ما هي اركان الحج بالترتيب وما شروطه وواجباته

ما هي اركان الحج بالترتيب وما شروطه وواجباته، فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة، وهو ما يكمل دين المسلم ويتمه، وهو فريضة على كل مسلم مرة واحدة في العمر، وهو أحد أفضل الأعمال عند الله -سبحانه وتعالى- وسبب من أسباب مغفرة الذنوب، وجزاء الحج المبرور هو الجنة، وقد شرّع الله الحج في أشهر الحج شوال وذي القعدة وعشر ذي الحجة، ومن خلال موقع مقالاتي سيتم التعرف على الحج أركانه وواجباته وشروطه وسننه.

حكم الحج

الحج هو قصد الشيء المعظم والقدوم إليه في اللغة العربية، وفي الاصطلاح الشرعي هو قصد البيت الحرام والمشاعر المقدسة وإتيانها في وقتٍ مخصوص وعلى وجهٍ مخصوص، وهو الصفة المعلومة في الشرع م إحرام وتلبية ووقوف بعرفة وطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة، والوقوف بالمشاعر ورمي الجمرات وما يتبع ذلك من أفعال، وهو أحد أركان الإسلام وهو فريضة على كل مسلم بالغ قادر مكلف.[1]

اركان الحج بالترتيب

تنقسم أعمال الحج إلى الأركان والواجبات والسنن والمستحبات، فالأركان يجب على المسلم أن يأتي بها جميعها، ولا يصح الحج بترك شيءٍ منها، ولا يقوم غيرها مقامها، والواجبات هي التي يصح الحج بترك شيءٍ منها ولكن يُجبر المتروك بدم، أما المستحبات والسنن فهي الأمور التي يكمل بها أجر الحاج وثوابه، وأركان الحج بالترتيب هي:[1]

شاهد أيضًا: متى فرض الحج على المسلمين

الإحرام

والإحرام هي نية الدخول في النسك، ولا يقصد بالإحرام لبس ثوب الإحرام، لأن الإنسان قد ينوي النسك، فيكون محرمًا ولو كان عليه قميصه وإزاره، ولا يكون محرمًا لو لم ينو ولو لبس الإزار والرداء، وذلك لأن الأعمال بالنيات كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، والنية محلها القلب، فيكون داخلًا في النسك إن نوى أنه داخلٌ فيه، ولا ينعقد الإحرام لمن ترك النية، ولا يصح حجه حتى لو طاف أو سعى.

الوقوف بعرفة

وقد أجمع أهل العلم أن الوقوف بعرفة ركن لا يصح الحج إلا به، وهو فرض ولا حج لمن لا يقف فيها، ولا ينوب عنه أيّ عمل، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث عبد الرحمن بن يعمر -رضي الله عنه- قال: “شهِدتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بعرفةَ، وأتاه ناسٌ من أهلِ نجدٍ، فسألوه عن الحجِّ، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- الحجُّ عرفةُ، فمن أدرك ليلةَ عرفةَ قبل طلوعِ الفجرِ من ليلةِ جُمَعٍ فقد تمَّ حجُّه”. [2] ويكون وقت الوقوف بعرفة بزوال شمس يوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد إلى طلوع فجر يوم النحر، وقيل يبتدئ من طلوع فجر اليوم التاسع.

طواف الإفاضة

ثالث ركن من اركان الحج هو طواف الإفاضة الذي يسمى أيضًا طواف الزيارة، وهو ركنٌ بالكتاب والسنة والإجماع، وقد أمر الله -سبحانه وتعالى- به في كتابه العزيز فقال: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}. [3] وقد أجمع أهل العلم أنّ طواف الإفاضة لا بدّ منه، وقد سمي بالإفاضة لأنه يكون بعد إفاضة الحاج من منى إلى مكة، ويكون بعد الوقوف بعرفة.

السعي بين الصفا والمروة

هذا السعي هو سعي الحج، ووقته بالنسبة للمتمتع بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة وطواف الإفاضة ، وأما القارن والمفرد فلهما السعي بعد طواف القدوم، وقد قال تعالى في محكم تنزيله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}. [4] فالسعي بينهما لا بدّ منه، ولا ينوب عنه شيئًا.

شاهد أيضًا: هل يجوز الحج بالدين

شروط وجوب الحج

شروط وجوب الحج هي الشروط التي يشترك فيها النساء والرجال بأمور منها، وتختص النساء بأمرين اثنين، وتلك الشروط هي:[5]

• الإسلام: لا بدّ لوجوب الحج أن يكون الإنسان مسلمًا فلا يجب الحج على الكافر فالعبادة للمسلمين فقط.
• البلوغ: لا يجب الحج على الصغير، لكنه أداه فحجه صحيح.
• الحرية: العبد أو المملوك لا يجب عليه الحج، لأنه ينشغل بحقوق مولاه ما دام عبدًا.
• العقل: وهو من شروط وجب أي عبادة ومنها الحج فالقلم يرفع عن المجنون.
• ملك الزاد والراحلة للنائي عن مكة: وتملكهما شرط عند الأحناف ليس مجرد توافرهما.
• سلامة البدن: وذلك بأن يكون الإنسان صحيحًا في بدنه، فلا حج على المريض ولا على العاجز.
• أمن الطريق: وهو شرطٌ عند بعض أهل العلم للوجوب، وآخرون قالوا بل هو شرط أداء.
• المحرم للمرأة: أن يكون مع المرأة زوجها أو محرم لها، ولو لم يوجد لم يجب عليها الحج في القول الراجح.
• عدم الاعتداد: ويقصد به عدم وجود عدة طلاق أو وفاة للمرأة تمنعها من الخروج.

شاهد أيضًا: ما هي عقوبة المخالفة في موسم الحج بالسعودية 1444

شروط صحة الحج

وهي الشروط التي إن سقط واحدٌ منها لم يصح الحج، وهي كما ورد عن أهل العلم ثلاثة شروط:

• الوقت المخصوص: ويقصد بها أشهر الحج وأوقاته المخصوصة وهي شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة، ولا يصح الحج في غيرها.
• المكان المخصوص: وهو أرض عرفة يقف بها الحجيج والكعبة المشرفة في المسجد الحرام للطواف، والمسعى في الصفا والمروة.
• النية: ويقصد بها الإحرام فلا حج لمن لا نية وإحرام له.

واجبات الحج

واجبات الحج هي الأعمال التي إن سقطت تجبر بدم ويجوز الحج بدونها، وهي كما يأتي:[6]

• الإحرام من الميقات الشرعي المعتبر في الشريعة، والمواقيت حددها النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يجوز تجاوزها من غير إحرام ومن يفعل عليه دم.
• الوقوف بعرفة إلى غروب الشمس للواقف بها نهارًا فالنبي -صلى الله عليه وسلم- وقف فيها للغروب.
• المبيت في مزدلفة ليلة النحر واجب عند كثير من أهل العلم فالنبي -صلى الله عليه وسلم- بات فيها.
• المبيت بمنى ليالي التشريق كذلك لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بات فيها.
• رمي الجمار وهي جمرة العقبة بعد العيد والجمرات الثلاث أيام التشريق.
• الحلق والتقصير فالنبي صلى الله عليه سلم أمر به ودعا للمحلقين.
• طواف الوداع؛ لأنه أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكون آخر عهدٍ للحاج بالبيت الطواف.

سنن الحج

إن سنن الحج كثيرة ويصعب حصرها، فكل عملٍ صالح غير الأركان والواجبات من أعمال الحج فهو من السنن والمستحبات، ونذكر فيما يأتي بعض السنن المستحبة في الحج:[7]

• التنظيف بإزالة شعر الإبط والعانة وتقليم الأظافر عند الإحرام.
• الاغتسال قبل الإحرام.
• الإحرام للرجال بإزار ورداء أبيضين، وأن يكون إحرامه عقب الصلاة المفروضة.
• الإهلال بالحج والتلبية بعد ركوب الدابة.
• الاشتراط عند الإحرام بقول اللهم إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني.
• الإكثار من التلبية ورفع الصوت بها.
• الطواف عند دخول المسجد الحرام.
• البداءة باستلام الحجر الأسود وتقبيله.
• الاضطباع في الطواف والرمل في الأشواط الثلاثة الأولى.

أنواع النسك في الحج

عند الإحرام يخير الحاج بأحد أنواع النسك الثلاث المشروعة، والتي هي الإفراد والقران والتمتع، وهذا باتفاق أهل العلم في المذاهب الفقهية الأربعة، وذلك كما يأتي:[8]

• الإفراد بالحج: أن يحرم بالحج مفردًا، فيقول اللهم لبيك حجًا، ويمضي في حجه حتى يتمه، وليس عليه إلا طواف واحد وسعي واحد، ولا يحل إلا في يوم النحر وليس عليه هدي.
• القران في الحج: وهو أن يحرم المسلم بالعمرة والحج معًا في نسكٍ واحد، فيقول لبيك اللهم عمرةً في حج.
• التمتع في الحج: هو أن يحرم بالعمرة في أشهر الحج، ثم يحل منها ثم يحرم بالحج من عامه.

الحكمة من مشروعية الحج

قد شرع الله -سبحانه وتعالى- الحج لعباده لحكمةٍ بالغةٍ منه -سبحانه وتعالى-، ومن ذلك ما يأتي:[9]

• تحقيقًا لتوحيد الله -سبحانه وتعالى-: فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يهلّ بالتوحيد في حجه، وهي التلبية: “لبَّيكَ اللهُمَّ لبَّيك، لبَّيْك لا شريكَ لك لبَّيْك؛ إنَّ الحمدَ والنِّعمَةَ لك والْمُلْك، لا شريكَ لك”.
• إظهارًا لافتقار العبيد إلى الله: فالحجيج يبتعدون عن التزين والترفه والترف، ويتجردون من زينة الدنيا وبهرجها.
• تحقيقًا للتقوى في قلوب العباد: فبابتعادهم عن محظورات الحج، فإنّهم يتقون الله -سبحانه وتعالى-.
• إقامةً لذكر الله -سبحانه-: فالحج في كلّ وقفاته ومواضعه فيه ذكرٌ لله جلّ، وعلا وتوحيدًا واستغفارًا وتسبيحًا.
• تهذيبًا للنفس البشرية: ففي الحج مغفرة للذنوب وزيادة في الأجور وتطهير للنفوس.
• تذكيرًا بالبعث يوم القيامة: فالمشاعر تجمع الناس ملبين كاشفي الرؤوس، في موقفٍ مشابه للبعث.
• الحج شكرٌ لله على نعمه: من نعم المال والسلامة والصحة في البدن والجسد.

مقالات مقترحة

نرشح لك قراءة:

بهذا نصل لنهاية مقال ما هي اركان الحج بالترتيب وما شروطه وواجباته، ومن خلاله تم التعرف على معنى الحج وحكمه، وبيان مناسك الحج وسننه، والحكمة من مشروعية الحج.