حكم نكاح التحليل

حكم نكاح التحليل، فالنكاح له عدة حالات في الشرع الإسلامي، ومنها ما هو نكاح صحيح مكلل بالروابط والأحكام الشرعية، ومنن ما هو مذموم ومحرم، ولا يصح في حالاته المختلفة، وقد أوضح الشرع ذلك استناداً إلى القرآن الكريم، وما ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- من أحكام عن ذلك في الأحاديث الصحيحة، ومن أمثلة النكاح الذي أفتى به الشرع، يأتي نكاح التحليل، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على ما هو نكاح التحليل ونقف على استبيان حكمه. 

ما هو نكاح التحليل

نكاح التحليل هو عقد له صور متعددة، يتم من خلاله استئجار شخص ليقوم بالزواج من امرأة، ويدخل بها ثم يطلقها حتى تعود لزوجها السابق، ويلجأ الناس إلى نكاح التحليل في حال قام الزوج بتطليق زوجته ثلاث طلقات صحيحة، فعندها لا تحل له كما أوضح الشرع الذي أتى به نبينا -عليه الصلاة والسلام- بما أوحى له الله، وتعتبر حينها أجنبية عليه، وحتى تحل له مرة أخرى، يجب أن تتزوج من شخص آخر ويدخل بها، وإذا طلقها زوجها الثاني، تعود لتحل إلى زوجها الأول، ولذلك يقوم أحد الطرفين باستئجار شخص لهذه الغاية، وهذا ما يسمى نكاح التحليل.[1]

شاهد أيضًا: حكم الطلاق بدون سبب

حكم نكاح التحليل

نكاح التحليل ورد فيه تحريم قطعي وعقده هو عقد باطل وفاسد، فهذا يعتبر تحايل على شرع الله تعالى من قبل المطلقين باستئجار ذلك الشخص الذي يقوم بتزوج المرأة والدخول عليها ثم تطليقها، وهذا يعتبر عقد باطل، وحتى يكون العقد صحيح، يجب على المرأة أن تبقى في كنف زوجها الثاني حتى يطلقها من تلقاء نفسه أو يموت، وقد وصف النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا الشخص الذي يقوم بالعقد على المرأة بنكاح التحليل باسم “التيس المستعار” في أحد الأحاديث التي رواها ابن ماجة، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه، وأما عن دليل تحريم نكاح التحليل، فنذكر ما رواه عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- إذ قال: “لعنَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- المُحِلَّ والمُحلَّلَ لَهُ”[2].[1]

شاهد أيضًا: هل يقع الطلاق في الحيض

حكم زواج التحليل إسلام ويب

جاء ذكر حكم نكاح التحليل في الفتوى رقم 38431 على موقع إسلام ويب، وجاء في نص الفتوى بما استشهدوا به من أقوال السلف، ما يلي:[3]

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (3/100): (نكاح المحلل حرام باطل لا يفيد الحل، وصورته أن الرجل إذا طلق امرأته ثلاثاً، فإنها تحرم عليه حتى تنكح زوجاً غيره، كما ذكر الله تعالى في كتابه، وكما جاءت به سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وأجمعت عليه أمته، فإذا تزوجها رجل بنية أن يطلقها لتحل لزوجها الأول، كان هذا النكاح حراماً باطلاً، سواء عزم بعد ذلك على إمساكها أو فراقها، وسواء شرط عليه ذلك في عقد النكاح أو شرط عليه قبل العقد…) انتهى.

شاهد أيضًا: حكم زواج المسيار ابن عثيمين

طريقة تحليل الزوجة بعد الطلاق

لا يوجد طريقة تحليل الزوجة بعد الطلاق الثالث سوى زواجها وطلاقها من غيره بغير نية نكاح التحليل حتى لا يصيبوا الحرام، فعلى المرأة أم ترضى بحكم الله تعالى وشرعه، فإذا تزوجت غير زوجها الأول الذي طلقها ثلاث مرات، فلا يجوز لها أن تلجأ إلى حيلة نكاح التحليل، ولا يجوز أن تكلم زوجها السابق فهو أصبح أجنبياً عليها وكلامها معه غير جائز، وإنما تحل لزوجها الأول إذا اختلف مع زوجها الثاني، وتطلقت منه دون أن تكون متقصدة ذلك، أو إذا توفاه الله تعالى فتمسك عدتها الشرعية، وبعدها تحل لزوجها الأول، وكل ما عدا ذلك لا يجوز، والله أعلم.[4]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان حكم نكاح التحليل، والذي وقفنا من خلاله على استبيان هذه المسألة الشرعية في أكثر من قول، بعد أن تعرفنا على ما المقصود بنكاح التحليل، وذكرنا طريقة تحليل الزوجة بعد الطلاق وفق الشرع.