جدول المحتويات
وقفات مع العام الهجري الجديد 1446 مميزة والتي يتم من خلالها أخذ العظة والعبرة في كافة أمور الحياة، والتي يبدأ الإنسان من خلالها العام الجديد وهو خال من المعاصي متقربًا من الله -عز وجل- بالطاعات، وتكون هذه الوقفات على هيئة خطبة، يتم إلقاؤها بين الناس في يوم الجمع هاوياً فيما بينهم، ومن خلال هذا المقال عبر موقع مقالاتي سوف يتم عرض باقة مميزة من تلك الوقفات.
وقفات مع العام الهجري الجديد
لا بد للإنسان أن يقف مع نفسه وقفة محاسبة وجهاد في العام الهجري الجديد، فالبداية الجديدة للسنة هي مناسبة يقوم من خلالها الإنسان بإعداد ما يشبه كشف الحساب ليعمل على تقويم نفسه وتهذيبها للوصول إلى الصفة التي يحب أن يكون عليها حينما يلقى الله تعالى، فجهاد النفس واجب على المسلم، حتى تستقيم نفسه ولا تتبع أهواءها.
وقفة محاسبة النفس
يحتاج الإنسان بشكل مستمر إلى محاسبة النفس، على الأيام التي قصر فيها اتجاه الله عز وجل، فما أحوج الإنسان إلى الجلوس مع نفسه، حتى يحاسبها على ما قصر فيه وأخطأ، فسمة محاسبة النفس من سمات المؤمنين، فقد قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾[1]، وهذه السمة أيضًا من سمات أهل الفطنة والكياسة، أشار إلى ذلك حبيبنا -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (الكيِّس)، من هو الكيس؟ الكيس: الذكي، الحاذق، الفَطِنُ، اللبيب، الفهيم، ليس الكيس الفَطِنُ من يجمع الأموال، ويحيز الدراهم، ويبني القصور، ويتفاخر بالدنيا وزخرفها، إنما (الكيِّسُ من دان نفسه) وتكون محاسبة النفس من خلال سؤال الإنسان نفسه ماذا عمل؟ وماذا أنجز؟ وماذا قدم لدينه ووطنه وأمته؟؟ وكيف اغتنم أيام السنة؟ هل بالطاعات أم بالمعاصي؟؟.
اقرأ أيضًا: دعاء العام الجديد اسلام ويب
وقفة إلى متى الغفلة
إلى متى نكون في غفلة، إلى متى تكون القلوب متعلقة بالدنيا أكثر من الآخرة، لا بد من التوبة والرجوع إلى الله عز وجل، ويجب على المسلم أن لا يقنط من رحمة الله، فالله تعالى غفور رحيم بعباده، والدليل على ذلك ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ثم لجأ بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر لهم)[2]، وقد يلقي الله الغفلة في قلوب العباد من أجل أن يغفر لهم ذنوبهم، وذلك لأن للوقوع في الذنب فائدتين هما:
- الأولى: أن يعترف المذنب بذنبه، وهذا الأمر أحب إلى الله تعالى من الطاعات، وذلك لأن لدوام الطاعات توجب على صاحبها التعجب، والدليل على ذلك حديث البيهقي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (لو لم تذنبوا لخشيت عليكم ما هو أشد من ذلك العجب)[3].
- الثانية: المغفرة من الله -عز وجل- والعفو عن عباده، فالله يحب أن يعفو ويغفر لعباده، فهو المعروف بـ الغفار والتواب والعفو، فقد قال بعض السلف، أنه بمجرد أن خلق القلم، كان أول ما كتب إني أنا التواب أتوب على من تاب.
وقفة مع شهر الله المحرم
شهر محرم هو خير الأشهر والدليل على ذلك ما ورد عن أبي ذر الغفاري- رضي الله عنه- قال- سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الليل خير؟ وأي الأشهر أفضل؟ فقال: (خير الليل جوفه، وأفضل الأشهر شهر إله الذي تدعونه المحرم)، ولعظمة فضله رغب النبي -صلى الله عليه وسلم- في صيامه فقال: (أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم الذي تدعونه المحرم)[4]، والأشهر الحرم أفضل الشهور صيامًا بعد شهر رمضان، فقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- أن بعضهم ختام السنة الهلالية، ويقصد بها صيام شهر ذي الحجة، وبعضها مفتاح السنة الهلالية، ويقصد بها شهر محرم، فنسأل الله تعالى أن يكتب لنا السنة كلها طاعة، فما أجمل الإنسان الذي ينتهي عامه بطاعة يبدأ عامه الجديد بطاعة.
اقرأ أيضًا: خطبة نهاية السنة الهجرية
وقفة شكر وعرفان للنفس
نشكر الله -عز وجل- الذي من علينا بقدوم عام جديد ونحن في الحياة، والتي هي من أعظم النعم التي ينعم الله به على عباده، حتى يتقرب منه بالطاعات والخير، ويتوب على ما فات، ويجب على الإنسان أن يشكر الله -عز وجل- على نعمة الحياة، وأن يستثمر عمره في طاعة الله عز وجل، ويستقيم على شرعة، ويخدم دينه والناس، ويسعى إلى تحقيق الإنجازات والمفاخر.
اقرأ أيضًا: خطبة جمعة عن بداية السنة الهجرية
وقفة الاعتزاز بالإيمان
على المسلم أن يتذكر دائما أنه ينتمي إلى خير أمة على وجه الأرض، الأمة التي تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، لذلك لا يجب أن يتبعها أي ضلال، أو ذنب، بل يجب أن تمتلك هذه الأمة جوانب تميز عقيدتها وشعائرها، ويتبين ذلك من خلال ما فعله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما قام باختيار التاريخ الهجري، وقام الاعتماد على ذلك بالأقمار والأهلة من أجل حساب الزمن، واستدل على ذلك بقوله تعالى ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾، وقد وعد الله -عز وجل- هذه الأمة بالنصر والتمكين، والدليل على ذلك قوله تعالى ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ، وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾.[5]
وقفة العزيمة والتخطيط
يجب على كل مسلم مع بداية العام الجديد أن يعزم على التغيير، وأن يتغير حاله من الأسوأ إلى الأحسن، ومن الهزل إلى الجد، ومن الكسل إلى النشاط، ومن المعصية إلى الطاعة، ومن السلبية إلى الإيجابية سواء في أقواله أو أفعاله أو أعماله أو تصرفاته، وعليه أن يقوم بالتخطيط لما سيقوم بإنجازه خلال العام الجديد، وأن يسعى إلى تحقيق كل آماله، مع الأخذ بالأسباب والتوكل إلى الله عز وجل.
وبهذا يكون قد تم الانتهاء من عرض مجموعة من وقفات مع العام الهجري الجديد 1446 مميزة التي يمكن الاستفادة منها بشكل كبير مع بداية العام الجديد، وأخذ منها العبرة والعظة لاستكمال المسيرة بعزيمة وإصرار، مع الحرص على التقرب من الله -عز وجل- بالطاعات والأعمال الصالحة.