هل تضاعف الحسنات في عشر ذي الحجة

هل تضاعف الحسنات في عشر ذي الحجة ذلك العشر الذي جُعل الحج في أيامه ويوم عرفة واحدًا منهم، ذلك اليوم الذي يُباهي الله -تعالى- فيه بعباده الطائعين الذين أتوه شعثًا غبرًا، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الإجابة عن تساؤلات مضاعفة الحسنات يوم القيامة، وسيُضاء على فضل العشر الأوائل من شهر ذي الحجة وسنتعرف على هل الذنوب تتضاعف في عشر ذي الحجة.

متى تتضاعف الحسنات

إنّ الحسنة التي يأتي بها المسلم وعده الله -تبارك وتعالى- بمضاعفتها فقد قال جلّ وعلا في كتابه الكريم: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}،[1] وأمر مضاعفة الحسنات هو وعد من الله -تبارك وتعالى- أمّا السيئات فإنّها لا تُضاعف من جهد الكمية ولكنها قد تختلف بحسب الكيفية فالذنب مثلًا في مكة أعظم منه في غير أرض أو في المدينة، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: حكم التكبير في أيام العيدين و أيام عشر ذي الحجة

هل تضاعف الحسنات في عشر ذي الحجة

إنّ الحسنات تتضاعف في عشر ذي الحجة كما ثبت عند علماء أهل السنة والجماعة بأنّ الحسنة تتضاعف في المكان الفاضل والزمان الفاضل، فهي تتضاعف في شهر رمضان المبارك وتتضاعف في مكة المكرمة والله وحده يعلم كم ضوعفت، وقد روي عن الصحابي الليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما مِنْ أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ مِنْ هذهِ الأيامِ العشرِ فقالوا يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلمْ يرجعْ مِنْ ذلكَ بشيءٍ”،[3] وفي ذلك دليل واضح على أفضلية هذه الأيام على غيرها من الأيام، والله هو الأعلم بكل أمر.[4]

اقرأ أيضًا: أحاديث صحيحة عن فضل العشر الأوائل من ذي الحجة

هل الحسنات تمحو السيئات في العشر ذي الحجة

إنّ الحسنات تمحو السيئات في العشر من ذي الحجة وقد قال الله -تعالى- في كتابه الكريم في سورة هود: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ}،[5] وقد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ الحسنات يُذهبن السيئات وذكر فضل الصلاة في تلك المسألة فقال صلى الله عليه وسلم فيما روي عن الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه: “أنَّهُ سَمِعَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: أرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهَرًا ببابِ أحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فيه كُلَّ يَومٍ خَمْسًا، ما تَقُولُ ذلكَ يُبْقِي مِن دَرَنِهِ؟ قالوا: لا يُبْقِي مِن دَرَنِهِ شيئًا، قالَ: فَذلكَ مِثْلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا”،[6]

اقرأ أيضًا: هل يجوز صيام يوم الجمعة في العشر من ذي الحجة

فضل العشر الاوائل من ذي الحجة

إنّ للعشر الأوائل من ذي الحجة فضل جليل عظيم، ومن ذلك:

• أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد شهد بفضل هذه الأيام وذكر أنّ العمل الصالح فيها مفضل على غيرها من الأيام، فقال صلى الله عليه وسلم:  “ما مِنْ أيامٍ العملُ الصالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ مِنْ هذهِ الأيامِ العشرِ فقالوا يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلا رجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ فلمْ يرجعْ مِنْ ذلكَ بشيءٍ”.[3]
• إن في هذه الأيام يوم عرفة الذي ذكر في فضله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه من أكثر الأيام التي يعتق الله -تبارك وتعالى- فيه عباده من النار.
• إن في هذه الأيام العشر يوم النحر وهو من أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى.
• أنّ العلماء قد ذكروا في مقارنة بين فضل العشر الأواخر من رمضان وعشر ذي الحجة فقالوا إنّ عشر ذي الحجة خير في أيامه أي النهار وعشر رمضان خير في لياليهن فيه ليلة القدر.

مقالات مقترحة

نرشح لك قراءة هذه المقالات:

• ما هي أنواع التكبير في عشر ذي الحجة
• كيفية التكبير في عشر ذي الحجة
• هل صام الرسول العشر من ذي الحجة
• ماذا تفعل في أيام العشر من ذي الحجة

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل تضاعف الحسنات في عشر ذي الحجة وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على مسألة مضاعفة الحسنات في بعض الأماكن والأزمان، وما هو فضل عشر ذي الحجة على غيره من الأيام.