كم مدة عدة المطلقة

كم مدة عدة المطلقة، فالطلاق هو أبغض الحلال عند الله تعالى، لما فيه من تشتت للأسرة وهدم لها، ولذلك هناك عدة أحكام تتعلق بالطلاق، حتى يكون فيه مجال للمسامحة وإعادة لم الشمل، ومن تلك الأحكام تأتي العدة التي تتوجب على المرأة المطلقة كما الله تعالى في كتابه العزيز، لما فيها من خير لكلا الطرفين، وهنا يتوارد سؤال كم مدة هذه العدة، وفي مقالنا هذا عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على هذه المدة في حالاتها المختلفة.

كم مدة عدة المطلقة

مدة عدة المطلقة ثلاثة قروء وفق ما ذكر العلماء في ذلك، استناداً لقول الله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}[1]، والقروء وفق ما فسرها العلماء المقصود بها الطهارة من الحيض، وهذا يعني أن المرأة المطلقة، تدخل في عدتها حتى يمضي عليها ثلاث فترات حيض وتطهر منها، ولهذا الأمر تفصيل في الشرع الإسلامي، وذلك لعدة اعتبارات مختلفة  فبعض النساء قد تكون آيسة، أي وصلت إلى سن اليأس بحيث لا تحيض، وهذا يترتب عليه أحكام ذكرها الله تعالى في الكتاب العزيز، وسنأتي على ذكرها في سياق المقال.[2]

شاهد أيضًا: ما هو حكم طلاق الحائض والنفساء

ما هي مدة ثلاثة قروء

مدة ثلاثة قروء تنتهي بطهور المرأة من آخر حيض، فَالقروء هي ما ذكرناه سابقاً تعني الطهارة من الحيض للنساء اللاتي تحيض فعلياً، وتختلف مدة القروء من امرأة لأخرى، فليس كل النساء تمتلك فترات حيض منتظمة، لا في مو قدومها أو تأخرها، ولا في مدة استمرارها، ولذلك حدد الشرع الإسلامي مدة القروء الثلاثة بانتهاء الحيض الأخير، وهذا قد يطول أكثر من ثلاثة شهور كما هو متعارف عليه بشكل تقليدي بين الناس، ويجب على النساء التنبه لذلك حتى لا تقع فيما شرع الله تعالى على عباده، والله أعلم.[2]

هل عدة المطلقة ثلاث حيضات أم ثلاث شهور

عدة المطلقة ثلاث حيضات للنساء اللاتي يحضن بشكل طبيعي مع شرط أن يطهرن من هذا الحيض، وهذا يعني أن المرأة لا تنقضي عدتها إلا أن يأتيها الحيض وتطهر، ثم يأتيها الحيض وتطهر، ثم يأتيها الحيض وتطهر، ثلاث مرات صحيحة، في حين تكون عدة المطلقة ثلاثة شهور للمرأة الآيسة أو الصغيرة، والمرأة الآيسة هي التي لا تحيض لسبب ما، وهذا يصيب عادة النساء اللاتي كبرن في العمر، والذي يعرف بشكل تقليدي بين الناس باسم سن اليأس، والحاصل أنه كل امرأة لا تحيض لسبب معتد، فعدتها ثلاثة شهور، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم الطلاق في حالة الغضب

عدة المطلقة الحامل

عدة المطلقة الحامل تنتهي بوضع الحمل، وهذا هو الشرع الذي حدده الله تعالى ولا خلاف على ذلك، وفي تفصيل المسألة، ذكر العلماء أنه إذا وقع الطلاق بين الرجل وزوجته في الصباح، وولدت في ذات اليوم بعد الظهر مثلاً، انتهت العدة التي عليها، شرط أن يكون الطلاق واقعاً فعلاً بشروطه الصحيحة، وكذلك الأمر إن طالت مدة الحمل لعدة شهور طويلة، فلا تنقضي عدتها إلا بوضع الحمل، وهذا خلاصة أقوال العلماء المختلفة في هذه المسألة، والله أعلم.[2]

كم عدة المطلقة غير الحامل

عدة المطلقة غير الحامل إما أن تكون ثلاث قروء أو ثلاثة شهور، وهذا ينطوي على حالتها الطبيعية من حيث الحيض، فإذا كانت المرأة تحيض، فعدتها ثلاثة قروء كما ذكر العلماء في ذلك، وهي ثلاث حيضات مع الطهي منهن بشكل كامل وحتى إن طالت مدة ذلك، وأما المرأة التي لا تحيض، سواء كان ذلك لكبر سنها أو صغره أو لمرض ما، فعدتها ثلاثة شهور من تاريخ وقوع الطلاق، سواء كان الطلاق بشكل مباشر من الزوج، أو من خلال حكم المحكمة الشرعية في ذلك، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: ما هو حكم الطلاق البدعي وما الفرق بينه وبين الطلاق السني

متى تبدأ عدة المرأة المطلقة بحكم محكمة

تبدأ عدة المرأة المطلقة بحكم محكمة بمجرد صدور الحكم النهائي، وهذا يقصد به الحكم المتنازع عليه، حتى أصدرت المحكمة الشرعية حكمها فيه -مثل قضايا الخلع وما نحوها- بشكل نهائي بعد الاستئناف، وما نحوه من التمديد، وأما من وقع طلاقها بتلفظ الجوز يمين الطلاق بشكل صحيح، فتبدأ عدتها من تاريخ الطلاق من زوجها مباشرةً، والحاصل في هذه المسألة كما ذكره العلماء في موقع إسلام ويب، هو أنه “عدة المطلقة تبدأ من تاريخ الطلاق، سواء كان المطلق الزوج أو المحكمة، وتنقضي شرعا إما برؤيتها الحيض ثلاث مرات كوامل إذا كانت من ذوات الحيض، وإما بمضي ثلاثة أشهر إذا لم تكن من ذوات الحيض بأن كانت لم تره أصلا إما لصغر، أو لبلوغها سن الإياس، أو لم تكن لها عادة فيه، وإما بوضع حملها إن كانت حاملا” والله أعلم.[3]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان كم مدة عدة المطلقة، والذي تعرفنا من خلاله على هذه العدة في عدة حالات مختلفة من أحوال المرأة، كما تعرفنا على بداية دخول العدة في الشرع الإسلامي سواء بطلاق الزوج أو طلاق المحكمة.