اشتملت سورة العصر على أمور عظيمة هي من أهم الأمور التي قد دعا لها الإسلام، فالسورة تحتوي على كلماتٍ قليلة في عددها، راقيةٌ في معانيها وفضائلها وما تدعو إلى الاعتقاد به، فبدأت السورة بالقَسَم ثم صار السياق جوابًا لذلك القسم والذي يحوي معنى التواصي بالحق والصبر؛ إذ فيه يتضح جليًا الأمر بالمعروف والتعاون على التحلِّي بِشيَّم الأخلاق الحميدة.
اشتملت سورة العصر على أمور عظيمة هي
لقد اشتملت السورة على بعض الحكم والامور وهي معرفة أسلوب القَسَم في كتاب الله تعالى، ثم في التوصية فيما بين المؤمنين بعضهم وبعض على لزوم الحق الذي هو أمرٌ ضروري لكل متبع لدين الله تعالى، وتتبع طريق الصبر على كل ما يلقاه الإنسان في حياته، ومن التفسير بالغ المعنى في هذه السورة ما يلي:
- أقسم الله تعالى بالعصر وهو الزمان الذي يعتبر محل أفعال عباد الله.
- جواب القسم في السورة أن كل إنسانٌ خاسر ولا شك أنه بخلاف الإنسان الفائز الناجح.
- ثم استثنى الله تعالى من العباد الذين يؤمنون بالله تعالى حق الإيمان والذين يفعلون الصالحات.
- ومن صفات هذه الطائفة من المؤمنين أنهم يوصون بعضهم البعض باتباع سبل الحق والصبر.
معاني سورة العصر
تحوي سورة العصر معانٍ متعددة وسامية، وهي كالتالي:
- قال تعالى: « وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ » (سورة العصر)
- العصر: قيل إنه هو الزمان _ والمقصود الإشارة إليه لأنه محل الأفعال من الناس، ومنهم من قال أنها الصلاة الوسطى وهي صلاة العصر.
- وردت لفظة “خُسر” وهي من الخسارة والفقدان للأشياء الهامة النافعة للإنسان.
- استثنى الله تعالى طائفة المؤمنين من إدراك هذا الخسران بهم، وهم الطائفة الذين حققوا الإيمان.
- وردت لفظة “وتواصوا” أي أن يقوم المؤمن بنصيحة أخيه وإرشاده للطريق الصائب وتذكيره إياه بكل ما هو حق ويجب اتباعه، وإرشاده للصبر الذي يجب أن يكون منهاج حياته.
من اتصف بهذه الصفات الاربع
اشتملت سورة العصر على أمور عظيمة هي في مضمونها وظاهرها واضحة أشد الوضوح، فالقرآن قد نزل للناس كافة على اختلاف طبقاتهم الثقافية والعقلية، فمن اتصف منهم بخصالٍ أربعة فقد فاز وخرج من دائرة الخسران المشار إليها في السورة، وهي:
- التحلَّي بالإيمان والذي لا يكون إلا باتباع ما جاء في الكتاب والسُنّة وتَعَلُم العلم الشرعي.
- عمل الصالحات الذي هو مرهونٌ بالإيمان، فالمؤمن يكون عمل الصالحات بالنسبة له أسهل وأقرب.
- التواصي والنصح بالاتصاف بالحق وهو فعل الطاعات وتجنُب المحرمات.
- التواصي بالصبر والذي يشمل أنواعه الثلاثة وهو الصبر على طاعة الله تعالى والصبر عن معصيته سبحانه والصبر على الأذى قد يصيب الإنسان في سبيل دعوته إلى الله تعالى.
اتضح لنا أنه قد اشتملت سورة العصر على أمور عظيمة هي من أوثق أمور الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والصبر، وهي سورةٌ عظيمة يكفي التفكر فيها والعمل بها حيث أنها تشتمل على أمورٍ جامعة تنفع المسلم، حتى أن الشافعي _رحمه الله- قد قال عنها: لو تدبر الناس هذه السورة، لوسعتهم.