هل يجوز للحائض قراءة القران من الجوال

هل يجوز للحائض قراءة القران من الجوال من الأحكام المهمّة التي ينبغي على المرأة أن تكون ملمّة بها؛ لتعرف ما يعتريها من أحكام وما يحلّ لها أو يحرم خلال فترة الحيض حتى لا تقترف ما يمكن أن يكون فيه إثم وذنب عليها عن جهل. وفي هذا المقال سيوضّح موقع مقالاتي حكم قراءة القرآن للحائض من الجوال أو من المصحف، كما سيذكر ما يحلّ لمرأة القيام به أثناء فترة الحيض وما يحرم عليها.

هل يجوز للحائض قراءة القران من الجوال

 يحرم على الحائض قراءة القرآن وذلك عند الجمهور، ولا فرق في التحريم فيما إذا كانت تقرأ من الجوّال أو من المصحف؛ فالقراءة نفسها إن كانت بقصد التلاوة غير جائزة، وهذا ما عليه جمهور العلماء من الحنفيّة والحنابلة والشافعية، كما أنّ مسّ المصحف للحائض محرّم، وهذه الأحكام متّفق عليها من قبل أهل العلم، لكن استثنى المالكية من ذلك المعلّمة والمتعلّمة فأباحوا لهنّ قراءة القرآن حتى لا تنقطع عن التعلّم،[1] كما ورد في القول المشهور عندهم جواز قراءة القرآن للحائض ظاهرًا لأنّ مدة حيضها قد تطول فتنسى.[2]

وما عليه الأئمة الكبار هو الذي عليه العمل، لأنّ اتفاق أهل المذاهب الأربعة لا يأتي من فراغ. أما إذا كانت قراءة القرآن بقصد الذكر لا بنيّة تلاوة القرآن؛ كأن تقول عند الركوب: (سُبحان الذي سخَّر لنا هذا وما كُنّا له مُقْرِنين…)، أو أن تقول عند حدوث المصيبة: (إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون)، ونحو ذلك؛ فإنّ هذا من الذكر الجائز للحائض. والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز مس المصحف بدون وضوء

هل يجوز للحائض قراءة القرآن من المصحف

لا يجوز للحائض أن تمس المصحف ولا أن تقرأ منه عند جمهور العلماء، وفيما يأتي سيتمّ بيان أقوال أهل المذاهب الأربعة في هذا المسألة:[4]

قول الحنفية في حكم قراءة القرآن للحائض

يحرم على الحائض أن تقرأ القرآن بقصد التلاوة، لكن يباح لها بقصد الثناء أو الذكر، فلو قرأت الفاتحة بنية الدعاء جاز لها، لكن بعض السور والآيات لا تؤثر فيها النيّة مثل سورة المسد فلا يجوز قراءتها مطلقًا، كما أنّهم أجازوا للمعلّمة أن تقرأ القرآن كلمة كلمة أو تتهجّى حرفًا حرفًا مع القطع في كلا الحالين لأنّها لا تعدّ بذلك قارئة.

اقرأ أيضًا: اذا كنت صايمة قضى وافطرت

قول الشافعية في حكم قراءة القرآن للحائض

يحرم على الحائض قراءة القرآن ولو بعض آية كحرف لأنّ في ذلك إخلال للتعظيم، لكن يجوز أن تمرر القرآن على قلبها، وأن تنظر إلى المصحف وتمرره في قلبها أن تهمس فيه بحيث لا تسمع نفسها لأنّ ذلك لا يعدّ من قراءة القرآن.

قول الحنابلة في حكم قراءة القرآن للحائض

يحرم على الحائض قراءة آية فصاعدًا لا بعض آية لأنّه لا إعجاز فيها إلا إن كانت الآية طويلة، ويجوز لها تكرارها ما لم تقصد بذلك التحايل، ولها أن تتفكّر في القرآن وأن تحرك شفتيها به على أن لا تبيّن الحروف، ولها أن تذكر الله وأن تقرأ أبعاض آية متوالية، وقال ابن تيمية: يباح لها قراءة القرآن إن خافت أن تنساه بل يجب عليه في هذه الحالة، لأّن ما لا يتمّ الواجب إلا به فهو واجب.

قول المالكية في حكم قراءة القرآن للحائض

ذهب المالكية في المعتمد عندهم إلى أنّه يجوز للحائض أن تقرأ القرآن ما دام الدم مسترسلًا لأنّ المدة قد تطول، لكن لا يجوز لها قراءة القرآن إذا انقطع الدم إلا بعد أن تغتسل.

شاهد أيضًا: هل يجوز قراءة القران بدون وضوء من الجوال

هل يجوز قراءة القرآن للحائض في رمضان لختمه

لا يجوز للحائض قراءة القرآن الكريم عند جمهور العلماء لا في شهر رمضان ولا في غيره، وعلى الرغم من قول البعض بجواز قراءة القرآن للحائض فإنّ عليها أن تحتاط، لأنّ الاحتياط في الدين واجب؛ فهي لن تسأل: لماذا لم تقرئي القرآن أو تمسيه وأنت حائض؟ لكنّها قد تسأل: لماذا قرأتِ القرآن أم مسسته وأنت حائض، فالأحوط لها ترك ذلك على أيّة حال.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز اقرا القران وانا منسدح

ما يحل للحائض وما يحرم

الحائض يجوز لها يشرع أن تذكر الله -تعالى-، وأن تسبّحه وتحمده وتهلل وتكبر، وتحضر الدروس وحلقات العلم، وأن تسمع القرآن من شخص يتلوه، وأن تنصت للقرآن، وأن تشارك في أعمال الخير، لكن لا يجوز للمرأة أن تصلي إلى أن تطهر ولا أن تصوم إلى أن تطهر، ولا أن تقرأ القرآن الكريم من المصحف بقصد التلاوة، لكن يجوز لها أن تمرره على قلبها وأن تتفكّر فيه كما ورد عن بعض العلماء.[5] كما لا يجوز الاعتكاف للحائض، ولا يجوز وطؤها ولا إيقاع الطلاق عليها، وهناك أمور أخرى أيضًا.[6]

شاهد أيضًا: فضل قراءة القرآن في شهر رمضان

وفي نهاية هذا المقال، نكون قد بيّنا هل يجوز للحائض قراءة القران من الجوال أو من المصحف، وهل يجوز لها أن تقرأ القرآن في شهر رمضان الكريم لختمه، كما سلّطنا الضوء على ما يحرم على الحائض وما لا يحرم.