جدول المحتويات
كيف تكون السماء في ليلة القدر هو مما يسأل المسلمين عنه بكثرة في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، حيث طلب حضرة المصطفى من المؤمنين التماس ليلة القدر فيها، وإنما السؤال عن وضع السماء فيها إلا هو من باب ما دلنا عليه النبي -عليه الصلاة والسلام- من علائم هذه الليلة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على كيف يكون شكل السماء في ليلة القدر وأهم العلامات فيها كما رواها الصحابة عن حضرة المصطفى.
كيف تكون السماء في ليلة القدر
تكون السماء في ليلة القدر صافية لا كدر فيها، ولا شيء يعكر صفوها من غيوم ومطر ولا ريح ولا يمر في سمائها الشهب من النجوم وما نحو ذلك، ويكون نورها ساطعاً يعجب الناظر، ويريح العين ويدخل السكينة إلى القلب، وفي سطوعها كأنما هناك قمر يضيء ليلها، وقال في ذلك نبي الله -عليه الصلاة والسلام- ما رواه الصحابي واثلة بن الأسقع -رضي الله عنه- عن حضرة المصطفى: {ليلةُ القدرِ ليلةٌ بَلْجَةٌ، لَا حارَّةٌ ولَا بَارِدَةٌ، ولَا سَحابَ فِيها، ولَا مَطَرٌ، ولَا ريحٌ، ولَا يُرْمَى فيها بِنَجْمٍ}[1]، وأما عن شمس فجر يومها، فيرى نورها ممتد دون شعاع قوي فيها.
شاهد أيضًا: كيف تكون شمس صبيحة ليلة القدر
ليلة القدر
ليلة القدر هي ليلة من الليالي العظيمة التي يهب بها الله تعالى رحمته ومغفرته لعباده المؤمنين العابدين القائمين ليلهم فيها بغية مرضاة وجه ربهم الكريم، فقد وصفها الله تعالى بأنها ليلة خير من ألف شهر لما لها من جزاء عظيم عن الله -عز وجل-، أما عن معناها ووقتها، نوضحه في الاستبيان التالي:
معنى ليلة القدر
قيل أن ليلة القدر اسمها مشتق من القدر الكبير من الرحمة التي تنزل على عباد الله القائمين والمتعبدين والناسكين فيها، وقيل أيضاً أنها سميت بذلك لما يصبح في الأرض من ضيق بسبب قدر الملائكة التي تنزل في هذه الليلة على الأرض لترفع أعمال المسلمين.
شاهد أيضًا: هل يتقبل الله الدعاء في ليلة القدر
وقت ليلة القدر
إن وقت ليلة القدر بالتحديد لا يعلمه إلا الله تعالى، وما أخبر به النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- من علم هذه الليلة، حيث رفع علمها إلى السماء بما قضت مشيئة الله -عز وجل-، وقد أمرنا النبي الكريم أن نتحرى هذه الليلة في العشر الأواخر من رمضان، وفي دليل ذلك، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: {كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ}[2].
علامات ليلة القدر
إن خير ما نعلمه عن علامات ليلة القدر ما حدثنا به النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام، في الأحاديث الشريفة، فلا علم لأحد عن موعد تلك الليلة إلا ما يعلمه واضعها ومنزلها، ويوحي الله تعالى للناس بموعد التماسها لمن كان قلبه عامراً بالإيمان من عباده الصالحين، وأما عن علاماتها التي ذكرها حضرة المصطفى، فهي ما قاله في الحديث الشريف: {إنَّ أمارة ليلةِ القدر أنها صافيةٌ بلجةٌ، كأن فيها قمرًا ساطعًا، ساكنة ضاحيةً لا بَرْدَ فيها ولا حَرَّ، ولا يحلُّ لكوكبٍ أن يُرمى به فيها حتى يصبِحَ، وإن أمارتَها أن الشمس صبيحتَها تخرج مستويةً ليس لها شعاعٌ، مثل القمَرِ البَدرِ، لا يحِلُّ للشيطانِ أن يخرُجَ معها يومئذٍ}[3].
شاهد أيضًا: علامات ليلة القدر شروق الشمس
فضل ليلة القدر
إن ليلة القدر هي أفضل ليالي العمر، ومقدارها مقدار ألف شهر من الطاعات، وقد خصها بهذا الفضل لنزول القرآن فيها، ونزول الملائكة والرحمة فيها، حيث يقوم الملائكة بالانتشار في كل شبر بالأرض، فَيحصون عمل كل إنسان فَيرفعونه للسَماء، ويحل في هذه الليلة السلام حتى مطلع الفجر، قال الله تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}[4].
شاهد أيضًا: ما الحكمة من اخفاء ليلة القدر
دعاء ليلة القدر
إن ليلة القدر هي من ليالي استجابة الدعاء، والدعاء فيها يصل إلى الله تعالى دون حجب، ولذلك، يجب على المسلمين الطائعين القائمين في هذه الليلة، أن يتضرعوا إلى الله فيها وَيكثروا من الدعاء والإلحاح في طلبه، ومن آداب الدعاء أن يذكروا صفات الله في طلب دعاويهم، ومن خير الدعاء في هذه الليلة، ما روته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن سؤالها للنبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- عن أفضل ما يقال في هذه الليلة، فقالت: {قلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي}[5].
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان كيف تكون السماء في ليلة القدر، والذي تعرفنا من خلاله على ليلة القدر ومعناها ووقتها وعلاماتاها، وحصينا بالذكر والمعرفة علامة تكوين السماء فيها، كما ذكرها حضرة المصطفى، كما تعرفنا على فضل ليلة القدر وأهم ما يدعى بها.