حكم الجمع بين الخوف والرجاء

حكم الجمع بين الخوف والرجاء

حكم الجمع بين الخوف والرجاء، فالعيادة الخالصة لوجه الله تعالى، تتطلب من المؤمن أن يراعي شروط الإيمان الحق، والمساواة بين فضائل العبادات على اختلافها، فلا يقصر منها ولا يغلو بإحداها على حساب الأخرى، وخير الأمور الاعتدال بها جميعها والتوفيق والجمع بينها وفقاً لما جاء به الشرع الإسلامي، ومنها لا يصح الجمع بينها، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على حكم الجمع بين عبادتي الخَوف والرّجاء في أقوال العلماء وبالدلائل الشرعية.

تعريف الخوف من الله

الخوف من الله تعالى هو عين الإيمان به، كمن يخاف ربه فلا يفعل كذا أو كذا، وأصل الخوف هو الخشية من الله وخشية عدم رضاه على المسلمين وغضبه عليهم، والخوف من الله تعالى هو رادع للمسلمين من فعل الشر وارتكاب المعاصي، ومأمن المسلم يوم القيامة، قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في الحديث القدسي: “قال اللهُ -عزَّ وجلَّ-: وعِزَّتي وجَلالي، لا أجمَعُ على عَبدي خَوفينِ، ولا أجمَعُ له أمنَينِ؛ إنْ أمِنَني في الدُّنيا أخَفْتُه يومَ القيامةِ، وإنْ خافَني في الدُّنيا، أمَّنْتُه يومَ القيامةِ”[1]

شاهد أيضًا: حكم القنوط واليأس من رحمة الله

تعريف الرجاء من الله

الرجاء من الله هو جزء من الإيمان الراسخ واليقين لدى المسلم برحمة الله تعالى وعفوه وغفرانه، قال رسول الله -عليه الصلاة والسلام- في الحديث القدسي: “قالَ اللَّهُ -تبارَكَ وتعالى- يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني، ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا، ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً”[2].

حكم الجمع بين الخوف والرجاء

الجمع بين الخوف والرجاء هو واجب على كل مسلم باعتدال، ويجمع معهما الحب لله تعالى، فطغيان الخوف على الرجاء أو العكس يؤدي إلى معصية، وإنما يجب الاعتدال بينهما، فالله يعبد بالمحبة والخوف والرجاء، إضافة إلى الاقتراب بالتذكير بأفضال الله تعالى وعظمته ومكارمه على عباده، وقد حدث العلماء والفقهاء من أهل السلف عن مغبة عدم الاعتدال في الرجاء والخوف، فقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى- في فتح الباري: “أي استحباب ذلك، فلا يقطع النظر في الرجاء عن الخوف، ولا في الخوف عن الرجاء، لئلا يفضي في الأول إلى المكر، وفي الثاني إلى القنوط، وكل منهما مذموم” وضرب مثلاً لذلك كمن غار في المعصية راجياً من الله تعالى عدم المؤاخذة بذلك، بغير ندم ولا إقلاع عنها.[3]

شاهد أيضًا: ما حكم تصديق الرسول في ما أخبر عنه في حادثة الإسراء

حكم الجمع بين الخوف والرجاء ابن باز

قال الإمام ابن باز -رحمه الله- بوجوب الجمع بين الخوف والرجاء لدى المسلم، كما قاله السابقون من أهل العلم، وجاء في فتواه عن ذلك ما يلي:[4]

فالواجب على المؤمن أن يكون أبدًا بين الخوف والرجاء، يخاف الله بسبب الذنوب، ويرجو رحمته جلَّ وعلا، لا ييأس، ولا يقنط، ولا يأمن، فخوفه من الذنوب يدعوه إلى التوبة إلى الله، والحذر منها، ومن مجالسة أهلها، ورجاء رحمة ربه يُوجب حُسن ظنه بالله، واستقامته على طاعة الله، والحذر من كلِّ ما يُغضبه جلَّ وعلا، هكذا كان الرسلُ -عليهم الصلاة والسلام-، وهكذا كان أتباعهم بإحسانٍ.

شاهد أيضًا: حكم الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي أو ترك الواجبات

الخوف والرجاء في القرآن

الخوف والرجاء هما من العبادات الجليلة عند الله تعالى، فالله يحب من يخافه، ويخشاه فلا يكون من الظالمين، فالخوف رادع للمسلم من الشرك والمعاصي وتعظيم لجلال الله -تبارك وتعالى-، وله مقام محموداً عنده، إذ قال في كتابه الحكيم: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}[5]، وهذا وعد عظيم وصدق الله تعالى ما وعد، وقد بشر الله تعالى عباده بالأمل لمن رجوه، وأبعدهم عن اليأس والقنوط، إذ قال -عز وجل- في كتابه العزيز: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}[6]، وهذا يفتح باب الأمل أمام التائبين الراجين لله تعالى أن يقبل توبتهم وهم خائفون من عظمته ومن غضبه عليهم جراء شر ذنوبهم، وطامعان بمغفرته بنية التوبة الصادقة.

فضل الجمع بين الخوف والرجاء 

إن فضل الجمع بين الخوف أن جمعها هو الإيمان بعينه، فمن جمع بينها أصاب ما أراد الله تعالى بها من عبده، وهذا ما أجمع عليه أهل العلم ممن قالوا إن الله يعبد بالمحبة والخوف والرجاء، والعبادة بها وحدها بشكل منفرد فيه إثم كبير قد لا يتنبه له الإنسان المسلم، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في تفسير فضل جمعها: ولهذا قال بعض السلف: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري [الحرورية: هم الخوارج]، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن”.[7]

شاهد أيضًا: ما هو حكم الايمان بالرسل

كيف يكون الجمع بين الخوف والرجاء 

إن الجمع بين الخوف والرجاء هو الواجب على المسلم، ويكون الجمع بينهما في الاعتدال كما بينا ذلك سابقاً بالأدلة الشرعة وأقوال العلماء، والاعتدال لا يكون في التقصير ولا بالغلو، وإنما بالتوفيق بينهما، ولكل من هذه العبادات مقامها في مجالات مختلفة، وقد ذكر أهل السلف معنى الاعتدال، ممن آتاهم الله تعالى العلم بما فسروه من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقال ابن قدامة -رحمه الله تعالى- في كتاب مختصر منهاج القاصدين في ذلك: “والخوف والرجاء دواءان يداوى بهما القلوب، ففضلهما بحسب الداء الموجود، فإن كان الغالب على القلب الأمن من مكر الله، فالخوف أفضل، وكذلك إن كان الغالب على العبد المعصية، وإن كان الغالب عليه اليأس والقنوط، فالرجاء أفضل”.[7]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم الجمع بين الخوف والرجاء، والذي تعرفنا من خلاله على معنى هاتين العبادتين وحكم الجمع بينهما، كما تعرفنا على ذكرهما في القرآن الكريم والفضل في جمعهما.

المراجع

  1. ^ تخريج منهاج القاصدين , أبو هريرة، شعيب الأرناؤوط، 305، سنده حسن
  2. ^ صحيح الترمذي , أنس بن مالك، الألباني، 3540، صحيح
  3. ^ islamweb.net , الجمع بين الخوف والرجاء في العبادة , 06/05/2022
  4. ^ binbaz.org.sa , 158 باب الجمع بين الخوف والرجاء , 06/05/2022
  5. ^ سورة الرحمن  , الآية 46
  6. ^ سورة الزمر , الآية 53 
  7. ^ islamweb.net , عبادة الله لا تتم إلا بالحب والخوف والرجاء , 06/05/2022

اسئله عامه ، اسئله ثقافيه ، اسئلة مسابقات ، اسئلة ذكاء ، اسئلة دينية ، اسئلة محرجه ، اسئلة كرسي الاعتراف ، اسئلة للاطفال ، يوزرات انستا ، مقدمة بحث ، خاتمة بحث ، مقدمه وخاتمه انجليزي ، الغاز وحلول ، الغاز مع الحل ـ لغز صعب ، الغاز صعبه ، الغاز سهله ، الغاز مضحكة ، نكت مضحكة قصيرة ، نكت تحشيش ، لو خيروك ، اسماء قروبات ، اسماء حسابات تيك توك ، دعاء التوبة من الذنب المتكرر ، عبارات يوم الجمعه ، باقات سوا مكالمات فقط لمدة شهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *