جدول المحتويات
كم عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم وهي السجدات التي يجب على قارئ القرآن أن يؤديها إذا مرّت معه آية فيها سجدة، سواء في الصلاة أم خارج الصلاة، وهي سُنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنها ليست فرضًا أو واجبًا. ويختلف فقهاء الدين على عدد هذه السجدات، ومن خلال المقال التالي على موقع مقالاتي سنتعرف على كم عدد السجدات في القران الكريم وما مواضعها.
كم عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم
اتفق فقهاء الدين على مشروعية سجود المسلم عند قراءة الآيات التي تحتوي على سجدات، ويعتبر هذا السجود سُنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليست فرضًا على المسلم، واتفق علماء الدين على أن عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم:
- خمس عشرة سجدة.
شاهد أيضًا: عدد مرات ورود سجود التلاوة في سورة الحج والقرآن الكريم
سجدات التلاوة في القرآن الكريم
ورد في القرآن الكريم خمس عشر آية قرآنية تحتوي على سجدة، وهذه الآيات هي:
- (إِنَّ الَّذينَ عِندَ رَبِّكَ لا يَستَكبِرونَ عَن عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحونَهُ وَلَهُ يَسجُدونَ)[1]
- (وَلِلَّهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ)[2]
- (وَلِلَّهِ يَسجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ مِن دابَّةٍ وَالمَلائِكَةُ وَهُم لا يَستَكبِرونَ)[3]
- (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّـهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)[4]
- (قُل آمِنوا بِهِ أَو لا تُؤمِنوا إِنَّ الَّذينَ أوتُوا العِلمَ مِن قَبلِهِ إِذا يُتلى عَلَيهِم يَخِرّونَ لِلأَذقانِ سُجَّدًا)[5]
- (أُولئِكَ الَّذينَ أَنعَمَ اللَّـهُ عَلَيهِم مِنَ النَّبِيّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّن حَمَلنا مَعَ نوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبراهيمَ وَإِسرائيلَ وَمِمَّن هَدَينا وَاجتَبَينا إِذا تُتلى عَلَيهِم آياتُ الرَّحمـنِ خَرّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا)[6]
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[7]
- (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَـنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَـنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا)[8]
- (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ)[9]
- (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)[10]
- (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ)[11]
- (مِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُون)[12]
- (فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا)[13]
- (وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ)[14]
- (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب)[15]
حكم سجود التلاوة
يشرع على المسلم سجود التلاوة، استنادًا إلى قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا}[16]، عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: (إذا قرأ ابنُ آدَمَ السجدةَ فسجَدَ، اعتزلَ الشيطانُ يَبكي، يقول: يا وَيْلَهْ! أُمِر ابنُ آدَمَ بالسجود فسَجَدَ؛ فله الجَنَّة، وأُمرتُ بالسجود فعصيتُ؛ فلي النَّار)[17]. واختلف العلماء في حكم سجود التلاوة في أوقات النهي على قولين:
- القول الأول: يجوز سجود التلاوة في أي وقت، ولو في أوقات النَّهي عن الصلاة، ويتبع هذا القول مذهب الشافعية.
- القول الثاني: لا يجوز سجود التلاوة في أوقات النهي، وهذا مذهب الحنفية والمالكية والحنابلة وذلك لعموم الأدلَّة الواردة في النَّهي.
شاهد أيضًا: ما هي السورة التي بها سجدتين
كيفية سجود التلاوة
يستحب من المسلم عندما يقرأ إحدى آيات السجود أن يسجد، ولا يجوز استبدال السجود بالتسبيح أو شيء من الأذكار بدلاً من السجود، وهذا الفعل من البدع المحدثة التي ينبغي النهي عنها، أما طريقة السجود فلها طريقتان، إمّا في الصلاة أو خارج الصلاة، وهي كالتالي:
إذا كان القارئ في الصلاة
في حال مر المسلم على سجدة التلاوة أثناء الصلاة، ففي حال كانت الصلاة جهرية (المغرب والعشاء والفجر والجمعة)، وسواء أكان منفردًا في الصلاة، أو كان إمامًا فيسجد الإمام ويتبعه المصلين من خلفه، وعندما يسجد يقول “الله أكبر” وعندما يرتفع يقوا “الله أكبر”، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يكبر في كل خفض ورفع، وعند السجود يقول “سبحان ربي الأعلى” في ذلك مرة واحدة، وأدنى الكمال ثلاث مرات، وعند السجود يستحب الدعاء بما يسر الله من الأدعية الشرعية المهمة، كالأدعية التي يدعي بها في سجود الصلاة، ثم يقوم المصلي ليكمل صلاته. أما في حال كانت الصلاة سرية، فلا يشرع للإمام أن يسجد سجود التلاوة، كي لا يؤثر على المصلين، لأنهم لا يستمعون لقراءة الإمام للقرآن، وسجوده سيؤثر على صلاتهم، أما إذا كانت الصلاة سرية والمصلي يصلي لوحده فيشرع له سجود التلاوة.
إذا كان القارئ خارج الصلاة
في حال كان القارئ يقرأ القرآن وهو جالس، ومر بسجدة تلاوة فلا يشترط أن يقوم ليؤدي السجدة، ولكن من الأفضل أن يكبر تكبيرة في أولها فقط، وعند السجود يقول “سبحان ربي الأعلى” وأدنى الكمال ثلاث مرات، ويستحب الدعاء في السجود ببعض الأدعية الشرعية المهمة، كما في سجود الصلاة، وليس فيها تسليم ولا تكبير ثاني.
دعاء سجود التلاوة
في سجود التلاوة ذكر ودعاء مثله مثل أي سجود آخر، ويستحب أن يقال فيه ما يقال في السجود أثناء الصلاة المفروضة، وفيما يلي بعض الأدعية التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
- (اللَّهُمَّ لكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ).[18]
- (اللَّهمَّ اكتب لي بها عندَكَ أجرًا وضع عنِّي بها وزرًا واجعلْها لي عندَكَ ذخرًا وتقبَّلْها منِّي كما تقبَّلتَها من عبدِكَ داودَ). [19]
بعد أن عرفنا كم عدد سجدات التلاوة في القرآن الكريم نكون قد أنهينا مقالنا، الذي أورد الآيات التي ذكر فيها سجدات، كما سلّط الضّوء على كيفية صلاة السجود وبعض الأدعية المستحبة أثناء سجود التلاوة.
المراجع
- ^ سورة الأعراف , الآية رقم 206.
- ^ سورة الرعد , الآية رقم 15.
- ^ سورة النحل , الآية رقم 49.
- ^ سورة الحج , الآية رقم 18.
- ^ سورة الإسراء , الآية رقم 107.
- ^ سورة مريم , الآية رقم 58.
- ^ سورة الحج , الآية رقم 77.
- ^ سورة الفرقان , الآية رقم 60
- ^ سورة السجدة , الآية رقم 15.
- ^ سورة النمل , الآية رقم 25.
- ^ سورة ص , الآية رقم 24.
- ^ سورة فصلت , الآية رقم 37.
- ^ سورة النجم , الآية رقم 62.
- ^ سورة الانشقاق , الآية رقم 21.
- ^ سورة العلق , الآية رقم 19
- ^ سورة الإسراء , الآية 107
- ^ صحيح مسلم , مسلم، 81، صحيح
- ^ صحيح أبو داود , الألباني، عائشة أم المؤمنين، 1414، صحيح.
- ^ صحيح الترمذي , عبد الله بن عباس، الألباني، 3424، حسن.