ما هو حكم دخول غير المسلمين مكة

ما هو حكم دخول غير المسلمين مكة هو من الأحكام التي تتعلق بأقدس الأماكن التي أمر الله بإجلالها فهي تحوي بيت الله الحرام، ولذلك جاء فيه العديد من النصوص التشريعية التي تتعلق بهذا الحكم سواء في القرآن الكريم أو في أحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- والتي اعتمد عليها العلماء في فتواهم في هذه المسألة، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقف على استبيان هذه المسألة الشرعية في أكثر من قول من أقوال أهل العلم.

حكم دخول غير المسلمين مكة

لا يجوز دخول غير المسلمين حرم مكة، وحتى لو كان ماراً مرور الكرام، فيخالفوا بذلك أمر الله تعالى، إذ قل جلا وعلا في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَٰذَا ۚ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاءَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[1]، ولذلك يتم إبعادهم عن المسجد الحرام والمدينة برمتها، وهذا لا يشمل قوم بعينهم نحو النصارى واليهود فقط، بل يشمل كل ما هو غير مسلم، كما أن هذا جزء من وصية النبي -عليه الصلاة والسلام- الذي أمر المسلمين في آخر وصاياه  بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم الاحتجاج بالقدر على فعل المعاصي أو ترك الواجبات

حكم دخول غير المسلمين مكة والمدينة

إن دخول غير المسلمين إلى مكة هو أمر غير جائز شرعاً  فيه أطهر بيوت الأرض وهو بيت الله الحرام، وأما المدينة المنورة، وبالرغم من أنها حرماً، فيجوز دخول غير المسلمين إليها شريطة أن لا يمكثوا أو يقيموا بها، فهي من ضمن جزيرة العرب التي أوصى النبي -عليه الصلاة والسلام- بإخراج المشركين منها فلا يُنجسوها أو يُدنسوها، ولذلك أفتى العلماء بما ورد عن أحاديث أهل السلف وبعض الصحابة رضوان عليهم- من أنه لا يجوز لهم دخولها إلى إذا كانوا مسافرين، والله أعلم.[2]

شاهد أيضًا: حكم من أفطر في رمضان عمدا ثم تاب

حكم دخول غير المسلمين مكة في أقوال العلماء

إن دخول غير المسلمين مكة هو محط خلاف بين العلماء والمذاهب الفقهية، وقد تفاوتت فتواهم في هذا الأمر، والتي يمكن تلخيص أهمها فيما يلي:[3]

• الشافعية: قال الإمام النووي -رحمه الله- في المجموع بعدم جواز دخوله سواء كان ماراً أو مقيماً.
• المالكية: قال الدسوقي -رحمه الله- يجوز لهم المرور والاجتياز ولو كان بغير حاجة.
• الأحناف: قال أبو حنيفة -رحمه الله- أنه يجوز لهم المرور ودخول الكعبة، وليس لهم الاستيطان والإقامة.
• الحنابلة: قال الإمام ابن قدامة -رحمه الله- في كتابه المغني أنه لا يجوز لهم دخوله بأي حال.
• اللجنة الدائمة للإفتاء: لا يجوز دخول الكفار، ولا يجوز المسلمين السماح لهم بذلك.

حدود الحرم المكي لغير المسلمين

حدود الحرم المكي لغير المسلمين وفق ما أفتى بها العلماء، فهر لا تشكل حرم المسجد الحرام فقط، وإنما تشمل كل المنطقة المحيطة بها مما يقام بها من شعائر خاصة بالمسلمين، وهذا يشمل كل ما له علاقة بالحرم المكي نحو مكة ومنى ومزدلفة وجزءا من الشرائع، فعي الأجزاء التي يتم بها المسلمون شعائر الحج إلى بيت الله الحرام وتدخل جميعها في التحريم الذي حرمه الله تعالى على قول العلماء.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز دخول ساحة الحرم المكي للحائض

الحكمة من منع غير المسلمين دخول مكة

الحكمة من منع غير المسلمين دخول مكة أن مكة أطهر بقاع الأرض ولا يجوز لم حلل ما حرم الله أن يدخلوها، فالله تعالى منع العديد من أعمال اليهود والنصارى وغيرهم التي تفضي إلى القذارة في بعض الأحيان وخلاف شرع الله، فمنهم من يأكل الميتة ولحم الخنزير ويتباهون بالزنا والموبقات ويعملون بالربا وغيرها من المعاصي، إضافة إلى الكبائر التي يفعلونها نحو الإشراك بالله والعياذ بالله، ودخولهم الحرم المكي، أو حتى مكة، فهو تدنيس لهذا المدينة التي تحتوي أطهر بيوت الأرض وهي بيت الله الحرام، كما دخل الصهاينة اليهود المسجد الأقصى المبارك ودنسوه.[4]

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هو حكم دخول غير المسلمين مكة، والذي وقفنا من خلاله على استبيان هذه المسألة الشرعية في أقوال أهل العلم والحكمة من منعهم من دخول الحرم، كما تعرفنا على حدود الحرم المكي لغير المسلمين وحكم دخول المدينة المنورة لهم.