جدول المحتويات
حكم الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي أو ترك الواجبات، فالقدر هو من صنع الله عز وجل بلا شك، فهو الذي يقدر للإنسان كل ما يجري في حياته من سابق علمه وحكمته لسبب لا يعلمه إلا هو، ولكن هناك حالات يحتج بها الإنسان أن ما فعله هو من قدر الله، مثل هذه الحالة المطروحة في هذه المسألة الشرعية، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف على استبيان هذه المسألة في أكثر من قول من أقوال أهل العلم فيها.
حكم الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي أو ترك الواجبات
لا يجوز الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي أو ترك الواجبات والطاعات التي أمر بها الله عز وجل، ونبيه الكريم عليه الصلاة والسلام، وهذا الحكم متفق به عند أهل العلم وأهل السلف وكل من آتاه الله فضيلة العلم بالشريعة الإسلامية، وهناك العديد من الدلائل الشرعية التي استندوا فيها إلى فتواهم في هذه المسألة الشرعية، نذكر منها ما ذكر في القرآن الكريم من قول الله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا ءَابَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلا تَخْرُصُونَ}[1]، وهذا نص صريح في حال التحجج بالقدر عل فعل المعاصي وترك العبادات، وإنما التحجج بالقدر يكون في أمور أخرى، والله أعلم.[2][3].
شاهد أيضًا: حكم الانشغال عن خطبة صلاة الجمعة بالكلام أو غيره
حكم الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي ابن باز
لا يجوز الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي في قول ابن باز -رحمه الله تعالى- في هذه المسألة الشرعية، وفي خلاصة قاله في فتواه نذكر قوله التالي:[2]
فلا يجوز لأحد أن يحتج بالقدر، بل على كل إنسان من رجل وامرأة أن يتقي الله، وأن يعمل بطاعة الله من صلاة وصوم وحج وزكاة، وغير ذلك، وعليه أن يحذر معاصي الله، الله أعطاه عقلًا، وأعطاه سمعًا، وأعطاه بصرًا، لا بد أن يستعمل ما أعطاه الله من النعم، ولا يجوز له أن يحتج بالقدر، وهل يمكنه أن يحتج بالقدر فيجلس ولا يأكل ولا يشرب إن كان صادقًا؟! ليجلس لا يأكل ولا يشرب، ويقول: إن كنت كتب الله لي أني أحيا حييت! هو يكذب، لا يستطيع أن يبقى، بل لا بد أن يأكل ويشرب.
الاحتجاج بالقدر ابن تيمية
لا يجوز الاحتجاج بالقدر في قول شيخ الإسلام ابن تيمية، فقد حدث شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في كتابه “الفتاوى الكبرى” عن هذه المسألة الشرعية، وقال فيها:[3]
وليس لأحد أن يحتج بالقدر على الذنب باتفاق المسلمين، وسائر أهل الملل، وسائر العقلاء؛ فإن هذا لو كان مقبولاً لأمكن كل أحد أن يفعل ما يخطر له من قتل النفوس وأخذ الأموال، وسائر أنواع الفساد في الأرض، ويحتج بالقدر. ونفس المحتج بالقدر إذا اعتدي عليه، واحتج المعتدي بالقدر لم يقبل منه، بل يتناقض، وتناقض القول يدل على فساده، فالاحتجاج بالقدر معلوم الفساد في بدائه العقول.
حكم الاحتجاج بالقدر عند المصائب
يجوز الاحتجاج بالقدر عند المصائب بعد وقوعها، فالمصيبة هي ابتلاء من الله عز وجل للمسلم ليمتحنه، وهي دليل محبة من الله عز وجل حتى يختبر قوة إيمانه بالله وقدره الذي شاءه له، ولا يجوز بالقدر قبل وقوعها، فيجوز للمسلم أن يحتج بالقدر عند المصائب وليس المعائب، فأما المصيبة فهي قدر الله تعالى ولا اعتراض، وأما المعائب فهي ما يقوم به الإنسان من ترك للعبادات أو الوقوع في المعاصي والعياذ بالله، فإذا لامه أحداً بها قال هذا قدر الله، وهذا يبطل الاحتجاج بالقدر ويؤثم عليه الإنسان، وتتوجب عليه التوبة والعودة إلى الله عز وجل وترك معاودة هذا الفعل، والله أعلم.[4]
شاهد أيضًا: حكم صيام يوم الجمعة
حالات الاحتجاج بالقدر
حالات الاحتجاج بالقدر هما عند المصائب وعند الوقوع بالسيئات والتوبة منها، وهذا ما أجمع عليه غالبية أهل العلم من حالات التي يجوز فيها التحجج بالقدر، وتفصيلهما في الآتي:[4]
- الحالة الأولى: الاحتجاج عند المصائب على أن تكون بعد وقوعها، فالاحتجاج على ما قدره الله وكان مفعولاً، ولا يجوز الاحتجاج بالقدر على المصائب بالحاضر والمستقبل.
- الحالة الثانية: الاحتجاج به على السيئات بعد وقوعها، ووجوب التوبة منها وترك معاودتها بنية صادقة.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي أو ترك الواجبات، والذي تعرفنا من خلاله على استبيان هذه المسألة الشرعية في أكثر من قول من أقوال أهل العلم بذلك، كما بينا الحالات الشرعية للاحتجاج بالقدر.
المراجع
- ^ سورة الأنعام , الآية 39
- ^ binbaz.org.sa , حكم الاحتجاج بالقدر في المعاصي , 22/05/2022
- ^ islamqa.info , حكم الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي أو ترك الواجبات ؟ , 22/05/2022
- ^ islamweb.ne , الاحتجاج بالقدر بين الجواز وعدمه , 22/05/2022