ما هو تعريف الواجب الشرعي واقسامه

ما هو تعريف الواجب الشرعي واقسامه، ففي الاصطلاح الفقهي الذي يستمد من الشّرع الإسلامي، هناك عدة متطلبات تتعلق بالعبادات والطاعات والأوامر الإلهية، وهذه المتطلبات تختلف فيما بينها بعدة نقاط من حيث فرضها على المسلم، وما يترتب على هذا الفرض من ثواب أو عقاب يحكمه الإلزام به، وعليه يتم تقسيمها إلى أركام أو واجبات أو سنن وما إلى ذلك، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على ما هو الوَاجب وأقسامه، وكل ما يتعلق به.

ما هو تعريف الواجب

الواجب هو كل ما أمر الله تعالى بفعله، فأصبح واجباً يثاب فاعله ويعاقب تاركه، وليس هناك إحصاء لعدد الواجبات، فلكل مسألة أو طاعة أو عبادة واجباتها المطلوبة أو أركانها أو سننها، ولذلك فإن الوَاجب عادة يرتبط بأمور مختلفة منها ما يتعلق بالعبادات المفروضة مثل واجبات الصلاة أو الصوم أو الحج أو الزكاة وما نحوها، ومنها واجبات العبادات الغير مفروضة، وإنما يجب إقامة واجباتها كما في المفروضة، ولذلك قال بعض أهل العلم في تعريف الوَاجب أنه هو أيضاً الفرض على المسلم، وقال بعض العلماء أن الوَاجب هو ما يثاب فاعله لأدائه، وَيُذم تاركه للزومه.[1]

شاهد أيضًا: الفرق بين الركن والواجب

تعريف الواجب لغة واصطلاحاً

من حيث اللغة العربية، فالوَاجب لها معاني عدة يحددها موقعها في الجملة والمقصود بها في سياق الكلام، فيقال وَاجب عليك فعل كذا، أي أنت ملزم به، ويقال وَجب عليك الشراء أو البيع، أي أنه تم تثبيت ذلك حتى صار لزاماً، ويقال وَجَب الميت أي سَقط، ولذلك استدل علماء اللغة بها على أن الوَاجب هو السّاقط والوَاقع، وأما بالاصطلاح الفقهي، فالوَاجب هو كل ما يمتثل فيه الإنسان لأمر ربه، فيثاب إذا فعله، ويعاقب إذا تركه، وذلك من حيث إنه وجب عليه، وصار ملزماً به وعليه تحمل منفعته وضره.[1]

ما الفرق بين الفرض والواجب

الفرض والواجب مترادفان لبعضهما البعض في قول جمهور أهل العلم، والخلاف بينهما لفظي لا في الحكم وفيه قولان، وقبل ذكر الفرق والخلاف لا بد من القول أن الجمهوريين المختلفين متفقان على أن كلا المصطلحين الفقهيين يلزمان المكلف من المسلمين أن يفعلهما، وتركهما فيه مغبة العقاب من الله تعالى، وأما القولان المختلف بهما:[2]

• القول الأول: أنهما مترادفان وهذا جمهور أهل العلم باستثناء الأحناف وبعض جمهور الحنابلة، وقال الجمهور هنا أن الفرض والواجب هو أمر من المشرع وهو الله تعالى، وفيه الإلزام على المسلمين، سواء ثبت لديهم بدليل قطعي أو دليل ظني.
• القول الثاني: أنهما مختلفان وهذا مذهب الأحناف وبعض الحنابلة، وخالفوا فيه الجمهور بأن الفرض هو ما ثبت لديهم بدليل قطعي كالصلوات الخمس، وأما الوَاجب هو ما ثبت لديهم بدليل ظني أو مجتهد به مثل وَاجب الأضحية والوتر.

شاهد أيضًا: مامعنى فرض عين وما الفرق بين فرض العين وفرض الكفاية

ما هي أقسام الواجب 

عرف أهل العلم أقسام الوَاجب على أنها أربعة أقسام، يحتسب كل قسم منها من حيث اعتباره إما للوقت أو الفعل المكلف أو الفاعل المكلف أو التقدير، واستبيانها وفق الآتي:[3]

الواجب باعتبار الوقت

وتقسيمه يكون بالنسبة لوقته من حيث الوسع فيه أو ضيقه، ومثال الواسع منها أداء السنن من الصلاة إلى جانب الصلوات المفروضة، وهذه فيه سعى لأداء عبادتين، وأما الضيق منها ما صعب فيه أداء عبادتين معاً، مثل الصيام في رمضان الذي لا يمكن أداء صيام آخر معه.

الواجب باعتبار الفعل المكلف أو التكليف

وهو الذي يكون فيه إما التخيير أو تعيين، وكمثال من حنث بيمينه فله كفارة وهو مخير فيها إما إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، وأما التعيين هو ما وجب على العبد فعله بعينه ولا تخيير له فيه، فالصيام والصلاة والوضوء وما نحوها عي وَاجبة على التعيين ولا تخيير فيها.

الواجب باعتبار الفاعل المكلف

وهو إما كفائي أو عيني بالنسبة للفاعل المكلف بهذا الأمر من قبل الله تعالى، وأنا الفاعل المعين أو العيني فَمثاله الصلاة والزكاة والصيام وما نحوها، ويقع التكليف به على الفرد أو المكلف بذاته، وأما الكفائي فيقع على مجموعة من المكلفين لا مكلف واحد بعينه، مثل تعليم الناس وَتفقيههم بأمور الدين ودفن الموتى وما نحو ذلك.

الواجب باعتبار التقدير

وهذا يعتمد على تقديره بالنسبة إلى الشرع الإسلامي أو ما لم يقدرها الشرع، وينقسم إلى مقدر وغير مقدر من حيث تحديده أو عدم تحديده، وأما المقدر فَمثاله الصلاة المحددة كَالفجر بركْعتين والظهر بأَربع ركعات وصيام رمضان مقدر بشهر واحد وما نحو ذلك، وأما غير المقدر ففيه سعة التحديد، ومثاله النفقة للزوجة بعد الطلاق وعلى أولاده منها، وعلى من وجب عليه الإنفاق عليهم من أقاربه.

بهذا القدر من المعلومات نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هو تعريف الواجب الشرعي واقسامه، والذي تعرفنا من خلاله على تعريف الوَاجب باللغة والاصطلاح الفقهي والفرق بينه وبين الفرض، كما تعرفنا على أقسام الوَاجب كنا بينها العلماء.