جدول المحتويات
ماهو اول مسجد في الاسلام هو مسجد قباء، والذي يعتبر أول المساجد التي قام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالاجتماع مع الصحابة به بالإضافة إلى كونه أول المساجد التي تم بناؤها لكافة المسلمين، حيث كانت تقتصر المساجد على بعض من القبائل أو الأفراد، وقد حرص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على قصد المسجد كل سبت إما سيرا على قدميه أو راكبا واقتدى به عبدالله بن عمر واعتاد على الذهاب إلى المسجد أيضاً في كل سبت.
أول مسجد في الإسلام
يعتبر مسجد قباء واحداً من أشهر المساجد الإسلامية التي تحتل مكانة عظيمة بين المسلمين نظراً لكونه اول مسجد في الإسلام، ولكنه لا يحمل اسم حرم على غرار المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وقد اعتاد حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين على الصلاة في مسجد قباء وزيارته حال الذهاب إلى المدينة المنورة، وذلك قدوة بسيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي اعتاد على زيارته وذكر أهمية الصلاة في هذا المسجد ومعادلة أجرها كأجر العمرة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة».
شاهد أيضًا: حكم الاتيان الى المسجد بالروائح الكريهة
سبب تسمية مسجد قباء بهذا الاسم
- اشتق اسم مسجد قباء اول مسجد في الإسلام من اسم بئر يطلق عليه اسم «قبا» والموجود في قرية بني عمرو بن عوف والتي مر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته من مكة إلى المدينة المنورة ثم قرر بنائه في هذه القرية.
- تقع منطقة قباء على الطريق الخاص بالهجرة والذي سلكه الرسول الكريم من مكة إلى المدينة المنورة برفقة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقام باستقبالهم الأنصار على طريق المدينة، وقد مكث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في بيت شيخ القبيلة كلثوم بن هدم لمدة أربعة أيام والتي قام ببدء تأسيس المسجد خلالها.
- تم تحديد المنطقة الخاصة بالمسجد وفقاً للقصة الشهيرة لناقة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام والتي تركها لتمشي بمفردها لحين جلوسها في هذا المكان وتم بناء المسجد في المكان الذي بركت فيه الناقة.
أين يقع مسجد قباء؟
يقع مسجد قباء في جنوب غرب المدينة المنورة، يفصله عن المسجد النبوي حوالي ثلاثة كيلو متر ونصف، ويمكن الذهاب سيرا على الأقدام إلى مسجد قباء في خلال مدة لا تزيد عن النصف ساعة.
بدأ المسجد بتصميم بسيط في البداية، حيث كان على شكل مربع بضلع طوله 70 مترا، ومزود بثلاثة أبواب لثلاث جدران، ويحتوي على ممر في الجدار الغربي تحمله مجموعة من أغصان النخيل، كما تم تزويد الجدار الجنوبي بتسع غرف ليسكن بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وتم تصميم جزء خاص بالصلاة أثناء المطر حيث تم تغطية الأعمدة بسقف ليجنب المصلين التعرض للأمطار.
شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة بالحذاء داخل المسجد
تطوير مسجد قباء على مر العصور
مر مسجد قباء أول مسجد في الإسلام بالعديد من مراحل التطور والاتساع والتي كان أهمها ما يلي:
عهد الخلفاء الراشدين
حرص كلا من الأنصار والصحابة على تطوير مسجد قباء عقب وفاة سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أقدم أمير المؤمنين عثمان بن عفان على ترميم وتجديد مسجد قباء أثناء فترة خلافته، كما حرص على تطوير المسجد النبوي الشريف، ثم انتهت أعمال التطوير بالمسجد واستقر على ذلك الوضع وصولا إلى فترة تولي الوليد بن عبد الملك للعهد.
العهد الأموي
حرص الوليد بن عبد الملك أثناء توليه الخلافة على تطوير كافة الآثار والمساجد الإسلامية، وقد أصدر أوامره إلى ابن عمه عمرو بن عبد العزيز بالالتزام باستكمال أعمال تطوير وتوسيع مسجد قباء، وقد استجاب لذلك وقام ببناء أول مئذنة للمسجد والتي كانت الأولى من نوعها، كما قام بتشييد بعض الأعمدة المصنعة من الحجر.
العهد العثماني
تم تجديد مسجد قباء خلال عهد الدولة العثمانية بالطرق التالية:
- قام الشريف أبو علي أحمد بن الحسن بإضفاء مزيد من التحديثات المعمارية لمسجد قباء، من خلال استخدام الخط الكوفي لإضافة بعض النقوش إلى المسجد، وذلك في عام 435 هجرية.
- كما حرص جمال الدين الأصفهاني على تجديد المسجد وذلك في عام 555 هجرية.
- اهتم السلطان قايتباي المملوكي بمسجد قباء وحرص على تزويد المسجد ببعض المحاريب المصنعة من الرخام.
- شيد السلطان محمود الثاني منارة ذات طراز معماري فائق التميز.
- ثم استكمل السلطان عبد المجيد الأول أعمال البناء في هذه المنارة.
شاهد أيضًا: هل المسجد الاقصى حرم .. من بنى المسجد الأقصى
العهد السعودي
قام الملك فيصل بن عبد العزيز بترميم الجدران الخارجية للمسجد وتزويده بمصلى خاص للنساء وذلك في عام 1388 هجرية، وقد بلغت تكلفة ترميم المسجد حوالي 800 ألف ريال سعودي واتخذ المسجد شكل مربع ذات ضلع يقدر طوله بحوالي 40 متر.
تطوير الملك فهد
خلال فترة حكم الملك فهد بن عبد العزيز، تم استبدال الفرش الخاص بمسجد قباء من قبل وزارة شئون الحج بفرش مصمم على الطراز الإسلامي، كما تم توسيع المسجد من الخارج ليسع حوالي عشرين ألف مصلي.
اتخذ المسجد شكل المستطيل عقب هذا التوسيع، ذات أربعة مآذن و56 قبة، وتم تصميم سقفه على هيئة قباب، ويبلغ ارتفاع القبة الرئيسية مايقارب 25 متر.
فضل الصلاة في مسجد قباء
يحصل المسلم على ضعف أجر الصلاة في ثلاث مساجد فقط والتي ورد الحكم فيها بالدليل وتلك المساجد هي المسجد الحرام، المسجد النبوي والمسجد الأقصى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الصلاةُ في المسجدِ الحرامِ بمئةِ ألفِ صلاةٍ، والصلاةُ في مسجدي بألفِ صلاةٍ، والصلاةُ في بيتِ المقدسِ بخمسِمِئةِ صلاةٍ».
كما جاء الحديث عن مضاعفة أجر الصلاة في مسجد قباء عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال «من تطهَّر في بيتِه، ثم أتى مسجدَ قُباءٍ، فصلَّى فيه صلاةً؛ كان له كأجْرِ عُمرةٍ» وقد حرص صحابة الرسول الكريم على الصلاة في مسجد قباء دون اقتطاع أي من النوافل حيث أن مضاعفة أجر الصلاة في مسجد قباء ليست بديلا عن الفروض والنوافل.
هل مسجد قباء هو المسجد الذي أسس على التقوى؟
- اختلفت الآراء حول وصف مسجد قباء أول مسجد في الإسلام بمسجد تم تأسيسه على التقوى، وقد استدل على ذلك ابن عباس بقول الله تعالى « مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ» حيث تم بناء المسجد منذ أول يوم لهجرة الرسول كما تم بناؤه قبل بناء المسجد النبوي.
- كما تم الاستدلال بحديث أبي هريرة حين فسر الآية القرانية وقال « نزلت في أهلِ قباءٍ “فيهِ رجالٌ يحبُّونَ أن يتطَهروا واللَّهُ يحبُّ المطَّهِّرين”، قالَ: كانوا يستَنجونَ بالماءِ فنزلت فيهم هذِه الآية».
- وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء عقب نزول تلك الآية «يا مَعشرَ الأَنصارِ، إنَّ اللَّهَ قَد أثنى عليكُم في الطُّهورِ، فما طُهورُكُم؟ قالوا: نتَوضَّأُ للصَّلاةِ، ونغتَسلُ منَ الجَنابةِ، ونَستَنجي بالماءِ، قالَ: فَهوَ ذاكَ، فعليكُموه» ويشير ذلك الحديث إلى أن مسجد التقوى هو مسجد قباء.
- ولكن يرى بعض العلماء أن المسجد الذي تم تأسيسه على التقوى هو مسجد المدينة المنورة من خلال الاستعانة بقول ابن عمر حين سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال «مسجد المدينة».
وبهذا تم الحديث عن ماهو اول مسجد في الاسلام وهو مسجد قباء وموقعه وسبب تسميته بهذا الاسم، كما تم الحديث عن قصة بناؤه ومراحل تطويره وتجديده.