
• أن يكون الهدف من زيارة القبر العبرة والعظة وتذكر الآخرة.
• أن المرأة محتشمة وغير متزينة أو متعطرة.
• على المرأة ألا تخالط الرجال اثناء الزيارة.
• ألا تقوم بإصدار صوت عالي بالعويل والصراخ.

ماذا تقول المرأة عند زيارة القبور؟

على المرأة عند زيارتها للمقابر أن تلتزم بآداب الدخول والحضور للمقابر، وأن تقول كلمات معينة عند الزيارة، وهو ما سنتعرف عليه من  خلال حديث للسيدة عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت يا رسول الله: كيف أقول إذا زرت المقابر، قال: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين.

دليل جواز زيارة النساء للقبور

بعد أن تعرفنا على حكم زيارة القبور للنساء، فسنقدم لكم الدليل على هذا من خلال الرواية التالية: فقد روى لنا ابن أبي مليكة أنه رأى السيدة عائشة -رضي الله عنها- وقد قامت بزيارة قبر أخيها عبد الرحمن فقيل لها: أليس قد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك؟

قالت: “نعم، كان نهى ثم أمر بزيارتها”.

كما قال البعض أن المرأة لا يجوز لها زيارة المقابر؛ وذلك لأنها تملك مشاعر رقيقة، وقد لا تتحمل الموقف، وأنها ستفشل في تمالك نفسها، والتحكم في مشاعرها وأنها ستنهار فور زيارتها للمقابر ولا خلاف مع وصف مشاعر المرأة بالحساسية وربما الضعف.

لكن هذا لا يعني أن كل امرأة ستعاني من نفس رد الفعل عند قيامها بزيارة القبور، فالنساء تختلفن فكل واحدة تمتلك شخصية مستقلة، وكل سيدة لها أسلوب خاص بها في التعبير عما بداخلها من حزن.

شاهد أيضًا: حكم التهنئة برمضان قبل دخوله

بذلك نكون قد قدمنا لكم في هذا الموضوع المعلومات التي تخص الإجابة عن سؤال حكم زيارة القبور للنساء، بالإضافة إلى بعض الأحاديث من السنة النبوية الخاصة بهذا الشأن، ونتمنى أن نكون قد قدمنا لكم النفع والإفادة.