دعاء لبس الثوب الجديد هو دعاء يظهر من مضمونه شكر الله تعالى على نعمته العظمى بأن منّ على الإنسان لكي يقتني هذا الثوب، فكم من إنسانٍ لا يستطيع أن يحصل على ثوبٍ مثله، وكم من فقيرٍ لا يستطيع اقتناء مثله، وكم من محتاجٍ لا يجد ما يشتري به ثوبًا مثله، وهكذا لسان حال المشتري للثوب الجديد المعترف بنعمة الله عليه.
دعاء لبس الثوب الجديد
يعتبر دعاء لبس الثوب الجديد من الأدعية التي نغفل عنها –للأسف-إذ أن تسارع الحياة قد شغلنا عن كثيرٍ من أمور السُنّة النبوية الشريفة، ولكن إن أردنا أن نعود إلى المسار الصحيح فعلينا معرفة طرفًا مما يُقال حين نلبس ثوبًا جديدًا مستقين ذلك من مِشكاة النبوة، ومن ذلك:
- الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا (الثَّوْبَ) وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّة_ أخرجه أهل السنن إلا النسائي.
- اللهم لك الحمد أنت كَسَوْتنيه، أسألك من خَيرِه وخَير ما صُنع له، وأعوذ بك من شَره وشَرِ ما صُنع له_أبو داود والترمذي والبغوي.
وهكذا نرى أن السُنّة قد مضت بنا في طريق الحرص على التذكير دومًا بنعم الله تعالى علينا، وأنه لا خالق إلا هو ولا رازق إلا هو سبحانه، فتُذعن نفس المؤمن وتنقاد إلى باريها في كل صغيرةٍ وكبيرةٍ أمر بها، وهذا هو مقصود الدين ابتداءً.
حديث لبس الثوب الجديد
إن في عدة الأحاديث التي ورد فيها دعاء لبس الثوب الجديد لعبرةٌ وعِظةٌ لنا جميعًا بأن الأمر كله لله تعالى، وهناك حديثٌ آخر رواه أبو داود وصححه الألباني، وهو أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «وَمَنْ لَبِسَ ثَوْبًا فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلاَ قُوَّةٍ. غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»
وعليه فإننا نستنتج منه العديد من المعاني الراقية النافعة ومنها:
- إن بدأ العبد في لِبس ثوبه بقوله “الحمد لله” ففيه ثناءٌ على الله وإقرارٌ بفضله وذلك أدّعى أن يبارك الله فيه.
- اعترافٌ من العبد بأن هذا الكساء بيد الله تعالى دون حول منه ولا قوة، فهو بذلك قد خرج من حوله وقوته إلى حول الله وقوته، والله يحب الملتجأين إليه.
- أوضح الحديث مدى المغفرة التي تنتظر العبد الذاكر لربه حين لبسه للثوب الجديد، فمغفرة ما تقدم من ذنبه أي ما مضى من ذنبه، وقد يكون ذلك كثيرًا وقد غُفر بفعلٍ وذِكرٍ بسيط، والحمد لله.
فائدة أدعية لبس الثياب
ما من شكٍ أن المسلم يستفيد من كل معلومة أو حديث أو آية تمر عليه في إطار الدين، وإن دعاء لبس الثوب الجديد إنما يوضح الكثير من الأمور التي فيها فائدة للإنسان في دنياه وأُخراه ومنها:
- تَذَكُر نعمة الله تعالى على العبد في جميع أحوال حياته.
- اتباع النهج النبوي الشريف في الاقتضاء بالنبي –صلى الله عليه وسلم- واتباع الدعاء الذي جاء به.
- تعظيم الرب تبارك وتعالى بحمده والثناء عليه إذ أنه هو الذي رزق –سبحانه-.
- الطمع في مغفرة الله تعالى للذنوب مما يتلفظ الإنسان به حال لبسه للثوب الجديد.
لا يخفى على الكثير أنه لا حول له ولا قوة، ولكننا مع حركة الحياة وامتدادها وضغوطها ننسى كثيرًا مما تعلمناه ولا نقوم بتطبيقه واقعًا عمليًا، ولكن قد جاء دعاء لبس الثوب الجديد ليُذكرنا ويرشدنا إلى الطريق المستقيم من جديد، ويُنبهنا ألا ننسى ذِكر الله تعالى على جميع أحوالنا وجميع حركاتنا وسكناتنا كما كان يفعل النبي –صلى الله عليه وسلم- ففي ذلك النجاة والمغفرة والعفو من الله رب العالمين.