متى يبدأ التهجد في رمضان

يبدأ التهجد في رمضان من أول ليلة فيها، ويكثر أجر التهجد في الليالي العشر الأخيرة منه في جوف الليل، فصلاة التهجد هي من السنن المؤكدة كما ذكرنا سابقاً، وهي من الصلوات التي تندرج نحو مسمى قيام الليل، وقيام الليل هو من السنن المؤكدة عن حضرة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- ومن مستحبات العبادة عند الله عز وجل، وقد ذكر الله تعالى فضلها في أكثر من آية قرآنية، وتحت أكثر من مسمى لها، ومما ذكر فيها الله تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}[2]، ويبدأ التهجد في جوف الليل، أي بعد منتصف الليل، ويفضل التهجد في الثلث الأخير منه لما في ذلك من فضل عظيم، حيث ينزل الله تعالى لينظر في أمور عباده، فيمن أراد حاجة، أو قام ليله داعياً لله فيستجيب له.

متى صلاة التهجد في رمضان 2024

يبدأ التهجد في رمضان 2024 منذ الليلة الأولى به، وهذا يتوافق مع 1 رمضان 1445 هجرياً، الواقع في 11 مارس لعام 2024م، وأما عن بداية صلاة التهجد في العشر الأواخر من رمضان، فيبدأ من ليل الواحد والعشرين من رمضان 1445 هجري، ويفضل في ته الواحد والعشرين من رمضان أن يذهب المؤمن للاعتكاف في المسجد.

شاهد أيضًا: كم ركعة صلاة التهجد

متى يبدأ التهجد في الحرم المكي

يبدأ التهجد في الحرم المكي اعتباراً من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، أي في ليلة الواحد والعشرين من الشهر، وأسوة بما صدر عن النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في أن موعدها المفضل هو في الثلث الأخير من الليل، فإن موعد صلاة التهجد يكون فيما بعد منتصف الليل، وتحديداً قرابة الساعة الثانية والنصف من بعد منتصف الليل، حتى يكون الإنسان حاضرًا في الساعات المباركة التي تنزل فيها رحمه الله إلى الأرض.

كم عدد ركعات صلاة التهجد في رمضان

إن عدد ركعات صلاة التهجد في رمضان هو إحدى عشر أو ثلاثة عشر ركعة، كما ورد في سنة النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- مما صلاة من قيام الليل، وهذا العدد غير ثابت، فصلاة التهجد من السنن المؤكدة التي لم يرد فيها عدد محدد من الركعات، وإنما هي صلاة اجتهاد يجوز فيها الصلاة أكبر عدد ممكن من الركعات، بدءاً من ركعة واحدة، وحتى استطاعة الإنسان، وكلما زادت الركعات زاد معها الثواب.

كيفية صلاة التهجد

إن صلاة التهجد من الصلوات التي تقام في الليل بعد رقدة، وصلاتها جائزة بعدة طرق، إلا أن ما ورد في سنة النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- أنه صلاها مثنى مثنى، أي يؤدي المصلي ركعتين في كل مرة مع تسليمه، ثم يقوم بركعتين أخريين، ويسلم في آخرها وهكذا، وإذا ما انتهى من صلاته أنهاها بركعة وتر واحدة، وفي دليل ذلك ما رواه عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- إذ قال، إن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: {صلاةُ الليلِ مثنى مثنى، فإذا خَشِيَ أحدُكم الصبحَ صلى ركعةً واحدةً، تُوتِرُ لهُ ما قدْ صلَّى}[3].

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر

هل صلاة التهجد فقط في رمضان

إن صلاة التهجد من السنن المؤكدة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في رمضان وغيرها من الأشهر، فقد هم بصلاتها حضرة المصطفى في كل الأيام في الجزء الأخير من الليل، وإنما في شهر رمضان، فإن صلاة التهجد لها وضع خاص من حيث الثواب الكبير، وخاصة في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، حيث يكون فيها التماس ليلة القدر المباركة التي أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتماسها في هذا الموعد، من خلال الاعتكاف في المسجد وقيام الليل فيها، وصلاة التهجد جزء من قيام الليل.

الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل

إن صلاة التهجد وقيام الليل هما جزء من العبادات التي يتم ممارستها في الليل بعد الانتهاء من فروض العبادة المتمثلة بصلاة العشاء، وحتى قبيل طلوع الفجر وموعد صلاته، والفرق بينهما هو أن صلاة التهجد جزء من قيام الليل، وتكون في الجزء الأخير منه، وخاصة في الثلث الأخير من الليل، في حين قيام الليل يتضمن عدة عبادات من بينها الصلاة وتلاوة القرآن وما نحو ذلك، وقد تستمر صلاة قيام الليل فيها الليل كله أو جزء منه.

فضل صلاة التهجد

إن فضل صلاة التهجد يطال عدة أمور في حياة المسلم، وخاصة فيما يتعلق بالمغفرة والثواب، ومن فضل صلاة التهجد ما يلي:

زيادة التقرب من الله تعالى، فالله تعالى ينزل في ثلث الليل الأخير لينظر في حاجات الخلائق وينظر في دعواتهم.
صلاة التهجد تزيد من محبة الله لعبده، فالعبد فيها يقوم بتفضيل تعبده وصلاته، على النوم وملذات الليل.
صلاة التهجد تزيد من الخشوع في العبادة، فهي تقوم في سبات الليل حيث يكون الإنسان منصرفاً عز كل ملهيات الحياة، ومنقطع إلى العبادة الخالصة، وهذا له ثواب كبير.
صلاة التهجد هي أحد أسباب المغفرة بإذن الله تعالى، كما أنها تجعل الإنسان معصوم عن الأخطاء والذنوب التي يقوم العاصين لله بتنفيذها تحت جنح الليل.

شاهد أيضًا: متى تنتهي صلاة التهجد في رمضان

أدعية مستحبة في صلاة التهجد

إن الدعاء هو وسيلة الطلب لحاجات الإنسان من خالقه عز وجل، ولا حرج فيما يدعو الإنسان ربه، وليس هناك نصوص محددة للدعاء، ومع ذلك، فإن خير ما يدعو به الإنسان في صلاة التهجد وقيام الليل، هو ما دعا به سيد الخلق النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في قيامه ومن ذلك:

“اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، وقَوْلُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ الحَقُّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ”.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان متى يبدأ التهجد في رمضان، والذي تعرفنا من خلاله على موعد بدء صلاة التهجد في رمضان والحرم المكي، وما هي صلاة التهجد وحكمها وعدد ركعاتها وفضلها وكيفية أدائها والدعاء المستحب فيها والفرق بينها وبين قيام الليل.