هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء

هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، حيث يقوم المسلمون في يوم عرفة من موسم الحج بالوقوف على جبل عرفات، ويستغفرون فيه ربهم ويناجونه، ويستحب أن يكون المسلم على طهارة في هذه الوقفة العظيمة والقريبة من المولى -سبحانه وتعالى-، لذا يهتمّ موقع مقالاتي عبر هذا المقال ببيان ما إذا كان الغسل في يوم عـرفة يجـزئ عن الوضـوء.

هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء

إنّ غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء إذا ما كان قد توضأ قبل الاغتسال، وذلك ما كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يفعله، وأمّا من اغتسل استحبابًا دون وضوءٍ قبله فلا يجزئه ذلك، وذلك بإجماع أهل العلم دون الخلاف فيه، والمقصد بغسل الاستحباب هو سريان الماء على كافة الجسد، وهذا الغسل لا يكفي لينوب عن الوضوء، والله أعلم، وذلك لأنّ الوضوء ينبغي أن يكون على صفة مخصوصة كما ورد في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}،[1] وقد قال في ذلك الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:[2]

 إذا اغتسل بنية الوضوء، ولم يتوضأ، فإنه لا يجزئه عن الوضوء إلا إذا كان عن جنابة، فإن كان عن جنابة، فإن الغسل يكفي عن الوضوء، لقول الله -تبارك وتعالى-: (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) المائدة/6، ولم يذكر وضوءاً.
أما إذا كان اغتسل للتبرد أو لغسل الجمعة أو لغسل مستحب، فإنه لا يجزئه؛ لأن غسله ليس عن حدث.
والقاعدة إذاً: إذا كان الغسل عن حدث – أي: عن جنابة – أو امرأة عن حيض أجزأ عن الوضوء، وإلا فإنه لا يجزئ.

اقرأ أيضًا: هل دعاء يوم عرفة مستجاب

غسل يوم عرفة والوضوء السيستاني

كذلك ذكر فقهاء أهل الشيعة أنّ الاغتسال يوم عرفة والوضوء من السنن المستحبة، كذلك قال الإمام السيستاني: “غسل يوم العيدين الفطر والأضحى. ووقته من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والأفضل أن يؤتى به قبل صلاة العيد، وغسل اليوم الثامن والتاسع من ذي الحجّة الحرام. والأفضل في اليوم التاسع أن يؤتى به عند الزوال”.[3]

اقرأ أيضًا: خطبة عن فضل عشر ذي الحجة ويوم عرفة

الأعمال المستحبة يوم عرفة

شرع الدين الإسلاميّ للأمة بعض الأعمال التي سنّها لنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ولها الفضل العظيم، ومن هذه الأعمال:[4]

• الصيام: فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ“.[5]
• الإكثار من الذكر والدعاء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: “خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ وخيرُ ما قلتُ أنا والنبيُّون مِن قَبلي لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له له الملكُ له الحمدُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ”.[6]
• التكبير: ومن أشهر الصيغ للتكبير: “الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد”.

اقرأ أيضًا: فضائل صيام يوم عرفة وأفضل الأدعية التي تقال في يوم عرفة

الأغسال المستحبة في الإسلام

كذلك الخوض في بيان هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء يدفع المسلم إلى البحث عن الأغسال المستحبة في الإسلام، وهي:[7]

• غسل الدخول إلى الإسلام.
• الغسل من زوال العقل كالاستفاقة من إغماء.
• غسل يوم الجمعة.
• غسل العيدين.
• الغسل من تغسيل الميت.
• الغسل للإحرام.
• الغسل لدخول مكة المكرمة.
• الغسل يوم عرفة.

هل غسل يوم عرفة يجزئ عن الوضوء مقالٌ فيه تمّ بيان حكم الغسل يوم عرفة وبيّن فيما إذا كان هذا الغسل يجزئ عن الوضـوء، كما ختم المقال بذكر الأغسال المستحبة في الدين الإسلامي.