كيف اتوب الى الله وابتعد عن الشهوات والمعاصي

كيف اتوب الى الله وابتعد عن الشهوات والمعاصي فالله تعالى غفورٌ رحيمٌ رؤوفٌ بعبادهِ، ويرضى عن عباده التائبين الرّاجعين له والطالبين رضاه ضمن شروط، وهذه الشروط كثيرة تطال أعمال العبد ومدى صدقه في أدائها، والكثير من الأمور الأخرى التي سنتعرّف عليها من خلال هذا المقال، فمن هذا المنطلق، ومن خلال سطورنا التالية عبر موقع مقالاتي سنسلّط الضوء على كل ما يخص التوبة من معلوماتٍ بالتفصيل.

كيف اتوب الى الله

إن التوبة إلى الله والابتعاد عن المعاصي تكون بكثرة الاستغفار، والاعتراف بالذنوب التي اقترفتها النّفس البشريّة الأمّارة بالسوء، وإظهار الندم على فعلها، والرجوع إلى الله تعالى، والدليل بالحديث الذي ورد عن النبيِّ عليه الصلاة والسلام، وروى هذا الحديث أبو هريرة -رضي الله عنه- فِيما يَتحدث به عن ربه أنه قالَ:

“أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا، فَقالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ، فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فأذْنَبَ فَقالَ: أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي، فَقالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ، قالَ عبدُ الأعْلَى: لا أَدْرِي أَقالَ في الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ: اعْمَلْ ما شِئْتَ.[1]

شاهد أيضًا: دعاء التوبة من الذنب المتكرر

كيف ابتعد عن الشهوات والمعاصي

يمكن لعباد الله الابتعاد عن الشهوات والمعاصي، وكلِّ ما يُغضب الله مثل كثرة الذكر والاستغفار والمحافظة على الطاعة الله تعالى. ويوم هذا من خلال اتباع عدة أمور، منها نعدد ما يأتي:[2]

• الدعاء لله تعالى: بأن يكون من عباد الله الصالحين، أن يثبت قلبه على دينه، وأن يصرف عنه السوء والفاحشة، أن يرزقه تعالى العفة التي تكون ب”غض البصر والابتعاد عن أسباب الشهوات”.
• الإسراع في الزواج: للانصراف الشهوة في ما حلله الله له.
• عدم مخالطة النساء المتبرّجات: تجنب أماكن وجود النساء متبرجات إلاّ في الحالات الاضطراريّة.
• الوزع الدّيني: الإكثار من مجالسة أهل العلم والاستماع لهم للاستفادة من نصائحهم.
• تجنب الأطعمة المثيرة للشهوة: وتناول بعض من الكافور حتى للحد من هيجانها.
• الصيام: الصيام لمن لا يستطيع الزواج، فهو يعذب النفس البشرية، وهذا ما أوصى به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
• زيارة القبور باستمرار: الإكثار من ارتياد القبور ليذكر الإنسان الموت، وأنه من واجبه الاستعداد له العمل الصالح.

شاهد أيضًا: دعاء تحصين النفس من الشهوات

شروط التوبة النصوح

للتوبة النصوحة عدة شروط بينها الكثير من العلماء في الفتاوى الشرعية لها الخاصة بهم، وفيما يلي نبين هذه الشروط كما وردت في فتاويهم بالتفصيل:[3]

• الإخلاص في التوبة إلى الله تعالى: وهذا بقصد رضاه لا رضا الناس أو رؤيتهم لأعماله الحسنة، فلا تعتبر التوبة توبة مقبولة إلا إن قصد بها العبد المؤمن رضا الله تعالى، والامتثال لأمره لا خوفاً من كلام الناس أو خوفاً على صحته، بل خوفاً من مراقبة الله تعالى له ورؤيته لكل ما يقوم به من تصرفات سيئة كانت أم حسنة.
• التزام الصدق في التوبة إلى الله تعالى: فيجب أن تكون التوبة قولًا وفعلًا وقبولها والاقتناع بها بالقلب قبل اللسان.
• التوبة عن الأعمال غير الصّالحة: لأنّها تغضب الله عزَّ وجلَّ، وتأخر رضا الله عليه، إضافة إلى عدم العودة للأعمال الغير صالحة والابتعاد عنها بقناعة تامة تجعل القلب لا يرغب أبدا بالعودة.
• الندم على المعاصي والذنوب المقترفة والإحساس بالذنب وتأنيب الضمير: أن يندم على فعلته، وإذا كانت معصيته سببت إذا للناس هناك يصبح للتوبة شرط جديد وهو: رد الحق إلى صاحبه ومحاولة تعويضه عن الأذى الذي قد سببه له.

شاهد أيضًا: كيف اعرف ان الله راضي عني ويحبني

الأمور التي تعين العبد على التوبة والابتعاد عن الشهوات والمعاصي

هناك العديد من الأمور التي تعين العبد المؤمن على التوبة والرجوع لربه عودة حسنة تمحو له المعاصي، وتقرير من الله تعالى، ومن أهم هذه الأمور:[3]

• الابتعاد عن رفاق السوء: وهذا لأن هم الذين يقودونه نحو ارتكاب المعاصي والذنوب التي تغضب الله عزَّ وجلَّ.
• عدم الانغماس ببيئة مليئة بالمعصية: وهذا نحو مصاحبة ومجاورة الكفرة، وهذا لأن البقاء بها يذكر المرء بمعصيته السابقة، ولأنها تسبب ضعفه، وتلوّث فطرته الإيمانيّة.
• اختيار الرفيق الصالح: البحث عن رفاق يجعلونه يقترب من الله تعالى ويشدونه للقيام بالطاعات والابتعاد عن المعاصي.
• القيام بالأعمال الحسنة: الإكثار من القيام بفعل الحسنات التي تعمل على محو السيئات.
• ظن الخير بالله تعالى، وصدق النيّة: وهذا من خلال الاستبشار بأن الله تعالى عندما يرى صدق نيتك وتوبتك سوف يتقبل منك التوبة، ويمحو لك كل المعاصي التي قمت بارتكابها ويبدلها حسنات.
• الدعاء والتضرع: يجب على العبد أن يسهب بالدعاء لله -عزَّ وجلَّ- أن يتوب عليه، ويختار وقت استجابة الدّعاء ويستخدم مفاتيحه علّها تكون محط إجابة الخالق الكريم.

إلى هنا نكون قد وصلنا وإيّاكم نهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان كيف اتوب الى الله وابتعد عن الشهوات والمعاصي، وقد أرفقنا في سطوره كل ما يمت لهذا الموضوع من صلة.