اساس التفاضل بين الناس عند الله

اساس التفاضل بين الناس عند الله هو ما ستوضّحه هذه المقال، فلا بدَّ للمرء في حياته من السعي والاجتهاد لكسب رضا الله-سبحانه وتعالى- وحبّه، ولتحقيق ذلك يجب عليه أن يعرف المقياس الذي يجعل المرء ذو شأن وقيمة عند الله تعالى، والذي يجعله من عباده الذين يدخلون جنة الخلد بإذنه تعالى، فإن أساس التفاضل عند الله هو التقوى، والتي سنعرّفها فيما يلي، كما سنوضّح معيار التفاضل بين الناس في الإسلام، وفوائد التقوى.

تعريف التقوى

يمكننا تعريف التقوى:[1]

• لغةً: معنى التقوى في اللغة هو الوقاية والحماية من شيء ما، والتقوى من أمر ما هي الحماية منه، واتقى المرء عذاب النار أي وقى وابعد نفسه عنها.
• اصطلاحًا: تعرّف التقوى في الدين بأنَّها طاعة الله عزَّ وجل وترك المعاصي والابتعاد عنها، واتّباع شرائع الله و أوامره والابتعاد عن ما حرّم عزّ وجل ونها عنه، خوفًا من عذاب جهنم ويوم الحساب وطمعًا بالجنة والنعيم.

شاهد أيضًا: لماذا سورة التوبة بدون بسملة

اساس التفاضل بين الناس عند الله

إنَّ أساس التفاضل بين الناس عند الله هو التقوى، والتي ذُكرت في كثير من المواضع في القرآن الكريم والسنو النبوية الشريفة، ومن ذلك قوله تعالى في سورة الحجرات:”يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”[2]، وهنا توضّح لنا كلمات الله المقدسة وتبيّن أنَّ الله تعالى خلق الناس مختلفين من حيث الجنس والشكل والعرق والانتماء، لكن على الرغم من ذلك فإنَّ المعيار الأساسي لتفضيل عبد عن عبد عند الله تعالى هو التقوى، وهي الشيء الوحيد الذي يمكن أن يرفع من درجات المؤمن عند الله ويجعل منزلته رفيعة، وهي خير زاد يتزود به الإنسان، ودليل ذلك قوله تعالى في كتابه الكريم: “وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ”[3]، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: لماذا جمع الله بين العباده والاستعانه

معيار التفاضل بين الناس في الإسلام

خلق الله البشر على هيئات مختلفة ودرجات متفاوتة من الجمال والذكاء والغنى والفقر، وجعل لكلّ إنسان ما يميّزه عن غيره، فالعالم لا يستوي مع الجاهل، والغني لا يستوي مع الفقير، لكن لا يمكننا أن نقول أنَّ هذه المعايير هي التي ترفع درجة المرء وقيمته عند الله، فهي معايير دنيوية، أما عن معيار التفاضل بين الناس في الإسلام فهو يعتمد على درجة تقوى الإنسان فكلَّما زادت تقوى المرء لله ارتفعت درجته وعلت، ودليل ذلك في قوله تعال: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا“[5]، فإنَّ تقوى الله كفيلة بتكفير ما سبق من سيئات الإنسان، وتزيد من أجره عند الله بإذنه تعالى، والله أعلم.[6]

فوائد التقوى

بعد الحديث عن اساس التفاضل بين الناس عند الله والذي يتمثّل بالتقوى، لابدَّ لنا من التطرق إلى ذكر فوائد التقوى التي تعود على الإنسان في الدنيا والآخرة، ونذكر منها:[7]

• إنَّ تقوى الله تزيد في رزق الإنسان في الدنيا وتوسعه، ودليل ذلك قوله تعالى في كتابه الكريم: “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ”[8].
• يزيد الله من علم المتقي ويجعله أكثر معرفًا وعلمًا بفضله تعالى، فقد قال تعالى: “وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ”[9].
• إنَّ في التقوى حماية للنفس من كيد الكافرين والظالمين، ودليل ذلك قوله تعالى: “وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً”[10].
• تكفر التقوى عن أخطاء الإنسان وتمحوها بإذنه تعالى، وقد ورد دليل ذلك في قوله تعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ”[11].
• إنَّ مصير المتقين الجنة، خالدين فيها بإذنه تعالى، ودليل ذلك قوله تعالى: ” إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ”[12].
• تبعد التقوى المسلمين عن النار وتنجّيهم من شرّها، ودليل ذلك قوله تعالى: “ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً”[13].

شاهد أيضًا: فضل اخر ايتين من سورة البقره

إنَّ خير زاد يمكن للمرء أن يتزود فيه في هذه الحياة الدنيا هو التقوى، وهي المعيار الذي يرفع من درجة المسلم وقيمته عند الله تعالى، وفي هذا المقال وضّحنا تعريف التقوى، وفوائد التقوى، واساس التفاضل بين الناس عند الله، ومعيار التفاضل بين الناس في الإسلام.