جدول المحتويات
تثير إشكالية اول من امر بجمع القران فضول الكثيرين، وهي من المسائل المهمة والتي يجب على كل مسلم أن يكون على اطلاع عليها لكونها جزءا من التاريخ الإسلامي العظيم التي تختص بكتاب الله الكريم، و القرآن الكريم وحي سيد الأكوان أنزل على الرسول محمد بواسطة الروح الأمينة الملك جبريل عليه السلام بلغة عربية شديدة الوضوح، ومصطلح قرآن يعني كلمة الله وتعد قراءته من العبادات، وقد كان ينقل شفويا من النبي محمد إلى المؤمنين كلما نزلت آية عليه ليحفظوه، ولم يكتبه بنفسه لاجتناب الخلط بين السنة والنص المقدس.
نزول القرآن الكريم
من المهم قبل التطرق إلى اول من امر بجمع القران ، ذكر تفاصيل نزوله وتوضيحها، حيث أن القرآن الكريم نزل على شكل آيات منفصلة لم تكن بترتيبها المدرج في المصاحف اليوم، وإنما كانت تتنزل وفقا للأحداث التي ميزت ازدهار الإسلام وانتشاره، وقد كتب بعض الصحابة آياته وسوره لاستخدامهم الشخصي كلما تعلموها من النبي، فعلى سبيل المثال يذكر أن عمر بن الخطاب اعتنق الإسلام بعد قراءة رق وجده في بيت أخته يحمل أولى سورة طه.
حفظ القرآن الكريم
عرف المجتمع المسلم جيلا بعد جيل كيف يحافظ بحمد الله على القرآن الكريم وعنايته، وقد كان دور الجيل الأول ذو أهمية قصوى، كما أن الله تعهد بحفظه كتابه الكريم حتى قبل نزوله في لوح مكنون وكان مخفيا لا يراه إلا الملائكة الحافظين له، ونزله على رسول من السماء إلى الأرض بواسطة جبريل الذي كان ينزل إليه مرة كل عام يتلو القرآن عليه، وحفظ الرسول الكريم جميع آياته وعمل بها وبلغها للناس كافة، فكان محفوظا في صدره لا ينسى منه شيء يتلوه ليل نهار في صلاته.
اول من امر بجمع القران
اعتمد حفظ القرآن الكريم على الاهتمام الذي أبداه المسلمون به، وقد تخصص العديد من الصحابة الذين سموا بحاملي القرآن وقد حفظوه عن ظهر قلب، وعند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم كان نزول القرآن قد اكتمل ولكنه كان مكتوبا على دعامات مختلفة ومتفرقة مثل جلود الحيوانات والحجارة وغيرها.
وبعد معركة اليمامة التي قتل فيها مئات من المسلمين واستشهد فيها سبعون من حاملي الكتاب الكريم، وافق الخليفة أبو بكر الصديق على نصيحة عمر بن الخطاب بتجميع القرآن في مجلد واحد من أجل الحفاظ على الوحي وتجميع كلمة الله والذي كان إلى ذلك الحين محفوظا في القلوب ودعائم متفرقة، وكان بذلك أبو بكر الصديق اول من امر بجمع القران ، وعهد هذه المهمة إلى الصحابي الجليل زيد بن ثابت الذي لم يكن كاتبا وحاملا للقرآن فقط، بل إنه حضر أيضا تلاوة النبي الأخيرة، وكان لا يكتب من الآيات شيئا إلا إذا أحضر من كتبه شاهدا على أن كتابته تمت بين يدي الرسول عليه (ص).
أنهى زيد مهمته بتسليم أبي بكر مخطوطة تحتوي على كل ما جاء في الوحي كما نزل على رسول الله، وقد احتفظ الخليفة الأول بهذه النسخة حتى وفاته، ثم من بعده عمر بن الخطاب أثناء خلافته وانتقلت بعد وفاته إلى ابنته حفصة أرملة الرسول.
مميزات جمع القرآن الكريم في عهد الخليفة أبي بكر الصديق
لم يكن أبو بكر الصديق اول من امر بجمع القران فقط، بل تميز جمعه في عهده بالعديد من المزايا، وهي:
- احتواءه على الأحرف السبعة التي نزل القرآن بها كلها في مصحف واحد.
- جاء مرتبا للآيات والسور.
- جاءت الصحف متواترة، فقد رويت عن عدد كبير مما يجعلها غير قابلة للكذب.
- وافقت ما جاء في في العرضة الأخيرة لكتاب الله وفق للرسول الكريم.
لماذا وقع اختيار أبي بكر على زيد بن ثابت
كان اول من امر بجمع القران أبو بكر الصديق بمشورة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد وقع اختيار أبي بكر على الصحابي زيد بن ثابت لعدة أسباب، هي كالأتي:
- جمع القرآن لم تكن بالمهمة السهلة، وقد كان زيد شابا يافعا وامتلك من الصفات ما تجعله أهلا لذلك فكان معتدا برأيه ويسهل قبوله للنصح والإرشاد عند وقوع خلافات.
- كان وفير العقل، وهو من أهم المزايا التي جعلته أهلا لجمع القرآن.
- كان شاهدا لأحوال القرآن أكثر من غيره، فقد ولى كتابة الوحي في عهد النبي عليه الصلاة والسلام.
- كان معروفا بأمانته وكمال خلقه واستقامته في تطبيق تعاليم الدين الإسلامي.
- كان من حملة القرآن وحافظ له عن ظهر قلب في عهد النبي محمد وفق العرضة الأخيرة.
ذكرنا في هذا المقال أن اول من امر بجمع القران كان أبو بكر الصديق، وذلك حافظا عليه بعد وفاة الرسول عليه الصلاة وبعد أن استشهد عدد كبير من حملة القرآن في معركة اليمامة، وكان الصحابي الجليل زيد بن ثابت أنسب من يقوم بذلك لما كان له من مؤهلات تجعله أهل لحفظ كتاب الله.