جدول المحتويات
صلاة التهجد في رمضان كم ركعة حيثُ في شهر رمضان الفضيل، تكثر العبادات التي يقصد بها وجه الله تعالى، فمنها ما كان فرضاً على المسلمين، ووجب عليهم أداؤها، ومنها من كان مستحباً ومأموراً من الله ورسوله بغية زيادة الحسنات ومضاعفة الثواب، وما صلاة التهجد إلا إحدى الصلوات النافلة التي يقصد بها وجه الله، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على صلاة التهجد وعدد ركعاتها ووقتها وكيفية أدائها وما يخصها.
صلاة التهجد في رمضان كم ركعة
صلاة التهجد في رمضان ليس لها عدد محدد من الركعات بعينه، فمن شاء صلى اثنتين، وبعدها ما شاء من الركعات، ثم يوتر بواحدة، فإنما الغرض من هذه الصلاة هو التقرب لله في هذا التوقيت المبارك، والله لا يكلف نفساً إلا وسعها، فمن زاد في عدد الركعات نال ثواباً أعظم عند الله، قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}[1]، وفي سنة النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- وكما حدثتنا أم المؤمنين عائشة، أن أفضل ما صلى المصطفى في التهجد 11 ركعة، ولذلك، من السنة أن يقتدي المسلمون بنبيهم ممن استطاع القيام بذلك.[2]
شاهد أيضًا: موعد صلاة التهجد في الحرم المكي
هل يجوز صلاة التهجد ركعتين فقط
يجوز صلاة التهجد ركعتين فقط كما ذكر عن نبي الله -عليه الصلاة والسلام- فالصلاة هي مثنى مثنى، ويجوز لمن قام ليله بعد نوم يسير، أن يقتصر في صلاة التهجد على ركعتين فقط، وينهيها بركعة وتر واحدة، ومن زاد على ذلك له الثواب والأجر عند الله.[2]
ما هي صلاة التهجد
صلاة التهجد هي إحدى الصلوات النافلة الشبيهة إلى حد ما بصلاة قيام الليل مع اختلافات بسيطة، ولذلك صلاة التهجد هي سنة وصلاة نافلة، والنوافل هي عبادات مستحبة إلى الله تتعلق بكل ما هو زيادة على الفرض، بما في ذلك نوافل الصلوات كصلاة التهجد وقيام الليل، ونوافل الزكاة كالصدقة الجارية غير الزكاة والصدقة المفروضة، ونوافل الصوم كصيام التطوع وما إلى ذلك، ولذلك صلاة التهجد من الصلوات التي يقصد بها العبد التقرب من خالقه في جوف الليل كما كان يفعل النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- في تعبده الخالص لله عز وجل.
شاهد أيضًا: جدول صلاة التهجد بالمسجد النبوي
معنى صلاة التهجد
ينطوي أمر معرفة معنى صلاة التهجد، على معرفة معنى فعل التهجد في اللغة العربية، فصلاة التهجد مصطلح مشتق من هذا الفعل، أما معنى التهجد في اللغة، فهو السهر، أو النوم والسهر والليل، وهو فعل مشتق من هجد أي سهر، كما أنها كلمة من الأضداد، فمن تهجد نام ليلاً أو سهر، ومن خلال معناه في اللغة، نستطيع أن نستنتج معنى “صلاة التهجد” في الاصطلاح لدى الفقهاء، وتعني صلاة الليل بعد نومه، فيقال “تهجَّد فلانٌ” أي استيقظ ليلاً للصلاة، أو يقال “تَهَجَّدَ النَّاسِكُ فِي لَيْلِهِ” أي صلى أثناء الليل، ولذلك فإن صلاة التهجد في معجم الفقهاء، هي التنفل بعد النوم.
وقت صلاة التهجد
ليس هناك وقت محصور لصلاة التهجد، فهي تمتد من بعد صلاة العشاء وحتى طلوع الفجر، ولكن مما أوصانا به النبي -عليه الصلاة والسلام- في صلاة التهجد هو في الثلث الأخير من الليل، إذ قال في الحديث الشريف: {يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له}[3]، فيقوم المصلي من نومه، فيتوضأ ويبادر إلى صلاته والله مطلع على كل شيء وهو العليم الخبير.
شاهد أيضًا: هل صلاة التهجد تغني عن صلاة التراويح
كيفية صلاة التهجد
إن صلاة التهجد لا تختلف عن صلاة قيام الليل كثيراً من حيث التطبيق، فهي تختلف في التوقيت وما نحو ذلك، وأما كيفية الصلاة فهي ذاتها، ومن السنة عند النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- أن تصلى مثنى مثنى، أي أن يقوم المصلي بأدائها ركعتين ثم يسلم، ثم ركعتين ويسلم وهكذا، فإذا ما انتهى واكتفى بعدد الركع التي استطاع إليها سبيلاً، يوتر بركعة أي ينهي صلاته بوتر ركعة واحدة، وقد صلى النبي -عليه الصلاة والسلام- صلاة التهجد بعدة طرق مختلفة عن ذلك، فَصلاها أربع ثم أربع ثم ثلاث، ولم يزد عن إحدى عشرة ركعة، وفي كل الأحوال هي صلاة مقبولة بإذن الله.
فضل صلاة التهجد
إن صلاة التهجد هي مناجاة بين العبد وربه في أواخر الليل، وفي الثلث الآخر من الليل حيث يكون الله مطلعاً على عباده المصلين القائمين ليلهم لمرضاة وجهه الكريم، وقمة الفضل فيها هو أن الله يكون قريباً جداً من عبده، فقد قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشريف: {يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له}[3]، ومن فضلها أيضاً أنها تكون صلاة مليئة بالخشوع والاستحضار للمحبة وابطاعة الخالصة في نهاية الليل بعيداً عن الضوضاء وضجيج الحياة، فلا ينشغل العبد إلا بالصلاة والمناجاة.
شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح والتهجد
حكم صلاة التهجد
إن صلاة التهجد من الصلوات المستحبة إلى الله تعالى والسنن المؤكدة، ودليل ذلك، قوله عز وجل: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا}[1]، ولذلك فهي واجدة بأمر من الله -عز وجل- لما لها من ثواب وجزاء كبير عند الله في موعدها في جوف الليل، ومن حلمه عز وجل، أن أمرنا بها لكنه لم يفرضها، كما باقي الصلوات الخمسة، قال الله تعالى في كتابه العزيز: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}[4].
دعاء صلاة التهجد
إن الدعاء هو وسيلة للتضرع والرجاء من العبد إلى ربه، ولا يوجد دعاء مخصص لهذه الصلاة، فمن كان يمتلك حاجة إلى الله، فليدعو بها ويلتمس رحمة الله وعفوه بها، وأن ييسرها له، وليدعو لنفسه وأولاده وعائلته وأبويه بدعاء نابع من قلب صادق وخاشع بين يدي الله، ويبقى خير الدعاء ما دعا به النبي -عليه الصلاة والسلام- في تهجد، ومما ذكر عن حضرة المصطفى ما رواه عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- إذا قال: “كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا تَهَجَّدَ مِنَ اللَّيْلِ، قالَ: اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ الحَقُّ، وقَوْلُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ الحَقُّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ إلَهِي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ”[5].
شاهد أيضًا: كم ركعة صلاة التراويح في مكه
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل
لا يوجد اختلاف كبير بين صلاة التهجد وقيام الليل، فكلتا الصلاتين يتم تأديتهمَا في ذات الطريقة، ولهما عدد الركعات ذاته، فمن صلاها اثنتين أو صلاها عشرون فهي مقبولة بإذن الله، ولو أن المستحب عن سنة النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- هي 11 أو 13 ركعة، والاختلاف بينهما في التوقيت والعمل، فمن حيث التوقيت، تكون صلاة التهجد في الليل بعد الاستيقاظ من النوم، أو النوم لبرهة من الزمن في الليل والاستيقاظ لأداء الصلاة، وأما الفرق بينهما من حيث العمل، فيعتبر التهجد نوعاً تابعاً لقيام الليل، فقيام الليل يتضمن الصلاة وتلاوة القرآن وقراءة الأذكار والدعاء وما إلى ذلك من العبادات المستحبة.
وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان صلاة التهجد في رمضان كم ركعة، والذي تعرفنا من خلاله على صلاة التهجد ومعناها وعدد ركعاتها ووقتها وكيفية أدائها ودعائها، كما تعرفنا على فضلها وحكمها والفرق بينها وبين صلاة الليل.