جدول المحتويات
هل يجوز صلاة العيد في البيت، فبعض المسلمين قد تفوتهم صلاة العيد في المسجد ربما لأنّهم قبل ذلك بيوم كانوا قد سهروا الليل في الفرح أو العبادة أو نحو ذلك، فيكون من العسر عليهم الاستيقاظ لأداء صلاة العيد، وفي هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي لبيان حكم صلاة العيد في البيت إضافة لبيان بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بصلاة العيد مثل حكمها بالنسبة للنساء وكيفية أدائها في البيت ونحو ذلك.
هل يجوز صلاة العيد في البيت
ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّه يجوز للمسلم أداء صلاة العيد في البيت، وذلك على خلاف الحنفية الذين يرونَ أنّها لا تجوز إلّا جماعة، جاء في بعض كتب الشافعية: “ويصلي العيدين المنفرد في بيته والمسافر والعبد والمرأة”، وجاء في بعض كتب المالكية: “يستحب لمن فاتته صلاة العيد مع الإمام أن يصليها، وهل في جماعة أو أفذاذا؟ قولان”، وفي كتب الحنابلة جاء: “وإن فاتته الصلاة (يعني: صلاة العيد) استحب له أن يقضيها على صفتها (أي كما يصليها الإمام)”، والله أعلم.[1]
شاهد أيضًا: كم عدد تكبيرات صلاة العيد في الركعة الأولى
هل يجوز صلاة العيد منفردا
يجوز صلاة العيد للمسلم منفردًا عند جمهور المذاهب من المالكية والشافعية والحنابلة، وأمّا الحنفيّة فقد قالوا إنّه إن فاتته صلاة العيد مع الإمام، فإنّه لا يصليها وحده، جاء في كتاب الدر المختار مع حاشية ابن عابدين -وهو كتاب في الفقه الحنفي- ما يأتي: “ولا يصليها وحده إن فاتت مع الإمام”، والله أعلم.[1]
شاهد أيضًا: كم عدد تكبيرات عيد الفطر
حكم صلاة العيد
إنّ حكم صلاة العيد تختلف بين المذاهب الأربعة للإسلام، وتفصيلها كما يأتي:
قول الحنفية
صلاة العيد عند الحنفية واجبة على القول الصحيح المُفتى به عندهم، ويقصد الحنفية بقولهم واجبة أنّها في منزلة بين الفرض والسنّة، ودليلهم على ذلك أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يواظب عليها ولم يدَعها ولا مرة خلال حياته -عليه الصلاة والسلام-، وقالوا: “لَوْ كَانَتْ سُنَّةً وَلَمْ تَكُنْ وَاجِبَةً لاَسْتَثْنَاهَا الشَّارِعُ كَمَا اسْتَثْنَى التَّرَاوِيحَ وَصَلاَةَ الْخُسُوفِ”، والله أعلم.[2]
قول المالكية والشافعية
ذهب المالكية والشافعية إلى أنّ صلاة العيد سُنّة مؤكدة، ودليلهم على ذلك أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يذكرها مع الصلوات التي ذكرها للأعرابي في الحديث المشهور.[2]
فيروي طلحة بن عبيد الله -رضي الله عنه- أنّه “جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مِن أهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ ولَا يُفْقَهُ ما يقولُ، حتَّى دَنَا، فَإِذَا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: خَمْسُ صَلَوَاتٍ في اليَومِ واللَّيْلَةِ. فَقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قالَ: لَا، إلَّا أنْ تَطَوَّعَ”،[3] وقالوا: “وَلأَِنَّهَا صَلاَةٌ ذَاتُ رُكُوعٍ وَسُجُودٍ لَمْ يُشْرَعْ لَهَا أَذَانٌ فَلَمْ تَجِبْ بِالشَّرْعِ، كَصَلاَةِ الضُّحَى”، والله أعلم.[2]
قول الحنابلة
ذهب فقهاء الحنابلة إلى أنّ صلاة العيد فرض كفاية على المسلمين، ومن أدلّتهم قوله -تعالى- في سورة الكوثر: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}،[4] وكذلك لمواظبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على فعلها، وذلك ما ورد في كتبهم الفقهية مثل كتاب المغني للإمام ابن قدامة المقدسي رحمه الله.[2]
شاهد أيضًا: كيفية صلاة عيد الفطر المبارك بالتفصيل
حكم صلاة العيد للنساء
إنّ حكم صلاة العيد للنساء فيه خلاف بين المذاهب الأربعة، وذلك كما يأتي:
قول الجمهور
ذهب الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة إلى كراهة خروج الشابات وذوات الجمال إلى صلاة العيد، وذلك خوف الفتنة، ولكنهم استحبوا خروج غير ذوات الهيئات منهنّ واشتراكهن مع الرجال في الصلاة، وذلك لحديث أم عطية -رضي الله عنها-: “أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ”،[5] ولكنّهم اشترطوا خروجهن غير متبرجات ولا متطيبات، وكذلك لا يرتدين ثيابًا لافتة للنظر.[6]
قول الحنفية
قال الحنفية إنّ النساء الشابات وذوات الجمال لا يُرخَّص لهنّ في الخروج إلى صلاة العيد ولا إلى غيرها كصلاة الجمعة ونحوها، ونقل الإمام الكاساني إجماع فقهاء الحنفية على ذلك لعموم قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ}،[7] وأمّا العجائز فلا خلاف في أنّه يُرخَّص لهنّ الخروج لصلاة العيد وغيرها من الصلوات، ولكنّ الأفضل على كلّ حال هو أن تصلّي المرأة في بيتها، والله أعلم.[6]
شاهد أيضًا: كم عدد التكبيرات في صلاة العيد
كيف تصلي صلاة العيد
صلاة العيد هي صلاة من ركعتين مثل باقي الصلوات لها تكبيرة إحرام وركوع وسجود، غير أنّ فيها تكبيرات في الركعة الأولى والثانية، وهذه التكبيرات محل خلاف بين الأئمة من حيث عددها ومكانها، وتفصيل ذلك كما يأتي:[8]
- قول الشافعية: قال الشافعية إنّ عدد التكبيرات سبع في الأولى بعد تكبيرة الإحرام قبل القراءة، وخمس في الثانية بعد تكبيرة القيام قبل القراءة أيضًا.
- قول المالكية والحنابلة: قال المالكية والحنابلة إنّ عدد التكبيرات ستّ في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام وقبل القراءة، وخمس في الثانية بعد تكبيرة القيام وقبل القراءة كذلك.
- قول الحنفية: قال الحنفية إنّ عدد التكبيرات هي ثلاث في الأولى بعد تكبيرة الإحرام، وثلاث في الثانية بعد القراءة قبل الركوع.
ويُسنّ للمسلم أن يقرأ في الركعة الأولى بالفاتحة وسورة الأعلى، وأن يقرأ في الثانية بالفاتحة وسورة الغاشية، وأن يتطيب قبل الذهاب إلى الصلاة، والله أعلم.[8]
شاهد أيضًا: هل تصلي المرأة صلاة العيد في بيتها
كيف أصلي صلاة العيد في البيت
لا يختلف أداء صلاة العيد في البيت عنها في المسجد، فيصلي المصلي بالكيفية المذكورة في أي مذهب من المذاهب المذكورة آنفًا من حيث التكبير والركوع والسجود، ويقرأ كذلك بالسور المستحبة التي ذكرها العلماء، وبذلك يكون قد أداها منفردًا، ولكن الأفضل هو أن يصليها جماعة،[8] وقال الحنفية إنّه لا يجوز صلاتها منفردًا، والله أعلم.[1]
شاهد أيضًا: حكم صلاة العيد للنساء إسلام ويب
هل صلى النبي صلى الله عليه وسلم العيد في بيته؟
لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قد صلى العيد في بيته، بل على العكس تمامًا، فقد كان يخرج ويصليها بالمسلمين إمامًا، ففي الحديث يقول أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-: “كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ، ويَأْمُرُهُمْ، فإنْ كانَ يُرِيدُ أنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أوْ يَأْمُرَ بشيءٍ أمَرَ به، ثُمَّ يَنْصَرِفُ”،[9] والله أعلم.
وإلى هنا يكون قد تم مقال هل يجوز صلاة العيد في البيت بعد معرفة إجابة السؤال السابق، وبعد الوقوف على عدد من المسائل الأخرى المرتبطة بصلاة العيد وأحكامها.
المراجع
- ^ islamqa.info , صلاة العيدين للمنفرد في البيت , 01/04/2024
- ^ shamela.ws , الموسوعة الفقهية الكويتية , 01/04/2024
- ^ صحيح البخاري , البخاري، طلحة بن عبيد الله، رقم الحديث: 46، حديث صحيح.
- ^ سورة الكوثر , الآية: 4
- ^ صحيح مسلم , مسلم، أم عطية نسيبة بنت كعب، رقم الحديث: 883، حديث صحيح.
- ^ shamela.ws , الموسوعة الفقهية الكويتية ص242 - 243 , 01/04/2024
- ^ سورة الأحزاب , الآية: 33
- ^ shamela.ws , الموسوعة الفقهية الكويتية ص245 - 247 , 01/04/2024
- ^ صحيح البخاري , البخاري، أبو سعيد الخدري، رقم الحديث: 956، حديث صحيح.