دعاء الخروج من الخلاء من الأدعية التي جاءت بها السُنّة والتي أغبطنا عليها المشركون؛ نظرًا لأن الدين لم يترك شاردة ولا واردة إلا وأرشدنا إليها ودلّنا عليها؛ ما يوضح أنه تامٌّ وأنه قد منّ الله به على عباده، فهو الذي خلقهم ابتداءً ثم بعث الأنبياء لتوضيح ما هو مُشكل عليهم فيكون نورًا لهم على الدرب.
دعاء الخروج من الخلاء
يستطيع الإنسان المسلم الحق أن يتلمس السُنّة فيما أتت به من الأدعية المتنوعة في كثيرٍ من المواقف الحياتية اليومية، ومن ذلك أدعية الخروج للخلاء والذي قد قاله النبي –صلى الله عليه وسلم- وأوصى به إذ يقول:
- «غفرانك»_ وفي تلك الكلمة البسيطة معانٍ جليلة وهي طلب الغفران للتقصير في شُكر هذه النعمة.
- «الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني». _ فهو إقرارٌ بفضل الله في ذهاب الأذى عن البدن.
يتضح لنا من ذلك أن هذا الأمر نعمةٌ عظيمة نغفل عنها، فلنا في رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أسوةٌ حسنة، إذ أنه خير الذاكرين لربه وخير العارفين بربه وخير الـمُقرين بفضله سبحانه وتعالى على عباده، فلم يدع موقفًا يمر يفيد المسلم في حياته إلا ونبّهه بأهميته، تصريحًا تارةً وتلميحًا تارةً أخرى.
عند الخروج من الخلاء ماذا أقول
لعل الناظر إلى حياته الشخصية يجد أنه من المستحسن له الاتباع وليس الابتداع فهو ضعيفٌ بالذات، والله هو القوي بالذات، ويُسنّ له عند دعاء الخروج من الخلاء التالي:
- قوله: (غفرانك) _ ولا يزيد، حيث يطلب من ربه المغفرة كما جاء في السُنّة.
- يُقرّ بنعمة ربه عليه أن أذهب عنه الأذى، قائلًا: «الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني».
ثم إن عليه التفكر وشحذ الهمّة لنيّل رضوان الله تعالى، فيُقر بفضله وبسعة رزقه وواسع إكرامه عليه، فيلهج لسانه بالشكر والحمد والتسبيح والتهليل في كثيرٍ من مواقف حياته حتى يكون من المقبولين.
فوائد أدعية الخلاء
إذا وقفنا على الإفادة من كل دعاء جاءت به السُنّة فلن نستطيع أن نحصيها، فبين أيدينا دعاء الخروج من الخلاء كما أن هناك دعاء دخول للخلاء وهو: « اللهم إني أعوذ بك من الخُبث والخبائث» أي ذكور الجنّ وإناثها؛ ولذلك فهناك العديد من الفوائد في تلك ادعية ومنها:
- التعوذ من الجانّ الذي قد يصيب الإنسان بضررٍ ما، ففي تسمية الله قبل الدخول للخلاء حمايةً ووقايةً له من ضُرهم، كما في ذِكره سبحانه بعد ذلك طلبًا للمغفرة.
- الإقرار بفضل الله تعالى على الإنسان وإحاطته إياه بالكثير من النعم.
- التفكر في مدى ضعف الإنسان وأنه لا حول له ولا قوة إلا بالله تعالى.
وعلى هذا جاء الدين وجاءت أوامره ونواهيه، ونَدبه للعديد من الأمور وإباحته لغيرها، فالسعي وراء كل مقصد من مقاصده هو غاية كل مجتهد.
إذا كان دعاء الخروج من الخلاء من الأشياء التي تُذكرنا بأنفسنا وأنها ضعيفةٌ لا محالة، فإن هناك الكثير من الأمور الأخرى التي لو تفكر فيها الإنسان لأذعن لخالقه وانتهى عن نواهيه وسلك طريق طاعته، فها هو ذا يُصاب بشوكةٍ بسيطة ولا يستطيع إخراجها من جسده وتؤلمه أشد الألم وتُنغص عليه راحته إلا أن يزيلها، فيتفكر ويتلمس حينها ضعفه وأنه لابد وأنه راجعٌ إلى مولاه، فيتوب ويؤوب ويسلك طريق الهُدى وِفق ما أتى به الشرع الحنيف.