جدول المحتويات
تعريف الاستمرار الصناعي
الاستمطار الصناعيّ هو عملية من العمليات التي تستخدم لتعديل الطقس، تغيّر هذه المواد في العمليات الميكروفيزيائية للغيمة، ويكون هذا من خلال تغيّير هذه العملية من نوع أو من كمّية هطول المطر من السحاب عن طريق إشباعها بموادٍ تعمل على مبدأ تكثيف الغيوم أو جعلها كنواةٍ جليدية، والهدف الرئيسيّ منها زيادة هطول الأمطار أو الثلوج، كما تستخدم في إخماد البرد والضباب في المطارات بشكلٍ رئيسيّ، أمّا عن المواد المستخدمة في هذه العملية فهي يوديد الفضة وثنائي أكسيد الكربون (الثلج الجاف) والبروبان السائل، أما عن سبب الاستمطار بعد استخدام هذه المواد فهو نتيجةً لتنوي الجليد في الطبيعة (أي تشكل نواةِ الجليد في الطبيعة) التي تتكون معظمها نتيجة نشاط البكتيريا فيها.
شاهد أيضًا: حكم صلاة الاستسقاء ووقتها وكيفية أدائها
هل الاستمطار حقيقي؟
نعم، إن الاستمطار الصناعيّ حقيقي، وهي عملية قائمة على إسقاط المطر من الغيوم عن طريق تسخير العلم لهذا الغرض، فالطريقة التي تُستخدم في هذه العملية هي طريقة علمية بحتة يُطلق عليها أيضاً اسم تطعيم السُحب، تُستخدم هذه الطريقة لزيادة كميّة الأمطار في منطقة ما لعدة أغراض أبرزها سقاية المزروعات أو توليد الطاقة الكهربائية للمحطات الكهرومائية، أو لتخفيض شدة العواصف من خلال تشكيل السحب في هذه المناطق قبل وصول العاصفة إليها.
شاهد أيضًا: ما هو الاستمطار الصناعي
هل الاستمطار حرام ام حلال
إن الاستمطار الصناعيّ حلال في حال اللجوء له من خلال استخدام الطرق العلمية البحتة حسبما ورد بإجماعٍ من جمهور العلماء، وفقهاء الدين الإسلاميّ، وقد عزى العلماء ذلك بسبب حاجة الأرض والكائنات الحيّة الدائمة للماء، واستدلوا على صحةٍ ذلك تسخير الله -عزَّ وجلَّ- الكون بأكمله لخدمةِ الإنسان وتسهيل سُبل العيش على عبادةِ، والغيوم واحدة من سُبل العيش هذه، فيمكن للإنسان الاستفادة منها عن طريق استغلال الطرق العلمية المتاحة، والله تعالى أعلم. [1]
شاهد أيضًا: أين يقع مشروع نيوم وأبرز المعلومات عنه
حكم الاستمطار الصناعي إسلام ويب
إن حكم الاستمطار الصناعي لا يوجد أيّ مانعٍ شرعيّ من ذلك، حسبما ورد بالفتوى الشرعية 60048 لموقع إسلام ويب، وقد نوّه علماء الموقع لأمرين هما:[1]
- إنما أمر نزول المطر مختصٌ بجلالته، فإن شاء أنزل المطر، وحتى لو كان نزول المطر بعد هذه العملية إنما الله من أنزله وليس البشر، بدليل قوله سبحانه وتعالى في سورة الشورى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}.[2]
- إثبات علماء البيئة بعدم وجود أضرار على البشر أو حتى على البيئة عن طريق استخدام هذه العملية، ولا بد من التنويه أن أفضل ما يقوم به العبد صلاة الاستسقاء والدعاء لله عزَّ وجلَّ بإنزال الغيث من القيام بهذا الفعل، والله تعالى أبلغ وأعلم وقاد على كل شيء.
شاهد أيضًا: السنة أن تؤدى صلاة الاستسقاء في
آراء العلماء حول الاستمطار الصناعي
اختلفت آراء علماء الدين الإسلاميّ حول موضوع الاستمطار الصناعيّ بين تحليلٍ وتحريم، وفيما يأتي بيان لكل حكم من هذه الأحكام:
الاستمطار حلال بشروط
ذهب بعض العلماء إلى أن الاستمطارِ الصناعيّ محلل بدليل أنّ الله عزَّ وجلَّ سخّر الكون بأكمله لخدمة الإنسان، ومن بين ما يوجد بهذا الكون السحاب، فله فعل ذلك في حال كن الهدف منه إعمار الأرض، فلم يرد لا في السنّة النبوية، ولا في كتاب الله دليل على تحريم ذلك، وفي قوله تعالى الدليل القاطع على صحة هذا القول: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ}.[3]
الاستمطار ليس حلال ولا حرام
أمّا عن دعاة هذا الفكر من العلماء فلم يجدوا أيّ دليل لا في القرآن الكريم أو حتى في السنّة النبوية الشريفة يبين حلال هذا الموضوع من حرامه، بل أن مشروعية الاستمطارِ الصناعيّ إنما هي مسؤولية علماء البيئة، فهم من يعلم الضرر الذي تسببه هذه العملية للأرض والكائنات الحيّة جميعها، فإنزال الغيث أمر بيد الله وحده، وما دلّ على ذلك الآيات الكريمة: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ}.[4]
الاستمطار محرم تحريم مطلق
ذهب بعض العلماء إلى تحريم الاستمطارِ الصناعيّ تحريماً مطلق، وهذا لأن الله -عزَّ وجلَّ- هو وحده من مسؤولٍ عن إنزال الغيث على الأرض، ولا يحق للإنسان العبث في مكونات هذا الكون الذي خلقه الله جلَّ وعلا، وبالتالي ليس له أن يقوم باستمطار صناعيّ، بل الأولى أن يصلوا صلاة الاستسقاء والدعاء لله بإنزال الغيث، بدليل قوله تعالى: {أَفَرَءَيْتُمُ ٱلْمَآءَ ٱلَّذِى تَشْرَبُونَ* ءَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ}.[5]
شاهد أيضًا: ماذا يعني استمطار السحب في السعودية
أضرار الاستمطار الصناعي
يوجد للاستمطار الصّناعي العديد من الأضرار الّتي يكون لها تأثيرات جانبيّة على كل نواحي الحياة، وتعتبر عمليّة لا يمكن التحكّم فيها بدقّة ومن هذه الأضرار:
- أضرار البيئة: من خلال استخدام المواد الكيمائيّة في هذه العمليّة له تأثيرات سلبيّة على البيئة المحيطة بما فيها من نباتات وحيوانات وتربة وغيرها.
- الاعتماد على الطّقس: يكون الاعتماد بشكل كبير على السّحب الّتي تكون محمّلة بالأمطار لكن ليس من الضّروري أن تكون عمايّة الاستمطار الصّناعي أن سبّب هطول الأمطار.
- التأثيرات على المناخ: تؤدّي هذه العمليّة إلى تغيير الأحوال المناخيّة بشكل سلبي، كون هذه العمليّة تؤدّي إلى هطول الأمطار في أوقات ليست لهطول الأمطار.
- الكلفة الغالية: تعدّ عمليّة مكلفة جدّاً تكلّف ملايين من الدّولارات بمقابل كميّة قليلة من الأمطار.
- نسبة النّجاح القليلة: يكون من الصّعب نجاح العمليّة في سماء تكون خالية من الأمطار تحتاج من أجل نجاحها سماء فيها كميّة من السّحب لتحريكها ونزول الأمطار.
- قليلة الإيجابيّات: لا يكون لهذه العمليّة نتائج إيجابيّة مقاسة بشكل مضمون.
شاهد أيضًا: ما هو الاستمطار الصناعي في السعودية
الدول التي تستخدم الاستمطار الصناعي
يوجد عدد من الدّول الّتي استخدمت الاستمطار الصّناعي منها الصّين، روسيا، مصر، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، السّعوديّة وغيرها، حيث كانت الصّين تعاني من الأمطار الغزيرة الّتي كانت قد تؤذي الألعاب الأولمبيّة، فتمكّنت من التحكّم في أوقات هطول الأمطار، كما كانت مصر تعاني من قلّة المياه، فلجأت إلى الاستمطار الصّناعي لتأمين المياه، والأردن كانت كذلك الحال تعاني من جفاف المياه فاستخدمت الاستمطار الصّناعي.
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال الذي كان يحمل عنوان هل الاستمطار حرام أم حلال، وقد أرفقنا في سطوره كل ما يخص عملية الاستمطار الصناعيّ من معلوماتٍ بصورةٍ مفصّلة.