وفاة فاطمة الزهراء عليها السلام متى وأين كانت

وفاة فاطمة الزهراء عليها السلام متى وأين كانت فقد كانت فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها وأرضاها- أول من توفي من آل بيت النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد وَفاته، وهذا ما بشرها به قبل وفاته، ولكن موعد هذه الوَفاة ومكانها فيه بعض الاختلاف بين العلماء والمؤرخين والطوائف، كما تعددت الروايات في ذلك، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نذكر كل تلك التفاصيل عن وفاتِها وتواريخها والروايات التي ذكرت فيها.

فاطمة الزهراء 

فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- هي ابنة النبي الأكرم -عليه الصلاة والسلام- من زوجته الأولى أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وتشاركت معها في لقب سيدة نساء العالمين بعد مريم بنت عمران عليها السلام، وتزوجت من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأم ولديه سيدا شباب الجنة، الحسن والحسين رضي الله عنهما، وولدت سيدة نساء العالمين فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- قبل بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- بنحو سنة أو سنتين أو أكثر على عدة روايات.

شاهد أيضًا: اسماء فاطمة الزهراء ومعانيها كاملة بجميع اللغات

وفاة فاطمة الزهراء 

في السنة الحادية عشرة للهجرة توفيت فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- في الإجماع لدى أهل العلم، في ظل وجود عدة أقوال في وفاتها وفق عدة روايات وعدة مصادر، سواء لدى أهل السنة والجماعة، أو لدى الطائفة الشيعية، وجاء تفصيلها وفق الآتي:[1]

متى وفاة فاطمة الزهراء عند السنة

توفيت فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- في السنة الحادية عشرة للهجرة وهو ذات العام الذي توفي به النبي الأكرم -عليه الصلاة والسلام- وهذا الثابت لدى جميع أهل العلم من أهل السنة والجماعة، إلا أن الخلاف كان على تاريخ ويوم الوفاة، وغالبيتها قالت إنها في الثالث من رمضان، وقيل العاشر من جمادى الأول، وقيل غير ذلك، والله تعالى أعلم.

تاريخ وفاة فاطمة الزهراء عند الشيعة

توفيت فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- في السنة الحادية عشرة للهجرة. وأما تاريخ هذا اليوم فيه عدة روايات، غالبيتها تدور في شهر جمادى الأول نحو الثالث أو الثالث عشر منه، وقيل في الثالث من شهر جمادى الآخر، ولذلك تقام مجالس العزاء لدى الطائفة باسم الليالي الفَاطمية على فترتين مدة كل منها ثلاثة أيام، الأولى تمتد من 13 إلى 15 جمادى الأول، والثانية تمتد من 3 إلى 5 جمادى الآخر، وهناك مواعيد أخرى لتاريخ الوفاة ليس فيها ثبوت أيضاً.

تاريخ وفاة فاطمة الزهراء بالهجري

توفيت فَاطمة الزّهراء في السنة الحادية عشرة للهجرة هذا مجمع عليه لدى أهل العلم، من كافة الطوائف والمصادر، ولكن بالنسبة للشهر واليوم، فليس هناك أيام محددة بسبب تعدد الروايات التي ذكرت ذلك، وغالِبيتها تدور في أربعة تواريخ وهي الثالث من رمضان أو الثالث عشر من جمادى الأول أو الثالث من جمادى الآخر أو الثامن من ربيع الثاني والرواية الأولى لدى أهل السنة والجماعة دون تحديد ثبوتها، بينما الروايات الثلاثة الأخرى منسوبة للمصادر الشيعية دون وجود تثبيت فيها.

اي يوم وفاة فاطمة الزهراء

هناك خلاف على هذا اليوم، سواء من حيث تاريخه، والتي تتعدد وفق الأقوال التي ذكرناها سابقاً وهي 3 رمضان أو 13 جمادى الأول أو 3 جمادى الآخر أو 8 ربيع الثاني وغيرها من الأقوال، أو في موقعه من أيام الأسبوع التي لم يتم التوصل لأي ذكر لها بشكل موثق.

سبب وفاة فاطمة الزهراء

سبب وَفاة فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- المرض الذي أصابها بسبب الحزن الشديد على والدها النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- وفق ما قاله أهل العلم من طائفة أهل السنة والجماعة، وهذه الرواية من أسباب الخلاف مع الطائفة الشيعية، وقيل أنها بسبب هذا المرض لم تعد تأكل وتشرب جيداً، فأصبحت هزيلة للغاية، وقام زوجها علي بن أبي طالب وزوجته أسماء بنت عميس -رضي الله عنهما- بغسلها وتكفينها.[2]

سبب وفاة فاطمة الزهراء عند الشيعة

سبب وَفاة فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- في قول علماء الشيعة هو الجراح التي أصابتها جراء الهجوم الذي قام به الصحابة على منزلها وحرقه، وفي مقدمتهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهي رواية لا صحة لها، ولذلك يقوم الشيعة بإقامة الليالي الفَاطمية بذكرى وفاتها على اعتبارها شهيدة ماتت مقتولة في حادثة الحريق، وخلاصة القصة أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- أرسل الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى دارها بعد رفض علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- إقرار البيعة لأبي بكر -رضي الله عنه- فقاموا بهدم المنزل وحرقه، وفي روايتهم يقال إن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قام بضغطها بالباب إلى الجدار المقابل حتى مسر عظمها وأسقط جنينها.

كم عاشت فاطمة الزهراء بعد وفاة الرسول

في أصدق الروايات أن فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- عاشت ستة أشهر بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا الحديث منسوب لأهل السنة والجماعة، ولكن الرواية مختلفة تماماً في قول الشيعة، حيث أن وفاتها تقف على ثلاث روايات لثلاثة تواريخ مختلفة، في الأولى أنها توفيت بعد النبي -عليه الصلاة والسلام- بنحو أربعين يوماً، والثانية تقول إن الفترة كانت 75 يوماً، والثالثة 95 يوماً، والله تعالى أعلم.

وفاة فاطمة الزهراء في صحيح البخاري

لم يتم ذكر حادثة وفاة فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- في صحيح البخاري، ولم يتم التوصل لأي حديث ثابت يثبت قول علماء الشيعة، بأن الشيخ البخاري ذكر قصة وَفاة فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- وفق قولهم، وإنما الرواية منسوبة للشيخ البخاري، وجاء فيها “فغضبت فاطمة بنت رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- فهجرت أبابكر فلم تزل مهاجرته حتى توفّيت” وهذا الحديث لا صحة له في الكتب والمراجع السنية، وفي إسناده قال علماء الشيعة أن الحديث وارد في صحيح البخاري الجزء الثاني الصفحة 504، ولم يذكر الراوي والمتحدث، ولم يذكر الحديث قصة الوَفاة أبداً.

روايات وفاة فاطمة الزهراء 

في وفاة فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- هناك عدة روايات مذكورة لدى مراجع الطائفة الشيعية، ولكن الأكثر تداولاً، وأخذ بعين الاعتبار هي ثلاث روايات مختلفة تحدد يوم الوَفاة، وهي التالية ذكرهم:

وفاة فاطمة الزهراء الرواية الاولى

الرواية الأولى هي الأقل أخذ بين الروايات الثلاثة، وحسب هذه الرواية، فإن وفاة فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- جاءت في الثامن من ربيع الثاني، وبذلك تكون قد توفيت بعد النبي الأكرم -عليه الصلاة والسلام- بنحو أربعين يوما، ففي رواياتهم أن وفاته أتت في 28 من شهر صفر للعام 11 هجرياً، ومصادر هذه الرواية كثيرة، ومنها تاريخ مواليد الأئمة صفحة رقم 10، ذخائر العقبى صفحة رقم 52، كتاب البحار الجزء 43 صفحة رقم 7 وغيرها.

وفاة فاطمة الزهراء الرواية الثانية

وحسب هذه الرواية، فإن وفاة فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- جاءت في الثالث عشر من شهر جمادى الأول، وهو اليوم التي تبدأ فيه الليالي الفاطِمية الأولى وحتى الخامس عشر من هذا الشهر، وعليه تكون قد توفيت بعد النبي -عليه الصلاة والسلام- بنحو خمسة وسبعين يوم، وأيضاً مصادر الرواية متعددة، ومنها صحيح أبو عبيدة من كتاب الكافي في الجزء الأول الصفحة رقم 241، كتاب بصائر الدرجات صفحة رقم 174، صحيح هشام بن سالم من كتاب الكافي في الجزء الأول الصفحة رقم 228، وغيرها.

وفاة فاطمة الزهراء الرواية الثالثة

ورواه هذه الرواية يقولون أن وفاة فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- جاء في الثالث من شهر جمادى الآخر، وهو اليوم التي تبدأ فيه الليالي الفاطِمية الثانية وحتى الخامس من هذا الشهر، ووفق الرواية تكون وَفاتها بعد وَفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- بنحو خمسة وتسعين يوماً، ومصادرها دلائل الإمامة في الصفحتين 45 و 46، وكتاب مسار الشيعة في الصفحة رقم 54، وكتاب مصباح المتهجد في الصفحة رقم 793، وغيرها.

شاهد أيضًا: كم كان عمر فاطمة الزهراء عند وفاتها

كم مرة ضحكت فاطمة الزهراء بعد وفاة ابيها

لم تضحك قط فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- بعد وفاة أبيها النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- بل أصابها الكدر والحزن الشديدان، وكان هذا سبب وفاتها، حيث أصيبت بالمرض الذي جلب لها الهزال حتى أصبح شديدة النحالة، غير قادر على الطعام والشراب، وهذه الرواية ذكرت عند الطائفة الشيعة، دون المجيء على ذكرها عند أهل السنة والجماعة، والله تعالى أعلم.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان وفاة فاطمة الزهراء عليها السلام متى وأين كانت والذي تعرفنا من خلاله على تاريخ وَفاة فَاطمة الزّهراء -رضي الله عنها- في أكثر من رواية، ومن أكثر من مصدر، مع ذكر قصة وَفاتها في المصادر الشيعية ومصادر أهل السنة والجماعة وكافة تفاصيل هذه الفاجعة.