جدول المحتويات
ما الحكمة من خلق الجبال الرواسي التي أرساها الله جلّ جلاله في جوف القشرة الأرضية، ويتساءل الكثير من أبناء الأمة الإسلامية عن الحكمةُ من خلقِ الله للجبالِ الرواسيّ، وفي مقالنا التالي عبر موقع مقالاتي سوف نجيب عن كافةِ الاستفساراتِ الواردةِ بخصوص هذا الموضوع، ما هي الجبال، وما معنى كلمة الرواسي وما الفرق بينهما، والجبال الواردة بالقرآن.
ما المقصود بالجبال
خلق الله تعالى الجبال التي تعد من أهم التضاريس الطبيعية، وهو أحد الأشكال التضاريسية التي ترتفع فوق سطح القشرة الأرضية، كما أنها تعد من أهم التضاريس التي خلقها الله تعالى لتثبيت الأرض، والتي تعمل على حمايتها من الكوارث الطبيعية أيضاً مثل (البراكين والزلازل والأعاصير)، وتتميز الجبال بالسفح الشديد الانحدار والقمة الصخرية الحادة، وقد أثبتت الدراسات العلمية بأن ما نراه من الجبال هو عبارة عن جزء بسيط من مجمل ارتفاع الجبل، فقد خلقها الله تعالى على شكل الأوتاد عميقة جداً غائرة في الأرض.[1]
شاهد أيضًا: معجزات الانبياء وقصص عن معجزات الانبياء من القران والسنة
ما المقصود بالجبال الرواسي
إن معنى الجبال الرواسي هي الجبال الثابتة التي لا تتحرك ولا يمكن تغيير مكانها، الرواسي هي جمع لكلمة راسية ومصدرها رُسو، أما معنى رسا أي أنه ثبت واستقر، ويقال المرساة الثقل المثبت في السفينة، والذي يُلقى في الماء لتثبيتها، كما أن المرساة أيضاً تعني الأمان، ويقال عن مكان استقرار السفن المرسى،[1] وقد ورددت كلمة الرواسي في عدة سور من القرآن الكريم، منها (سورة الأنبياء وسورة النحل وسورة الرعد وسورة الحجر)، وقد قال الله تعالى في سورة الرعد الآية 3: {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. [2]
شاهد أيضًا: ما هي اعظم سورة في القران الكريم
الفرق بين الجبال والرواسي إسلام ويب
الجبال الرواسي هي الجبال بعينها، لأن الرواسي صفة تُطلق على الجبال، والجبل وتد من أوتاد الأرض، فإذا طالت الجبال عَظُمَت وقيل عنها الأعلام والأطواد والشناخيب، وإذا صَغُرَت وكانت منفردة يطلق عليها اسم القنان والقور والأكم والجمع أجبل وأجبال وجبال، ويُقال رسى الجبل، أي ثبت أصله في الأرض، والرواسي هي الرواسخ والثوابت في الأرض، وقد ورد هذا التركيب في سورة الأنبياء الآية 31: {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ}، والله أعلم.[3]
شاهد أيضًا: كم مرة ذكر رمضان بالقران الكريم
ما الحكمة من خلق الجبال الرواسي
خلق الله تعالى الجبال الرواسي تثبيتاً الأرض ومنعاً لحركتها واضطرابها، فالجبال أشبه ما يكون بالأوتاد التي تغري بالأرض، وقد ذكر الله تعالى هذا في كتابه العزيز فقال: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًاة* وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا}،[4] كما وقد قال تعالى أيضاً: {وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}،[5] والجدير بالذكر بأن البشر ولم يكتشفوا الحقيقة بأن الجبال وعلى امتدادها الهائل منغمسة في جوف القشرة الأرضية بمسافات عميقة جداً إلا في القرون الأخيرة، وفي هذا قال ابن كثير في تفسيره: وجعلنا في الأرض رواسي أي جبالا أرسى الأرض بها، وقررها وثقلها لئلا تميد بالناس.[6]
شاهد أيضًا: كم عدد ابواب الجنة وما اسماؤها
الجبال الرواسي المذكورة في القرآن الكريم
يوجد عدة جبال مذكورة في القرآن الكريم، والتي ارتبط اسمها في أحداث حصلت مع الأنبياء، وقد أصبحت أحد أهم الرموز الدينية وهي ما يلي:
- جبال الصفا والمروة: وهما الجيلاني اللذان طافت بينهما السيدة هاجر باحثاً عن الماء لتسقي ابنها النبي إسماعيل عليه السلام، ويقع هذان الجبلان في المملكة العربية السعودية في مكة المكرمة، وقد تم فرض السعي بين هذين الجبلين للحجاج والمعتمرين عند الانتهاء من الطواف حول الكعبة المشرفة، وقد ذكرهما الله تعالى في كتابه العزيز فقال: {إن الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.[7]
- جبل عرفات: من أحد شعار الحج أن يذهب إليه الحاج أثناء تأديته لفريضة الحج، وقد ذكره الله تعالى في قوله: {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ”}.[8]
- جبل الطور: وهو الجبل الذي كلم الله تعالى عليه سيدنا موسى عليه السلام، ويقع هذا جبل في مدينة سيناء في جمهورية مصر العربية، وقد ذُكر الجبل في القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا}.[9]
- جبل الجودي: وجبل جودي هو الجبل الذي رست عليه سفينة سيدنا نوح التي أمره الله تعالى في بنائها، وبعد أن فار التنور ووقع أمر الله، ركب بها هو، ومن معه من المؤمنين وبعض الدواب لترسو عليه، وقد ذكر الله تعالى الجبل فقال: {وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ ۖ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.[10]
وبهذا القدر من المعلومات سوف ننهي هذا المقال الذي كان يحمل عنوان ما الحكمة من خلق الجبال الرواسي، وقد وجدنا في سطوره كل ما يخص الجبال الرواسي من معلومات بالتفصيل.