من هم شرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة

من هم شرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة، فقد ظهرت حالات من الذعر بين الناس إثر الإشاعات التي تقال عن اقتراب موعد الساعة بسبب ما يحصل في العالم من أحداث، التي تمت ترجمتها على أنها دلائل على قربها، دون الرجوع لما قاله الشرع في علاماتها، مثل علامة لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق، مما جعل الناس يتساءلون هل شرار الخلق عند الله هم نحن، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على جواب هذا السؤال في الشرع.

من هم شرار الخلق

شرار الخلق هم الذين يظهرون في آخر الحياة الدنيا بعد انقضاء علامات الساعة التي ذكرها النبي -عليه الصلاة والسلام- والعلامات الكبرى التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وأما عن شرار الخلق، والأصح هم شرار الناس وليس الخلق كما ذكر في الأحاديث الصحيحة، فهم أناس خلت قلوبهم من الإيمان بالله -عز وجل-، وقد فطرت قلوبهم على الكفر، فلا تجد فيهم مهتدياً، وهؤلاء من تقوم الساعة عليهم، بعد أن يتم قبض أرواح المؤمنين حتى لا ينالوا من العذاب ما ناله هؤلاء الذين تقوم عليهم الساعة، وسنذكر بعض أصناف شرار الناس ممن ذكروا في الأحاديث الشريفة في سياق المقال.[1]

شاهد أيضًا: علامات الساعة الصغرى بالترتيب

من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: “إنَّ من شرارِ الناسِ من تُدركُه الساعةُ وهم أحياءٌ، ومن يتَّخِذِ القبورَ مساجدَ”[2]، وهذا الحديث صحيح وأخرجه البخاري وأحمد، ويقصد بالذين يتخذون القبور مسجداً، أولئك الذين يغلون في تقديس الأموات، فتراهم يسجدون في القبور أو يجعلونها قبلة لهم، وفي شرح آخر، قال العلماء عنهم أنهم من يجعلون القبور في المساجد.

من شرار الناس يوم القيامة ذا الوجهين

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، أن النبي -عليه الصلاة والسلام– قال: “إنَّ مِن شِرارِ النَّاسِ ذا الوَجهَيْنِ، الَّذي يأتي هؤلاء بوَجْهٍ، وهؤلاء بوَجْهٍ”[3]، والمقصود بذا الوجهين هم المنافقون الذين يأتون طائفة من الناس فيظهرون أنهم معها، ويأتي الطائفة الأخرى بالذم والمجافاة، وإذا عاد إلى من ذمهم، فيظهرون أهم معهم ويذمون من مدحوهم في الأولى، وهذا الحديث صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وكذلك أبو داود باختلاف يسير، والترمذي بشكل مختصر، وأحمد.

شاهد أيضًا: من هو المهدي المنتظر ومن أين يخرج

من هم شرار الناس يوم القيامة 

عن أبو هريرة -رضي الله عنه- قال، أن النبي -عليه الصلاة والسلام– قال: “تَجِدُ مِن شِرارِ النَّاسِ يَومَ القِيامةِ، الَّذي يأتي هؤلاء بِحَديثِ هؤلاء، وهؤلاء بِحَديثِ هؤلاء”[4]، والمقصود بهم النمامين على خلق الله، حيث يقومون بنقل الحديث بين الناس حتى يرموا الفتنة بينهم، وهذا الحديث صحيح على شرط الشيخين، وقد أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وكذلك أبو داود باختلاف يسير، والترمذي بشكل مختصر، وأحمد.

من شرار الناس الذين يكرمون اتقاء ألسنتهم

عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت، أن النبي -عليه الصلاة والسلام- حدثها قائلاً: “يا عائشةُ، إنَّ من شِرارِ النَّاسِ الذين يُكرَمونَ اتِّقاءَ ألسِنَتِهم”[5]، والمقصود بهم هم الذين يتجنبهم الناس ليتفادوا فحشهم وقباحة لسانهم، وليتقوا شره وشر لسانه، وهذا الحديث صحيح وأخرجه البخاري في صحيحه بلفظ مطول.

شاهد أيضًا: ما اسم الملك الذي ينفخ في الصور

لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال، أن النبي -عليه الصلاة والسلام– قال: لا تقومُ الساعةُ حتى لا يُقالَ في الأرضِ : اللهُ اللهُ”[6]، ومعنى الحديث أن الساعة لا تقوم حتى يزول ذكر الله تعالى في الأرض، وتتوقف الناس عن العبادة، فيأذن الله تعالى بقيامها، وهذا الحديث صحيح وأخرجه الترمذي في صحيحه، وأخرج في صحيح الجامع، كما أخرج مسلم في صحيحه بلفظ مختلف قليلاً.

شاهد أيضًا: من علامات الساعة الكبرى

هل الأوبئة من علامات الساعة

لم يرد أي تصريح من أهل العلم أن هذا من علامات الساعة سواء، ولكن في سؤال بعضهم، قالوا إن الناس تشيع أن الأوبئة من علامات الكبرى، وهذا بدعة لا أصل له في جميع أقوال العلماء، لأن علامات الساعة الكبرى مجمع عليها عند غالبية جمهور العلماء، ومن العلماء من قالوا إنه لا يجب على الإنسان أن ينشغل إن كانت هذه علامة من علامات الساعة، بقدر ما عليه أن ينشغل بأن ينظر إن كان قد استعد لقيام الساعة وللقاء ربه، والأجدر بالناس الحذر فالساعة تأتي بغتة، قال الله تعالى في كتابه الحكيم: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[7].

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان من هم شرار الخلق الذين تقوم عليهم الساعة، والذي تعرفنا من خلاله على من هم شرار الخلق وذكرنا الأحاديث الصحيحة التي ذكر فيها أصنافهم، كما أجبنا على سؤال هل الأوبئة من علامات الساعة.