متى تبدا صلاة القيام في رمضان اي يوم

تبدأ صلاة قيام القيام في رمضان من أول يومٍ من أيام شهر رمضان المبارك وهي أصلًا لا تنتهي بانتهائه فقد ذكر عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: “كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي فيما بين أن يَفرغَ من صلاةِ العِشاءِ – وهي التي يدعو الناسُ العتمةَ – إلى الفجرِ إحْدى عشرةَ ركعةً، يُسلِّمُ بين كلِّ ركعتينِ، ويُوتِرُ بواحدةٍ”، وقد نصّ جمهور أهل العلم على سنية أداء صلاة قيام الليل.[2]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح والقيام

مسائل في صلاة قيام الليل

وردت في صلاة قيام الليل بعض من المسائل التي يجدر الإشارة إليها في هذا المقام وهي:

حكم صلاة قيام الليل

إن حكم صلاة قيام الليل هو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في ذلك عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه:

أنَّهُ بَاتَ عِنْدَ مَيْمُونَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – وهي خَالَتُهُ – قالَ: فَاضْطَجَعْتُ علَى عَرْضِ الوِسَادَةِ، واضْطَجَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَهْلُهُ في طُولِهَا، فَنَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى انْتَصَفَ اللَّيْلُ – أوْ قَبْلَهُ بقَلِيلٍ، أوْ بَعْدَهُ بقَلِيلٍ – ثُمَّ اسْتَيْقَظَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَجَلَسَ، فَمَسَحَ النَّوْمَ عن وجْهِهِ بيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ العَشْرَ آيَاتٍ خَوَاتِيمَ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إلى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، فَتَوَضَّأَ منها، فأحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ ما صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ، فَقُمْتُ إلى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَهُ اليُمْنَى علَى رَأْسِي، وأَخَذَ بأُذُنِي اليُمْنَى يَفْتِلُهَا بيَدِهِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أوْتَرَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ حتَّى جَاءَهُ المُؤَذِّنُ، فَقَامَ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَصَلَّى الصُّبْحَ.[3] [2]

كم عدد ركعات صلاة القيام في رمضان

لم يأت عدد محدد بصلاة قيام الليل إذ إنّها سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ذكرت عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُصليها في رمضان وفي غير رمضان إحدى عشرة ركعة مع الوتر، وقد جمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه النّاس عليها بعشرين ركعة وذكر الإمام مالك رحمه الله أنّها ست وثلاثون ركعة وقال بعضهم هي ثلاثة عشر، وللمسلم أن يُصليها بالعدد الذي يشاء.[2]

شاهد أيضًا: عدد ركعات التراويح وكيفية أدائها

كيفية صلاة ليل رمضان الصحيحة

إنّ الكيفية الصحيحة لأداء صلاة اللي في رمضان هي أن يُصلي المسلم العشاء ومن ثم سنته ويبدأ بأداء صلاة قيام الليل ما شاء من عدد الركعات شريطة أن تكون مثنى مثنى أي يُسلم من كل ركعتين يُصليهما، وله أن يقرأ بهما ما شاء من القرآن الكريم وأن يُطيل بالقدر الذي يشاؤه، ومن ثم يُوتر بواحدة أو بثلاثة يُسلم من اثنتين وبعدها يُسلم من الأخيرة أي لا يقضيهما بتسليمة واحدة.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع صلاة التراويح مع القيام

حكم القراءة من المصحف في قيام ليل رمضان

اختلف العلماء في مسألة حكم القراءة من المصحف في قيام ليل رمضان إلى أقوال، فذهب كل من الشافعية والحنابلة إلى جواز القراءة من المصحف وقد ذكر الإمام أحمد بن حنبل في هذا الباب: “لا بأس أن يصلي بالناس القيام وهو ينظر في المصحف”؛ قيل له: الفريضةُ؟ قال: “لم أسمع فيها شيء”، وأمّا المالكية فقد كرهوها في صلاة الفرض مطلقًا أمّا في صلاة النفل فقد كرهوها في أثنائها ولم يكرهوها في أولها بل أجازوها.[4]

أمّا الحنفية فقد تفردوا بقول المنع من قراءة القرآن الكريم من المصحف مطلقًا سواء كان من أجل صلاة الفرض أو من أجل صلاة النفل، وقد أخبر في ذلك: “ولا تجوز القراءة في مصحفٍ ولا في غيره لمُصَلٍّ, إماماً كان أو غيره, فإن تعمَّد ذلك؛ بَطُلَتْ صلاته. وكذلك عدُّ الآي; لأن تأمُّل الكتاب عملٌ لم يأتِ نصٌّ بإباحته في الصلاة”، والله أعلم بالأمر كله.[4]

ليالي رمضان المفضلة

إنّ رمضان هو كله شهر الخير وشهر المغفرة من الله تبارك وتعالى وهو شهر الإحسان وقراءة القرآن، وقد كان للعشر الأواخر من رمضان ولياليه خاصة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يحيون ليله وقد ورد من ذلك قول عائشة رضي الله عنها: “إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزر ومعنى إحياء الليل : أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر وغيرهما ، وقد جاء عند النسائي عنها أنها قالت : لا اعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى أصبح ولا صام شهراً كاملاً قط غير رمضان”، فحري بالمسلم أن يغتنم العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بالصلاة والعبادة والتقرب من الجليل العظيم.[5]

شاهد أيضًا: من اول من جمع الناس لصلاة التراويح

فضل قيام الليل

إنّ لقيام الليل فضائل جليلة عظيمة لعل من أبرزها:[6]

إن الله تبارك وتعالى مدح القائم ليله حيث قال في كتابه الكريم: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[7]
إنّ قيام الليل هي واحدة من العلامات التي يمتاز بها المتقون عن غيرهم من النّاس.
إنّ قائم الليل لا يستوي في المرتبة عند الله تبارك وتعالى مع الإنسان الذي يقضي ليل باللهو واللعب والمعاصي ونحوها.
إنّ صلاة الليل هي أفضل من صلاة النهار في التطوع؛ لأنّ فيها مشقة يُكابدها العبد.
إنّ قيام الليل هو سبب من أسباب دخول العبد للجنة بإذن الله.

دعاء صلاة القيام في رمضان مكتوب

من الأدعية التي يقولها بعض الأئمة في صلاة التراويح ويحسن للمسلم كذلك قولها:

اللهم إنا نحمدك ونستعينك ونستهديك ونؤمن بك ونتوكل عليك، ونثني عليك الخير كله نشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفرجك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعد ونحمد، اللهم إنا نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد بالكفار ملحق، لك الحمد والشكر كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره.

لك الحمد على نعمك العظام وآلائك الجسام ولك الحمد أن بلغتنا شهر رمضان، اللهم أعنا فيه على الصيام والقرآن، اللهم اجعلنا ممن يصومونه ويقيموه إيمانًا واحتسابًا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم من فيه علينا بالرحمة والمغفرة والعتق من النار يا عزيز يا غفار، اللهم اجعله شهر عزًا وتمكين ونصرةً للإسلام والمسلمين اللهم جمع فيه صفوفهم ووحد كلمتهم وادرأ عنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم ارحم أحبةً لم يبلغوا الشهر الكريم اللهم اغفر لهم وارحمهم وعافهم واعفوا عنهم وأكرم نزلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس برحمتك يا أرحم الراحمين.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال متى تبدا صلاة القيام في رمضان اي يوم وذكرنا عدد ركعا صلاة قيام الليل وما سبب اختلاف العلماء في العدد، وما يُمكن أن يدعو به المسلم في صلاة التراويح.