جدول المحتويات
ما هو حكم الامن من مكر الله، فقد بين الله تعالى الكثير من الأمور للمسلم التي تفضي إلى التعريف به وبمدى عفوه من جهة، والصرامة في الحساب والثواب من جهة أخرى، وهذا يجعل الإنسان يخاف مِن مَكر الله تعالى الذي وصف نفسه به، وما بين الخوف والتراخي، قد يأمن الإنسان من مَكر الله، وهذا يترتب عليه حكم خاص في الشرع الإسلامي، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على حكم هذه المسألة بدلائلها الشرعية.
معنى الأمن من مكر الله – إسلام ويب
هناك أقوال متفرقة عن معنى الأمن من مكر الله، والغالب فيها أن يشعر الإنسان باطمئنان القلب بحيث ما عاد يشعر بالخوف من الله تعالى، وقد ورد على موقع إسلام ويب حديث للعلماء عن هذا المعنى، وقد استشهدوا بقول الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله- في شرح العقيدة الطحاوية، عند قول الطحاوي -رحمه الله-: “والأمن من مكر الله؛ يعني الأمن من استدراج الله -عز وجل- للعباد، وقد وصف الله -عز وجل- بعض عباده بقوله: سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ* وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ {الأعرف: 182-183}”، وشرح الطحاوي -رحمه الله- هذا الاستدراج بقوله: “هذا الاستدراج يُحدِثُ الأمن، وما عُذِّبَتْ أمة إلا وقد أَمِنَتْ؛ لأنَّ الله -عز وجل- يبلوهم بالخيرات، ويبلوهم بالسيئات، ويبلوهم بالشر والخير فتنة، ثُمَّ هم لا يتوبون، ولا هم يَذَّكَّرُون، فإذا وقع منهم الأمن، وقعت عليهم العقوبة”.[1]
شاهد أيضًا: حكم الجمع بين الخوف والرجاء
ما هو حكم الامن من مكر الله
الامن من مكر الله درجات، فقد يكون من الكبائر أو الكفر في الراجح على أقوال أهل العلم، ويكون هذا الأمن من الكبائر عندما ينقص الخوف الواجب من قلب العبد تجاه ربه، وقد لا يكون هذا من الكبائر إذا ما واجهه الإنسان بالخوف من الله تعالى، والقصد من ذلك أن الإنسان عندما يزول الخوف من قلبه يشعر بأنه آمن مِن مَكر الله تعالى، ولذلك يجب أن يجتمع في الإنسان الخوف مع المحبة والرجاء، وإذا انعدم الخوف من قلب المؤمن بكليته، فهذا يعد كفراً بالله تعالى.[1]
شاهد أيضًا: حكم القنوط واليأس من رحمة الله
كيف يحذر المؤمن من مكر الله
يحذر المؤمن من مكر الله إذا عرفه بأسمائه وصفاته وأفعاله وسننه الإلهية التي لا تعرف المحاباة، والمقصود بذلك أن مكر الله تعالى الذي ذكره في القرآن الكريم، هو ما خفي على الإنسان من تدبير خالقه، وخاصة عندما يمنح الله تعالى عبده ميزات تودي به للغرور، فيظن نفسه من الأشخاص الذين آمنوا من مكره، فيظهر لهم ربهم عكس ذلك، وحتى يجتنبوه، يجب أن يعودوا إلى جادة صوابهم، فيعلموا خالقهم حق العلم، فكما قال الله تعالى عن نفسه أنه الغفور الرحيم، فهو أيضاً شديد العقاب.[2]
شاهد أيضًا: حكم الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي أو ترك الواجبات
أمثلة على الأمن من مكر الله
أمثلة الأمن من مكر الله كثيرة في الحياة التي يعيشها الإنسان، وقد ذكر بعضها العلماء ممن يشدهم الجهل بمكر الله تعالى، ومن تلك الأمثلة أن يغتر العالم بعلمه، والغني بماله، والعابد بعبادته، والقوي بقوته، وهذا هو المقصد من الجهل الذي حذره منه العلماء، أن يظن الإنسان أن ما عنده باقي، وهذا ناتج عن خطأ تقدير قدر الله تعالى له، فالغني ماله من عند الله تعالى، ولو شاء أذابه في لحظات، وكذلك القوي فصحته من الله، والعالم علمه من عند الله.[2]
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هو حكم الامن من مكر الله، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية بعد أن تعرفنا على معنى الأَمن مِن مَكر الله تعالى، كما قدمنا أمثلة على ذلك وكيف يحذر الإنسان منه.
المراجع
- ^ islamweb.net , الفرق بين الأمن من مكر الله وانعدام الخوف من الله , 07/06/2022
- ^ islamweb.net , كيف يحذر العبد من مكر الله , 07/06/2022