هل يجوز صلاة التهجد بعد صلاة التراويح

هل يجوز صلاة التهجد بعد صلاة التراويح من  الأسئلة الشائعة في شهر رمضان المبارك، وذلك لأن الكثير من الناس لا يستطيعون النوم والاستيقاظ مرة أخرى لأداء صلاة التهجد لأي سبب كان، ويريدون أن ينالوا الأجر والثواب ورضا الله عز وجل في ذلك، لذلك tمن خلال هذا المقال عبر موقع مقالاتي سوف يتم التعرف على حكم صلاة التهجد بعد صلاة التراويح.

هل يجوز صلاة التهجد بعد صلاة التراويح

اتفق أهل العلم على جواز أداء صلاة التهجد بعد صلاة التراويح ولا حرج من ذلك، ولكن من الأفضل أن يكون أداؤها بعد النوم، والدليل على ذلك قوله تعالى (ومن الليل، فتهجد به نافلة لك). لأنه لا يطلق عليه تهجد إلا بعد النوم، فإذا لم يتم المسلم أداء التراويح وأخرها إلى آخر الليل فإن ذلك جائز، وإذا أتم صلاة التراويح، وأراد أن يصلى القيام، فإن ذلك جائز أيضًا ولا بأس عليه، والدليل على ذلك ما قاله ابن قدامة في المغني، فأما التعقيب ـ وهو أن يصلي بعد التراويح نافلة أخرى جماعة، أو يصلي التراويح في جماعة أخرى ـ فعن أحمد أنه لا بأس به، لأن أنس بن مالك قال: ما يرجعون إلا لخير يرجونه، أو لشر يحذرونه ـ وكان لا يرى به بأسا، ونقل محمد بن الحكم عنه الكراهة، إلا أنه قول قديم والعمل على ما رواه الجماعة، وقال أبو بكر الصلاة إلى نصف الليل، أو إلى آخره لم تكره رواية واحدة. [1]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة التهجد في البيت

الفرق بين صلاة التراويح وصلاة التهجد

فيما يلي نقدم الفرق بين صلاة التراويح وصلاة التهجد:

• صلاة التراويح هي سنة مؤكدة في شهر رمضان المبارك، وذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بالصحابة ليالي في رمضان، ولكنه تأخر عليهم لعدة أيام خوفًا من أن تفرض عليهم هذه الصلاة، وقد صلاها الصحابة رضوان الله عليهم في عهده، وبعد وفاته -عليه الصلاة والسلام-، ولا يوجد لها عدد معين من الركعات، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- كان لا يزيد عن إحدى عشر أو ثلاث عشرة ركعة، فبعض العلماء يرون أن عدد ركعاتها ثلاث وعشرون ركعة، والبعض الآخر يراها ست وثلاثون ركعة، ومنهم من يراها أكثر من ذلك، ومنهم من يراها أقل من ذلك، ولكن الصحابة رضوان الله عليهم صلوها في عهد عمر بن الخطاب ثلاث وعشرون ركعة، وذلك في مسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
• أما صلاة التهجد في سنة في الشرع، حيث كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يعتبرها فريضة إلى جانب الفرائض الخمسة، حيث قال (أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل). وأقل ركعاته ركعتان وذلك باتفاق الفقهاء، أما عن أكثر ركعاتها، فقد اختلف الفقهاء في ذلك فمذهب الحنفية يرى أن أكثرها ثماني ركعات، بين يرى المالكية بأن أكثر ركعاتها، أما عشر ركعات أو اثنتي عشرة ركعة، أما الشافعية والحنابلة لم يحددوا عدداً معيناً لركعاتها، وأفضل وقت لأدائها يكون في الثلث الأخير من الليل.

وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يحث الناس على قيام الليل وقيام رمضان بالأخص، فقد قال في ذلك (من قام رمضان إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)، ولم يحدد عدد ركعات معينة، ولكن من يطيل في الصلاة فمن الأفضل أن يقلل عدد الركعات كما كان يفعل -صلى الله عليه وسلم-، ومن كان يخفف في الصلاة رفقًا بالناس فمن الأفضل أن يكثر من عدد الركعات كما كان يفعل الصحابة رضوان الله عليهم. [2]

شاهد أيضًا: هل تجوز صلاة التهجد بعد صلاة الوتر

افضل وقت لصلاة التهجد

يقع وقت صلاة التهجد في السدس الرابع من الليل والخامس إذا تم تقسيمه إلى أسداس، أما إذا تم تقسيمه إلى نصفين، فإن النصف الأخير من الليل هو الأفضل، وفي حالة تقسيمه إلى ثلاثة أقسام، فإن أفضل وقت يكون في الثلث الأخير من الليل، واستدل أهل العلم على ذلك بما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم– حين قال: «ينزل ربنا -تبارك وتعالى- كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له. [3]

شاهد أيضًا: هل الافضل صلاة التهجد في البيت ام في المسجد

وبهذا يكون قد تم الانتهاء من التعرف على إجابة السؤال هل يجوز صلاة التهجد بعد صلاة التراويح، والتي أجازوها أهل العلم والعلماء، وقالوا إن ذلك جائز ولا حرج على المسلم في ذلك، وقد استدلوا على قولهم بقول الشيخ ابن قدامة.