هل الذهب الملبوس عليه زكاة

هل الذهب الملبوس عليه زكاة بحسب ما جاء عن علماء الدين الإسلامي؟ فالذهب نوع من أنواع الحليّ التي يتم استخدامها للتزيّن، أو يُشترى الذهب كنوع من الادخار للحفاظ على المال من الضياع وعدم خسارة القيمة الفعلية للمال المشترى به، من هذا المنطلق سوف نسلط الضوء عبر موقع مقالاتي هل تقعُ الزكاة على الذهب الملبوس عند أكثر من مذهب إسلامي؟ وزكاة الحليّ غير الذهب، وشروط زكاة الذهب.

هل الذهب الملبوس عليه زكاة

إن الزكاة على الذهب الملبوس واجبة وهذا بإجماع واتفاق علماء الدين الإسلامي، وهذا لأن الذهب الملبوس مال قابل للنماء، أي أنه قابل للزيادة، ولا يخسر قيمته الفعلية، فإذا بلغ النصاب، وحال عليه حول كامل على ارتدائه وجبت عليه الزكاة، وليس فقط الذهب الملبوس، بل كل مصاغ ذهبي يقتنيه المرء بغية اكتنازه، أو تنمية ماله، أو اقتناءه، أو إيجاره، فالزكاة عليه واجبة باتفاق العلماء، والآراء تعددت فيما يخص الذهب الملبوس الذي يلبس كنوع من الزينة نحو الخواتم والقلادة والأساور من مذاهب الدين الإسلامي.[1][2]

شاهد أيضًا: الأموال التي تجب فيها الزكاة

زكاة الذهب الملبوس عند الحنابلة والشافعية والمالكية

إن زكاة الذهب الملبوس عند الحنابلة والشافعية والمالكية غير واجبة، بحسب ما جاء عن جمهور فقهاء هذه المذاهب، وهذا إذا كان اقتناء الذهب للبسه والتزين به فقط، وهذا يكون ضمن شروط، وهذه الشروط هي ما يلي:[1][2]

• أن يكون الذهب الملبوس من الزينة المباحة والمتعارف عليها للمرأة: وهذا نحو القلادة والقرط والخاتم والأساور، فلا تجب فيها زكاة، أما إذا كانت غير ذلك نحو اقتناء المرأة نعل ذهبي أو سيفاً للزينة وما إلى ذلك، أو ارتداء الرجال للحلي خاتم أو قلادة أو أساور، فعليه زكاة واجبة.
• أن يكون الذهب الملبوس مخصص لتزين النساء ولبسه: وإذا كان بغير هذا الغرض نحو اقتناء الذهب لكنز المال أو التجارة به، فتجب عليه الزكاة.
• أن يكون الذهب الملبوس ضمن الحد المعقول: فلا يجب أن تسرف في ارتداء الذهب واقتنائه، وفي حال كانت المرأة تمتلك الكثير من الذهب باهظ الثمن، فتجب عليه الزكاة.

اقرأ أيضًا: اونصة الذهب كم غرام تساوي

زكاة الذهب الملبوس عند الحنفية

إن زكاة الذهب عند الحنفية واجبة على الذهب كله سواء كان الذهب للزينة، أو لاكتناز المال، أو للتجارة به، أو تنمية ماله، أو اقتناءه، أو إيجاره، وحتى إذا كان نوع الذهب المقتنى محرماً أو مباحاً، لأن هذا كله يعد مال قابل للنماء، ولا تسقط عنه الزكاة باستعماله، وهذا بحسب ما جاء به الحديث النبوي الشريف، عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه-، قال: {أتَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ امرأتانِ، في أَيديهما أَساورُ مِن ذَهبٍ، فقال لهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتحِبَّانِ أنْ يُسوِّرَكما اللهُ يومَ القيامةِ أَساورَ مِن نارٍ؟ قالتا: لا، قال: فأَدِّيَا حقَّ هذا الذي في أَيديكما}. أخرجه أبو داود وأحمد[1] [2] [3]

زكاة الحلي من غير الذهب والفضة

لا تقتصر الحليَّ على الذهب فقط، بل تتجمل النساء بالفضة والمرجان واللؤلؤ، والياقوت والألماس والزبرجد والأحجار الكريمة وغيرها، وكل هذه الأنواع من الحلي لا تجب عليها الزكاة بحسب رأي جمهور العلماء، وهذا لأن الأصل في اقتناء هذا النوع من الحليّ للزينة، فضلاً عن ذلك لم يوجد أي نص شرعي بوجوب الزكاة عليها، ولا يصح أن تقاس هذه الحليّ بالأمور التي تجب فيها الزكاة نحو الذهب، ويجب أن تتحقق فيه شروط الزكاة حتى يتم التزكية عنه، وهذا يشمل اقتناء هذه الحلي للإتجار بها، فتكون الزكاة عليه واجبة، لأن استعماله بهذه الطريقة محرماً، والله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر خارج بلد الاقامة

شروط زكاة الذهب

حثت الكثير من الآيات على زكاة الذهب، واتفق جمهور العلماء بوجوب الزكاة على الذهب، وهذا عندما تتحقق فيه الشروط التالية:[4]

• أن يكون صاحبها مسلماً: فلا تقبل الزكاة من غير المسلمين.
• أن يكون صاحبها حراً: فالعبد لا تجب عليه الزكاة، وهذا لأن العبد لا يملك شيئاً، وكل ما يكون بيده حتى لو ذهباً فهو ملكٌ لسيده.
• أن يكون الذهب ملك تام لصاحبه: أي يجب أن تكون الزكاة التي يدفها الشخص عن ذهب يمتلكه لوحده، ولا يوجد له شريك بهذا الذهب.
• أن يتحقق في الذهب شرط النصاب: أي يبلغ وزن الذهب النصاب، ونصاب الذهب عشرون دينار، أي ما يعادل حوالي 85 جراماً من الذهب، وقد ورد هذا في حديث للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، {وليسَ عليكَ شيء حتى يكون – يعني في الذّهب – لك عشرونَ دينارا فإذا كان لكَ عشرونَ دينارا وحالَ عليها الحولُ ففيهَا نصْفُ دينارٍ، فما زادَ فبِحِسابِ ذلكَ قال: لا أدْري، أعليّ يقولُ بحسابِ ذلكَ أو رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم} والذهب الذي لم يبلغ النصاب ليس عليه زكاة.[5]
• أن يمضي على الذهب حولاً كاملاً: أي يجب أن يمضِ على اقتناء الذهب عاماً كاملاً اثني عشر شهراً، والزكاة غير واجبة ما لم يتحقق هذا الشرط، وهذا لما جاء في حديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “وليسَ في مالٍ زَكاةٌ حتَّى يحولَ عليهِ الحولُ، وزكاة الورق”.[6]

فإذا تحققت الشروط التي تحدثنا عنها سابقاً على الذهب الملبوس، وجب التزكية عنه، فإذا كان وزن الذهب 85 وجبت عليه الزكاة بمقدار سعر2.125 غرام من الذهب، أي اثنان ونصف بالمائة من ثمن الذهب، فيخرج الزكاة بعد التعرف على سعر الغرام، ويحسب قيمة الزكاة بعد ضرب عدد الجرامات بهذه النسبة المئوية، ثم يضرب بسعر الجرام الواحد في البلد الذي يقع فيه الشخص ويخرج الزكاة.

وبهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا لهذا اليوم والذي كان يحمل عنوان هل الذهب الملبوس عليه زكاة، وقد ذكرنا من خلاله هل تقعُ الزكاة على الذهب الملبوس عند أكثر من مذهب إسلامي، وزكاة الحليّ غير الذهب، وشروط زكاة الذهب.