جدول المحتويات
أحاديث عن صلاة التراويح في رمضان من السنّة النبويّة المطهّرة تبيّن فضل أدائها خلال الشهر الفضيل، فهي من السنن التي يحرص المسلمون دومًا على تأديتها؛ سواء كان ذلك جماعة أو بشكل فردي في المسجد أو في البيت. وفي هذا المقال يسوف يدرج موقع مقالاتي مجموعة من الأحاديث النبويّة الشريفة الواردة عن النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- في بيان مشروعيتها وفضلها العظيم.
صلاة التراويح
صلاة التراويح هي صلاة القيام في شهر رمضان، وجاءت كلمة التراويح وهي جمع (ترويحة) من الراحة، فقد سميت بهذا الاسم لأن المسلمين كانوا يطيلون الصلاة فيها ويستريحون بعد كلّ ركعات منها، ثم يستأنفون الصلاة، وهكذا إلى أن يصلّوا الوتر. وصلاة التراويح سنّة مؤكّدة رغّب رسول الله -صلى الله عليه وسلّم في أدائها، وصلّاها مع المسلمين ثلاثة أيام ثمّ تركها خشية أن تفرض عليهم، وقد ورد في فضلها مجموعة من الأحاديث النبويّة المطهّرة.[1]
شاهد أيضًا: ما هي صلاة التراويح وكيف نصليها
أحاديث عن صلاة التراويح في رمضان
ورد في السنّة النبوية المطهّرة العديد من الأحاديث التي تبيّن مشروعيّة صلاة التراويح وسنيتها، منها ما ثبت في الصحيحين، وفيما يأتي بعض منها:
- ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ، ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ).[2]
- ثبت عن السيّدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى في المَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، أَوِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم. قالَ: وَذلكَ في رَمَضَانَ).[3]
اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية عن الصدقة
حديث الرسول عن صلاة التراويح
ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلّم- مجموعة من الأحاديث التي بيّن فيها فضل صلاة التراويح، وفي الحديث التالي يبيّن أنّ من صلى مع الإمام العشاء وبقي حتى انصرف كتب له من الأجر كأجر قيام ليلة كاملة، وهذا تمّ بيانه من خلال ردّه -صلى الله عليه وسلّم- على طلب الصحابة عند طلبهم منه أن يزيدهم من صلاة النافلة بعد نصف الليل،[4] ومتن الحديث فيما يأتي:
ورد عن أبي ذرّ الغفاري -رضي الله عنه-: (صُمْنا مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رمَضانَ، فلم يقُمْ بنا شيئًا من الشَّهرِ حتى بقي سَبعٌ، فقام بنا حتى ذهب ثُلُثُ اللَّيلِ، فلمَّا كانت السَّادسةُ لم يقُمْ بنا، فلما كانت الخامسةُ قام بنا حتى ذهب شَطرُ اللَّيلِ، فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ لو نفَّلْتَنا قيامَ هذه الليلةِ! قال: فقال: إنَّ الرَّجُلَ إذا صلَّى مع الإمامِ حتى ينصَرِفَ حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ. قال: فلمَّا كانت الرابعةُ لم يقُمْ، فلمَّا كانت الثالثةُ جَمَع أهلَه ونِساءَه والنَّاسَ، فقام بنا حتى خَشِينا أن يفوتَنا الفَلاحُ، قال: قُلتُ: وما الفَلاحُ؟ قال: السُّحورُ. ثمَّ لم يقُمْ بقيَّةَ الشَّهرِ).[5]
حديث نبوي عن فضل صلاة التراويح
وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي بي!ّن فضل صلاة التراويح، ومنها أنّها سبب في مغفرة ما تقدّم من ذنب العبد، وأنّ من صلاها مع الإمام وبقي حتى ينصرف كان له كأجر قيام ليلة كاملة، كما أنّ مصلّيها إذا مات وهو مداوم عليها كان مع الصديقين والشّهداء، والحديث الآتي يبيّن الفضل في النقطة الأخيرة تحديدًا:[6]
ثبت عن عَمرِو بنِ مُرَّةَ الجُهنيِّ -رضي الله عنه- أنّه قال: (جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ أرأَيْتَ إنْ شهِدْتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك رسولُ اللهِ وصلَّيْتُ الصَّلواتِ الخمسَ وأدَّيْتُ الزَّكاةَ وصُمْتُ رمضانَ وقُمْتُه فمِمَّن أنا ؟ قال: (مِن الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ).[7]
حديث جمع الناس في صلاة التراويح
كان سيّدنا عمر -رضي الله عنه- هو من جمع الناس على إمام واحد ليصلّوا صلاة التراويح في جماعة، وكان النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- قد صلاها بالصحابة الكرام، ثمّ تركها خشية أن تفرض على المسلمين، فبقي الحال على ما هو في خلافة أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، لكن عندما خلف عمر بن الخطاب أمر المسلمين جمعهم ليصوها في جماعة، والأصل في ندبها ومشروعيّتها وارد أصلًا من فعل النبي -صلى الله عليه وسلّم- لذلك.[8]
ورد عن عبد الرحمن بن عبد القاريّ: (خَرَجْتُ مع عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، لَيْلَةً في رَمَضَانَ إلى المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، ويُصَلِّي الرَّجُلُ فيُصَلِّي بصَلَاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: إنِّي أرَى لو جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ علَى قَارِئٍ واحِدٍ، لَكانَ أمْثَلَ ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمعهُمْ علَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ معهُ لَيْلَةً أُخْرَى، والنَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: نِعْمَ البِدْعَةُ هذِه، والَّتي يَنَامُونَ عَنْهَا أفْضَلُ مِنَ الَّتي يَقُومُونَ يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ وكانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أوَّلَهُ).[9]
احاديث نبوية عن صلاة التراويح
من الأحاديث النبويّة الواردة عن صلاة التراويح وكيف كان النبيّ -صلى الله عليه وسلّم يؤديها ما يأتي:
- ثبت في صحيح البخاري ومسلم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: (أنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كيفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في رَمَضَانَ؟ قالَتْ: ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسْأَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ تَنَامُ قَبْلَ أنْ تُوتِرَ؟ قالَ: تَنَامُ عَيْنِي ولَا يَنَامُ قَلْبِي).[10]
- ثبت في صحيح البخاري عن عائشة أم المؤمنين –رضي الله عنها-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ).[11] وهذا تأكيد على أنّ استحباب قيام رمضان في العشر الأواخر آكد.
وفي ختام هذا المقال، نكون قد أدرجنا أحاديث عن صلاة التراويح في رمضان تبيّن فضلها ومشروعيتها، فضلًا عن ذكر الأثر الوارد عن سيّدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما جمع الناس لصلاته في جماعة فبقي الأمر كذلك إلى يومنا هذا.
المراجع
- ^ ar.islamway.net , صلاة التراويح رابط المادة: http://iswy.co/evold
- ^ صحيح مسلم , مسلم، أبو هريرة، 759، صحيح
- ^ صحيح مسلم , مسلم، عائشة أم المؤمنين، 761 ، صحيح
- ^ islamweb.net , باب ما جاء في قيام شهر رمضان
- ^ سنن أبي داود , أبو داود، أبو ذر الغفاري، 1375، سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
- ^ dorar.net , المَطلَبُ الثاني: صَلاةُ التَّراويحِ (قيامُ رَمضانَ)
- ^ صحيح ابن حبان , ابن حبان، عائشة أمّ المؤمنين، 3492، أخرجه في صحيحه
- ^ islamqa.info , لماذا سمى عمر رضي الله عنه جمعه الناس في صلاة التراويح على إمام واحد : بدعة ؟
- ^ صحيح البخاري , البخاري، بدالرحمن بن عبد القاري، 2010، صحيح
- ^ صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 3569، صحيح
- ^ صحيح البخاري , البخاري، عائشة أم المؤمنين، 2024، صحيح