من هو اول داعية في الاسلام

من هو اول داعية في الاسلام، فقد عمل الأنبياء على مدى دهور من الزمن في هداية الناس إلى الله والحق، فمن البشر من اهتدوا، ومنهم من صدوا، ومنهم من ارتدوا، ومنهم من أعز الله بهم الدعوة، إذ أنهم سعوا في الأرض لدعوة الناس، فجزاهم الله كل خير، وفي آخر الرسالات السماوية وهي الإسلام، كان هناك من الدعاة ما نصر الإسلام والمسلمين، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على أول من حمل شرف أن يكون داعية في الإسلام وكل ما يتعلق به.

بداية الدعوة إلى الله

بعد نزول الوحي على النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- بدأ دعوته بشكل سري من المقربين والموثوقين من أفراد أسرته ومن عرفهم، وبقي يدعو بالسر قرابة ثلاث سنوات إلى أن أذن له الله أن يجهر بها، ومذ جاهر بالدعوة، لقي النبي والمسلمين الكثير من الأذى من كفار قريش، وبالرغم من ذلك، بقي النبي يحاول هداية الناس وخاصة في مواسم الحج إلى مكة حيث كانوا يجتمعون كل سنة في مكة، فيدعوا أبناء القبائل ممن لهم شأن كبير فيها، ونحو العام 11 للبعثة، بايع النبي خمسة من قبيلة الخزرج، وفي العام التالي عادوا ومعهم سبعة آخرين من الأوس والخزرج ليبايعوا النبي في منطقة العقبة لتحدث البيعة الأولى، وفي العام الذي يليه، بايع النبي 73 رجلاً وامرأتين النبي فيما عرف بالبيعة الثانية، ليقوم النبي وأصحابه بها بالهجرة إلى يثرب، وتعد هذه الأحداث من النقاط المفصلية والمحورية التي سارعت في تحول الدعوة واتساعها حتى وصلت إلى قمة حضارتها في وقت قياسي.[1]

شاهد أيضًا: من اول من صام من الصحابه رضي الله عنهم

من هو اول داعية في الاسلام

أول داعية في الإسلام كان له فضل كبير في الدعوة التي كلفه بها النبي -عليه الصلاة والسلام- حيث قام بدعوة وهداية وتعليم من أسلموا من أفراد قبيلتي الأوس والخزرج، كما عمل على نشر الدعوة والهداية في يثرب كلها عقب بيعة العقبة الأولى، وهو أول من قام بذلك بين الصحابة وفي الإسلام، ولذلك عرف على أنه أول داعية في الإسلام وهو:[1]

• الصحابي الجليل مصعب بن عمير.

نبذة عن مصعب بن عمير

مصعب بن عمير -رضي الله عنه- والذي يكنى بأبي عبد الله، من مواليد مكة المكرمة في شبه الجزيرة العربية، وذلك قبل الإسلام نحو العام 27 قبل الهجرة، واستشهد في المدينة المنورة وتحديداً في معركة جبل أحد بعد أن استبسل في الدفاع عن النبي نحو العام الثالث للهجرة، وفي حياته التي تعد ليست بالطويلة، فقد اشتهر في صباه بجماله وأناقته وتعطره الدائم وثروته، فقد كان ابن أشراف مكة وأشد أهلها غنى، وقد لقب المؤرخون مصعب بن عمير -رضي الله عنه- بأعطر أهل مكة، لما كان عليه من جمال ورتابة وما كانت تضع له أمه من روائح عطرة باهظة الثمن وزكية الرائحة، إلا أن البذخ الذي عاشه لم يحل دون دخوله الإسلام بعد معارضة والديه، حتى أصبح مصعب بن عمير أحد الصحابة المبشرين بالجنة لما له فضل كبير في دعم الدعوة الإسلامية وكان من أولى المجاهدين في الغزوات التي حضرها مع النبي، حيث عرف بحامل لواء المهاجرين في غزوتي بدر وأحد.[2]

شاهد أيضًا: من اول من جاهد في سبيل الله

إسلام مصعب بن عمير

كان مصعب بن عمير من الصحابة الذين كان قلبهم عامراً بالإيمان، فلم يصعب على النبي هدايته إلى الإسلام، إذ كان الصحابي يسمع عما يقوم به النبي من حيث الاجتماع بالناس سراً كتلاميذ يدعوهم ويهديهم إلى الإسلام بعيداً عن أذى قريش في دار الأرقم، وسرعان ما انضم مصعب بن عمير في صفوفهم حتى هداه الله وأصبح مسلماً، وبقي أمر إسلامه سراً بالبداية حتى ينأى بنفسه عن مجابهة أذى قريش، حتى أنه أخفى إسلامه عن أمه، وعندما علمت بذلك، حاولت أن ترده عما أقدم عليه إلا أنه أبى ذلك، فما كان منها إلا أن حبسته وجعلت عليه حراساً يراقبونه، حتى استطاع الهرب منهم والالتحاق بالمسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة.[2]

أول سفير في الإسلام

مذ كان صغيراً، لم يكن فقط من أبناء سادة قريش المرفهين بالمال، وإنما عرف عن مصعب بن عمير -رضي الله عنه- الذكاء والفطنة والحكمة في القول، وهذا ما جعل النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يختاره ليكون أول سفير وداعية في الإسلام، حيث أرسله إلى يثرب (المدينة المنورة حالياً) مع الصحابة الاثني عشر الذين بايعوا النبي في بيعة العقبة الأولى نحو العام 12 للبعثة، وكان بذلك داعية للإسلام فيها من جهة، وأحد أهم أركان توطيد الهجرة العظيمة التي قام بها النبي والمسلمون بعد البيعة الثانية.[2]

شاهد أيضًا: من اول من اسلم من الصبيان

أول داعية في الإسلام من النساء

تعتبر غزية بنت جابر بنت حكيم -رضي الله عنها- أول امرأة تحصل على لقب أول داعية في الإسلام، وتكنى غزية بأم شريك وهي من النساء التي أسلمت في مكة المكرمة مع زوجها أبي العكر الدوسي، ومن شدة حبها وتعلقها بالدين، سرعان ما أصبحت داعية للإسلام، وقد ظهر ذلك في الفترة التي هاجر فيها النبي إلى مكة المكرمة، حيث ذهب زوجها مع المهاجرين ومع النبي، بينما بقيت هي في مكة، حيث بدأت بالدعوة إلى الإسلام سراً بين نساء قريش بعد أن أخفت إسلامها، ومن هنا حصلت على لقب أول داعية في الإسلام.[3]

أشهر داعية إسلامي في العالم

إن أشهر داعية إسلامي في العالم حالياَ هو الدكتور ذاكر عبدالكريم نايك، وهو تلميذ العلامة والفقيه والعالم الكبير أحمد ديدات، ويعد من أشرس الُمناظرين في الدين مع الملحدين والكفار والأديان الأخرى، حيث أن علمه لا يقتصر على الإسلام والقرآن فقط، وإنما يتعدى ذلك لكونه ضليع بالمناقشة في التوراة والإنجيل، ويذكر أن الداعية ذاكر هو من أصل هندي مولود بتاريخ 18 أكتوبر عام 1965م، تتلمذ في الهند ودخل الجامعة الهندية في مومباي وحصل فيها على بكالوريوس في الطب والجراحة، إلا أنه تحول إلى الفقه والشريعة نحو العام 1993م، ليصبح بعدها أفضل مُناظر إسلامي بالتاريخ الحديث.[3]

أهمية الدعوة إلى الله

على مر عصور من الهداية، بدءاً من أول الأنبياء آدم عليه السلام، وحتى آخرهم محمد -عليه الصلاة والسلام- كانت الدعوة إلى الله شاقة وصعبة، وقد اتسمت الدعوة إلى الله بعدة نقاط هامة في حياة الإنسان وتوازنها، ومن تلك النقاط:[4]

• تعريف الناس بخالق الأرض والسماء وكل شيء في الوجود.
• إعلاء كلمة الله في الأرض كما في السماء.
• تحقيق المساواة بين الشعوب والأمم، فلا فرق بين الناس مهما كانت أعراقهم وألوانهم وأي فارق بينهم، فكل الناس سواسية عند الله.
• تعريف الناس بحقيقة الدنيا والآخرة، والثواب والعقاب، والجنة والنار.
• القضاء على مظاهر الجهل وفساد المجتمع والانحطاط الأخلاقي وما رافق ذلك من زنى وربى وبغي وفساد في الأرض.

شاهد أيضًا: من اول من اقام مناسك الحج وضحى

مراتب الدعوة إلى الله

مراتب الدعوة أتت من طبيعة البشر ذاتهم ومدى وعيهم بما يدور حولهم، فلا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وعليه:[4]

• من كان عالماً بأمره ولا تنقصه الفطنة والذكاء، فلا بد من محاكاة عقله بالحكمة والموعظة.
• ومن كان عالماً ولكنه غافلاً عن علمه، فلا بد من محاكاة عقله بالموعظة الحسنة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
• ومن كان قاصداً الغفلة ويصد عن الحق، فلا بد من زجره بالتي هي أحسن.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان من هو اول داعية في الاسلام، والذي تعرفنا من خلاله على أول من دعا إلى الله في الإسلام وكل شيء عن حياته وإسلامه وأعماله وأهمية الدعوة ومراتبها، كما تعرفنا على أول من دعا إلى الله من النساء في عهد النبي، وأهم الدعاة في الوقت الحالي.