حكم المسح على الخفين والجوربين في الوضوء

حكم المسح على الخفين والجوربين في الوضوء

ما هو حكم المسح على الخفين والجوربين في الوضوء، فكثير من المسلمين -وبخاصة في فصل الشتاء- يجدون بعض العناء في غسل القدمين ربما بسبب الجو البارد أو الماء البارد، إضافة لمسألة السفر ونحوها، وفي هذا المقال سوف يتوقف موقع مقالاتي مع بيان حكم المسح على الجوربين وكذلك المسح على الخفين عند الوضوء وأقوال العلماء في ذلك، إضافة للوقوف على شروط المسح ومدة المسح.

حكم المسح على الخفين والجوربين في الوضوء

إنّ حكم المسح على الخفين والجوربين جائز عند جمهور الفقهاء، ويرى جمهور الفقهاء أنّ الغسل أفضل من المسح على الخفين، ولكن عند الحنابلة المسح أفضل أخذًا بالرخصة ولأنّ المسح والغسل مشروعان والأخذ بالرخصة أفضل عندهم، وللمسح على الخفين والجوربين والخفين شروط تُبيَّن فيما يأتي.[1]

شاهد أيضًا: شروط المسح على الجوارب

شروط المسح على الخفين

اشترط الفقهاء أنّ الذي يمسح على الخفين ينبغي ألّا يكون عليه الغسل، فإن كان عليه الغسل وجب أن ينزعهما فيغتسل، وأمّا المسح للحدث الأصغر فقد اقترن بشروط؛ منها ما اتفق عليه الفقهاء ومنها ما اختلفوا فيه، وفيما يأتي بيان الشروط التي اختلفوا فيها والتي اتفقوا عليها:

الشروط المتفق عليها

لقد اتفق الفقهاء من المذاهب الأربعة عند المسلمين على شروط في مسألة المسح على الخفين، وهذه الشروط في ثناياها هنالك اختلاف بين العلماء في تحديد المُراد منها، فهم اتفقوا في الأمور العامة والتفصيل كان لهم فيه أقوال مختلفة، وذلك كما يأتي:[2]

  • أن يلبسهما على طهارة كاملة: وذلك لحديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: “كُنْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فأهْوَيْتُ لأنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقالَ: دَعْهُمَا، فإنِّي أدْخَلْتُهُما طَاهِرَتَيْنِ. فَمَسَحَ عليهمَا”،[3] ولكن اختلف الجمهور في بعض الجزئيات في هذه المسألة:
    • فذهب الجمهور -من غير الشافعية- إلى أنّ الطهارة تكون بالماء من وضوء أو غسل، أما الشافعية فيجوّزون أن تكون الطهارة بالماء أو بالتيمم، ولكن ليس لفقد الماء مثلًا، بل لعدم القدرة على استعماله.
    • يرى الجمهور كذلك -عدا الحنفية- أن تكون الطهارة كاملة بأن يلبسهما بعد تمام الطهارة بالوضوء أو بالغسل، بينما يرى الحنفية أن تكون الطهارة كاملة ولو لم يراع فيها الترتيب وقت الحدث بعد اللبس، إذ أن الترتيب في الوضوء ليس شرطا عندهم، وهو شرط عند الجمهور.
  • طهارة الخف: فلا يجوز المسح على خفّ نجس؛ فعند الحنفية والشافعية لا يجوز المسح على جلد الميتة قبل الدبغ، وعند المالكية والحنابلة لا يجوز المسح على جلد الميتة بعد الدبغ؛ لأنّ الدباغ مطهر عند الأولين غير مطهر عند الآخرين، والنجس منهي عنه.
  • أن يكون الخف ساترًا: وذلك بأن يستر المحل المفروض غسله في الوضوء فلا يجوز المسح على خف غير ساتر للكعبين مع القدم.
  • إمكانية متابعة المشي فيهما: وهذا الشرط فيه تفصيل بين الفقهاء كما يأتي:
    • يرى الحنفية إمكانية متابعة المشي المعتاد فيهما فرسخا فأكثر، وفي قول: مدة السفر الشرعي للمسافر، فلا يجوز المسح على الخف الرقيق الذي يتخرق من متابعة المشي في هذه المسافة، كما لا يجوز اتخاذ الخف من الخشب أو الزجاج أو الحديد، كما لا يجوز المسح على الخف الذي لا يستمسك على الرجل من غير شد.
    • يرى المالكية لجواز المسح على الخفين إمكانية متابعة المشي فيه عادة فلا يجوز المسح على خف واسع لا يستمسك على القدم.
    • يرى الشافعية لجواز المسح على الخفين إمكانية التردد فيهما لقضاء الحاجات مدة المسح المقررة في الحضر والسفر سواء في ذلك المتخذ من جلد أو غيره كلبد وزجاج ونحوهما.
    • يرى الحنابلة أن يكون الخفان من جلد أو خشب أو نحوه، بشرط إمكانية متابعة المشي فيهما عرفا، بشرط أن يستمسك على القدم.

شاهد أيضًا: طريقة التيمم الصحيحة

الشروط المختلف فيها

مرّ آنفًا الشروط التي اتفق عليها الفقهاء وتفصيل القول فيها في المسح على الخفين، وفيما يأتي شروط اختلف فيها الفقهاء اختلافًا كبيرًا، وفيما يأتي تفصيل القول في أبرز الشروط التي اختلف فيها فقهاء المذاهب الأربعة:[4]

  • أن يكون الخفّ سليمًا من الخرق: فاختلفوا في مقدار الخرق الذي يمنع المسح كما يأتي:
    • ذهب فقهاء المالكية والحنابلة إلى جواز المسح على الخف الذي فيه خرق يسير، وذلك من باب دفع الحرج عن المكلّفين؛ فإنّ الخفاف لا تخلو عن خرق في العادة، ومقدار ثلاث أصابع من أصغر أصابع القدم أو قدر ثلث القدم مقدار معفو عنه عندهما.
    • وذهب الشافعية والحنفية إلى أنّ الخف الذي فيه خرق يسير لا يجوز المسح عليه مهما كان الخرق يسيرًا؛ لأنّه حينئذ لا يكون ساترًا لجميع القدم؛ فما انكشف من القدم حكمه الغسل وما استتر حكمه المسح، ولا يجوز الجمع بين الغسل والمسح في آن واحد.
  • أن يكون الخف من الجلد: وللعلماء في هذا الشرط تفصيل كما يأتي:
    • ذهب المالكية إلى أنّ الخف ينبغي له أن يكون من الجلد، فلا يجوز عندهم المسح على الخف المتخذ من القماش كما لا يصح المسح على الجوارب المصنوعة من الصوف أو القطن أو نحو ذلك إلا إذا كسيت بالجلد، كما اشترطوا أن يكون الجلد مخروزًا أو مخيطًا، فلا يجوز المسح على الذي يتماسك باللزق.
    • بينما ذهب الجمهور إلى جواز المسح على الخف المصنوع من الجلد أو من غيره، بشرط أن يكون الخف مانعا من وصول الماء إلى القدم مع بقية الشروط الأخرى، لأن الغالب في الخف كونه كذلك، سواء كان يستمسك على القدم بنفسه أو بالشد بواسطة العرى والسيور والرباط.
  • أن يكون لبس الخف مباحًا: فعند الحنفية والشافعية في الأصح يجوز المسح على الخف ولو لم يكن مباحًا كأن يكون مغصوبًا أو مسروقًا أو من حرير أو جلد خنزير، وعند الحنابلة والمالكية وقول عند الشافعية لا يجوز المسح على الخف المغصوب أو المسروق أو المتخذ من جلد الخنزير أو الحرير ونحوه.

شاهد أيضًا: هل يجوز الوضوء بماء البحر

شروط المسح على الجوربين

أجاز الفقهاء المسح على الجوربين بشرطين:[5]

  • أن يكونا مجلّدين؛ بمعنى أن يغطيهما الجلد لأنهما يقومان مقام الخف في هذه الحال.
  • أن يكونا منعّلين؛ بمعنى أن يكون لهما نعل، ويُتّخذ النعل من الجلد، وفي الحالين لا يصل الماء إلى القدم؛ لأنّ الجلد لا يشف الماء.

واشترط الإمام أحمد والصاحبان من فقهاء الحنفية شرطين لجواز المسح على الجورب وهما:

  • أن يكون ثخينًا لا يبدو منه شيء من القدم.
  • أن يمكن متابعة المشي فيه وأن يثبت بنفسه من غير شد بالعرى ونحوها، ولم يشترط الحنابلة أن يكونا منعولين.

وأدلتهم على جواز المسح على الجورب ما جاء في حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه: “توضأ النبي صلى الله عليه وسلم ومسحَ على الجوربينِ والنعلينِ”،[6] واستدلوا كذلك بفعل الصحابة الذين كان منهم من يمسح على الجوارب من دون نكير من باقي الصحابة فكان إجماعًا، والله أعلم.[5]

شاهد أيضًا: هل الاستحمام يغني عن الوضوء للصلاة

مدة المسح على الخفين في والحضر السفر

إنّ مدة المسح على الخفين عند الجمهور هي يوم وليلة في الحضر وثلاثة أيام ولياليها للمسافر، واعتمدوا على حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “جَعَلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أيَّامٍ ولَيالِيَهُنَّ لِلْمُسافِرِ، ويَوْمًا ولَيْلَةً لِلْمُقِيمِ”،[7] بينما ذهب المالكية إلى أنّه يجوز المسح في الحضر والسفر من دون تحديد زمان، ولكنهم استحبوا أن ينزعها كل أسبوع مرة يوم الجمعة ولو لم يرد الغسل لها، واستدلوا كذلك بحديث أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أذِنَ لصحابي بلبس الجورب ما شاء، والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: طريقة الوضوء الصحيحة

وإلى هنا يكون قد تم مقال حكم المسح على الخفين والجوربين في الوضوء بعد الوقوف على حكم المسألة والمرور على أبرز الموضوعات المتعلقة بها كشروط المسح على الجوربين والخفين والمدة المسموح فيها للمسح في الحضر والسفر.

المراجع

  1. ^ shamela.ws , الموسوعة الفقهية الكويتية ص262 - 271 , 13/05/2022
  2. ^ shamela.ws , الموسوعة الفقهية الكويتية ص263 - 265 , 13/05/2022
  3. ^ صحيح البخاري , البخاري، المغيرة بن شعبة، رقم الحديث: 206، حديث صحيح.
  4. ^ shamela.ws , الموسوعة الفقهية الكويتية ص265 - 268 , 13/05/2022
  5. ^ shamela.ws , الموسوعة الفقهية الكويتية , 13/05/2022
  6. ^ سنن الترمذي , الترمذي، المغيرة بن شعبة، رقم الحديث: 99، حديث حسن صحيح.
  7. ^ صحيح مسلم , مسلم، علي بن أبي طالب، رقم الحديث: 276، حديث صحيح.
  8. ^ shamela.ws , الموسوعة الفقهية الكويتية , 13/05/2022

اسئله عامه ، اسئله ثقافيه ، اسئلة مسابقات ، اسئلة ذكاء ، اسئلة دينية ، اسئلة محرجه ، اسئلة كرسي الاعتراف ، اسئلة للاطفال ، يوزرات انستا ، مقدمة بحث ، خاتمة بحث ، مقدمه وخاتمه انجليزي ، الغاز وحلول ، الغاز مع الحل ـ لغز صعب ، الغاز صعبه ، الغاز سهله ، الغاز مضحكة ، نكت مضحكة قصيرة ، نكت تحشيش ، لو خيروك ، اسماء قروبات ، اسماء حسابات تيك توك ، دعاء التوبة من الذنب المتكرر ، عبارات يوم الجمعه ، باقات سوا مكالمات فقط لمدة شهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *