جدول المحتويات
من الذي غسل الرسول وكفنه وما هي صفة كفنه الطاهر، هذه الأسئلة تدور في أذهان المسلمين ويبحثون لها عن إجابة ليتعرفوا على ما حدث في هذا الموقف المهيب، وكيف تصرف الصحابة وماذا فعلوا لإتمام هذه الإجراءات في الوقت الذي لم تدرك عقولهم وقلوبهم فاجعة وفاته والحزن الذي خيم على الجميع وجعلهم غير قادرين على تحمل الخبر الحزين، وعبر السطور التالية من موقع مقالاتي يمكنكم التعرف على كافة التفاصيل المتعلقة بهذا الحدث الهام الذي هزّ وزلزل عقول الصحابة في هذا الحين.
متى توفي الرسول
توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين الموافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول في العام الحادي عشر من الهجرة، وكان عمره -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة وستين عامًا.
بدأ احتضار الرسول الكريم في ضحى يوم الاثنين في بيت السيدة عائشة -رضي الله عنها- وفي حجرتها، وكان إلى جوارها، وأسندته وتوفي في حجرها بين يديها، واشتدت عليه سكرات الموت، فرفع إصبعه وشخص بصره لأعلى، وسمعته السيدة عائشة يقول:
“اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ، وكرّرها ثلاث مرات قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى.”
اقرأ أيضًا: من اول من دخل الاسلام بالترتيب
من الذي غسل الرسول وكفنه
عندما توفي الرسول الكريم تولى غسله، وتكفينه كل من: علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، وقثم بن العباس، وأسامة بن زيد، وشقران، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد تم الُغسل الشريف في نفس المكان الذي توفي فيه الرسول الكريم بحجرة السيدة عائشة،
وكانوا يصبون الماء على جسده الطاهر وأعينهم معصوبة، إلا علي فقط الذي لم تعصب عيناه، وذلك وفقًا للحديث الذي رواه البزار والبيهقي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال:
“أوصاني النبي -صلى الله عليه وسلم- ألا يُغسلني إلا أنت، فإنه لا يرى أحدٌ عوْرتي إلا طُمِسَت عينيه.”
تغسيل الرسول ﷺ وتكفينه
من الذي غسل الرسول وكفنه؟ وكيف تم ذلك؟ تؤكد الروايات أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- تم غسله بثيابه، ولم يجرد من ملابسه.
فبعد أن اختلف الصحابة في هذا الأمر سمعوا مناديًا في بيت السيدة عائشة يقول أنه يتم غسل الرسول بثيابه، وبالفعل غسلوه في ثيابه وصبوا عليه الماء، وكان كفن الرسول في ثلاثة أثواب بيضاء سحولية من كرسف أي من القطن وبدون قميص أو عمامة، ثم صلى عليه المسلمون فرادى، فكانوا يدخلون للصلاة عليه وهو في سريره مجموعات صغيرة دون إمام.
اقرأ أيضًا: متى توفي عمر المختار
من قام بتغسيل الرسول
من الذي غسل الرسول وكفنه كما سبق القول أن من قام بذلك هم علي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، والفضل بن العباس، وقثم بن العباس وأسامة بن زيد، وشقران، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كان على بن أبي طالب كرم الله وجهه فقط من يقوم بصب الماء، وقد روي عن ابن ماجه بسند جيد عن علي أن النبي قال:
” إذا أنا مِتُّ فغسِّلوني بسبع قِرَب من بئري “
والبئر المقصود هو بئر غرس بقُباء، وغُسِّل الرسول الكريم ثلاث غسلات، الأولي بالماء القراح، والثانية بالماء والسَّدْر، والثالثة بالماء والكافور، وورد عن ابن الجوزي أنه رُوي عن جعفر الصَّادق أن الماء على رضى الله عنه كان يشرب الماء الذي كان يجتمع في جفون النبي صلى الله عليه وسلم.
تكفين الرسول ﷺ
من الذي غسل الرسول وكفنه وصفة كفنه الشريف، ورد وصفه عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنه كان من ثلاثة أثواب بيضاء من القطن وبدون قميص أو عمامة.
دفن الرسول ﷺ
اختلف الصحابة في شأن دفن الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقال:
” سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما قبض نبي إلا دفن حيث قبض.”
فقام برفع فراش الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم حفر أبو طلحة الأنصاري لحداً، بعدها بدأ دخول المسلمين للصلاة على الرسول، الرجال بعدهم النساء ثم الصبيان.
بعد الانتهاء من الصلاة تم دفن الجسد الشريف ليلة الأربعاء، والذي نزل للقبر هم: علي بن أبي طالب والفضل وقثم ابنا العباس وشقران.
وانضم إليهم أوسن بن حولي الأنصاري الذي طلب من علي بن أبي طالب أن يأذن له بالنزول، فكان له ذلك، وسووا على الجسد الطاهر التراب ثم رفعوا بمقدار شبر عن الأرض.
تعرفنا معكم على من الذي غسل الرسول وكفنه وتفاصيل هذا المشهد المهيب الذي حضره بعض من الصحابة، الذين تولوا هذه المهمة الصعبة على القلوب، حتى رقد في مثواه الأخير وعقول الصحابة عاجزة عن إدراك ما حدث، ولكن الجميع امتثل لمشيئة رب العالمين.