جدول المحتويات
لماذا سميت مزدلفة بهذا الاسم من الأسئلة التي تدور ببال المسلمين عن أسماء أيامِ الحج، فالمزدلفة هي ثالث الشعائر الدينية المقدسة التي يمر فيها حجاج بيت الله الحرام أثناء أدائهم لمناسك الحج، وهي إحدى الشعائر التي تقع بين مشعري منى وعرفات، ويتساءل الكثير عن سبب تسميتها بهذا الاسم، وأين تقع، وعبر موقع مقالاتي سوف نتناول كل ما يخص المزدلفة من معلومات بالتفصيل.
لماذا سميت مزدلفة بهذا الاسم
أن هنالك عدة أسباب لتسمية مُزدلفة بهذا الاسم، وهي كالآتي:[1]
- قيل سميت بذلك: لأنّ حُجّاج بيت الله الحرام يجمعون فيها بين صلاتَي المغرب والعشاء تأخيراً، لأن المزدلفة كلمة تدلّ على الازدلاف “أي الاجتماع والالتقاء”، وقد قال الله تعالى في سورة الشعراء الآية “64”: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ}.
- ويقال؛ لأن المزدلفة كلمة تدل على التقدُّم والاقتراب، كما في قوله -سبحانه-: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ}،[2] ويقال (تزلّف، أو أُزلِف؛ أي قُرِّب).
- وقِيل أيضاً بأنه روي عن الرسول الكريم -صلّى الله عليه وسلّم بأن المُزدلفة بإضافة لكون الحُجّاج يجتمعون، ويتقرّبون من المَشعَر الحرام ليلاً، (أي بعد وقوفهم في عرفة).
شاهد أيضًا: متى ينصرف الحاج إلى مزدلفه
من أسماء المزدلفة
يمكن الإشارة بأنّ مُزدلفة هو الاسم الأشهر لها، ولكن هناك عدة أسماء أخرى لها، وهي على الشكل التالي:
- مزدلفة: وهو الأشهر لها.
- جمع: وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نَحَرْتُ هَاهُنَا، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ، فَانْحَرُوا في رِحَالِكُمْ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ، وَوَقَفْتُ هَاهُنَا، وَجَمْعٌ كُلُّهَا مَوْقِفٌ”.[3]
- بدر: كما سمي المكان كله أيضاً ب “بدراً”.
- المشعر الحرام: وهو تسمية القرآن، قال الله جل وعلا في سورة البقرة الآية 198: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}،[4] وهو اسم المسجد الذي بني على جبل قزح، كما أنه المكان الذي وقف فيه النبي -صلى الله عليه وسلم _ وصلى به صلاة الفجر في مزدلفة في بدأ وقتها حتى انتهى للقيام، ثم وقف بعدها مستقبلاً القبلة لكي يدعو، وذلك تحقيقاً للآية الكريمة وهي السنّة العظيمة التي تركها العديد من الناس اليوم بسبب الازدحام.
أين تقع المزدلفة
تقع المزدلفة بين مشعري منى وعرفة، والذي تقدر مساحته الإجمالية بـ “9,63” كيلو متر مربع، ويحدها من الشرق ما يلي عرفات” مفيض المأزمين وهما جبلان يفصل بينهما الطريق المؤدية إلى عرفات، بينما يحدها من الغرب ضفة وادي مُحَسِر الشرقية (وهو وادي صغير بين المزدلفة ومنى، الذي يمر من خلاله الحجاج من منى ومزدلفة)، كما أنه يحدها جبل ثبير النصع من الشمال، الذي يقال له جبل مزدلفة أيضاً.
هل يجوز المبيت في مزدلفة
نعم، يجوز المبيت في مزدلفة، بل المبيت بمزدلفة واجب، هذا ما ورد عن الشيخ ابن باز رحمه الله، وذلك من الأمور المستحبة أسوة بالرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- الذي كان يبيت بها حتى يصبح، ومن ثم يقف حتى يسفر، من ترك المبيت فعليه كفارة، ولكن لا بأس بالتقديم للنساء والضعفاء، ثم يدفع بعدها إلى منى قبل بزوغ الشمس، واستدل رحمه الله بالحديث الصحيح الذي رواه جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: “رَأَيْتُ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَرْمِي علَى رَاحِلَتِهِ يَومَ النَّحْرِ، ويقولُ: لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ، فإنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّي لا أَحُجُّ بَعْدَ حَجَّتي هذِه”.[5]
شاهد أيضًا: ما هي صفة حج التمتع وخطواته
أين يقع مسجد المشعر الحرام
يقع مسجد المشعر عند بداية مزدلفة على جانب الطريق رقم (5) الذي يفصل بين المسجد والتل، كما أنه يبعد حوالي خمسة كيلومترات عن مسجد الخيف، ويبعد عن مسجد نمرة بما يقارب (7) كيلومترات، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- ينزل عند قبلته، والجدير بالذكر بأن مسجد المشعر كان في بداية القرن الثالث الهجري متواضعاً في البناء والمساحة ولم يكن مسقوفاً أيضاً، وقد كان له ستة أبواب، وقد تم توسيعه في العهد السعودي فأصبح طوله 90 متراً وأما عرضه 56 متراً، حيث أصبح يستوعب عدداً كبيراً من المصلين قد يصل إلى 12 ألف مصلٍ، كما أن له مداخل من الجهات الشرقية والجنوبية والشمالية وله منارتان كبيرتان يبلغ ارتفاع كل منهما 32 متراً.
وبهذا القدر من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان لماذا سميت مزدلفة بهذا الاسم، وقد تناولنا من خلاله الحديث عن كل ما يخص المزدلفة من معلوماتٍ بصورةٍ شاملة.