ما هو القزع المنهي عنه وما هي أنواعه وحكمه

ما هو القزع المنهي عنه وما هي أنواعه وحكمه في الشريعة الإسلامية، فللإسلام مجموعة من الضوابط التي لا يُمكن لأي كان أن يخرقها، ولا بدّ من الإحاطة بمجموعة الأحكام التي تخص حياة المسلم اليومية، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع الحكم الشرعي لحلاقة الشعر على شكل قزع وما هي علة النهي عن تلك الحلاقة في لشريعة الإسلامية خاصّة أنّه ليس في ذلك إيذاء للآخرين.

ما هو القزع المنهي عنه

القزع المنهي عنه في الإسلام هو أن يحلق المسلم رأس الصبي ويترك بعضًا من الشعر متفرقًا هنا وهناك، وقال المرداوي في كتاب الإنصاف في تعريف القزع: “أخذ بعض الرأس، وترك بعضه على الصحيح من المذهب، وقاله الإمام أحمد، وعليه جمهور الأصحاب”، لذلك فقد قال العلماء إنّ جميع حلق بعض الرأس وترك بعضه الآخر يأخذ حكم القزع، ولو قصر بعضه وترك بعضه الآخر فهو في معنى القزع.[1]

أنواع القزع

ذكر ابن القيم في مسألة أنواع القزع ما يلي:[1]

• أن يحلق من الرأس مواضع معينة من هنا ومن هنا ويترك باقي رأسه، ومأخوذة هي من تقزع السحاب أي تقطعه.
• أن يحلق وسط الشعر ويترك جوانبه، وهذه الحلاقة مأخوذة من النصارى وبالأخص شماسة النصارى.
• أن يحلق جوانب الشعر ويترك وسطه وهو ما يفعله الأوباش من النّاس والسفلة منهم.
• أن يحلق مقدمة الشعر ويترك مؤخرته.

شاهد أيضًا: هل يجب حلق شعر الابط والعانة قبل العمرة

حكم القزع

اختلف العلماء في مسألة حكم القزع إلى قولين وهما:[1]

• القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ حلاقة القزع مكروهة وهو مذهب الشافعية ومذهب الحنبلية ونقل عن الإجماع كراهة ذلك الفعل.
• القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى تحريم القزع لأنّ نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فعل أمرٍ ما هو تحريم لذلك الفعل، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في المسألة: “من كمال محبة الله ورسوله للعدل، فإنه أمر به حتى في شأن الإنسان مع نفسه، فنهاه أن يحلق بعض رأسه، ويترك بعضه؛ لأنه ظلم للرأس حيث ترك بعضه كاسيا، وبعضه عاريًا”.

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الساعة في العمرة

هل تدريج الشعر قزع

إنّ تدريج الشعر بمعنى الحلاقة بحيث يقص الشعر من على الجوانب من أجل تخفيفها لا مانع منه؛ لأنّه لا يأخذ حكم القزع، إذ معنى القزع هو أن يأخذ بعض الشعر ويترك بعضه الآخر، إلا أن تكون تلك الحلاقة تشبهًا بأهل الفسق والفجور فإنّ ذلك يكون غير جائز، والله هو الأعلم بالصواب.[2]

علة النهي عن القزع

إنّ سبب النهي عن حلاقة القزع بسبب أنّ فعله هو تشبه بالكفار، ولو كان الغرض من الحلاقة هو التشبه بالكفار بشكل مباشر فإنّ الحلاقة تكون محرمة حتى عند مَن قال بكراهتها، إذ مَن تشبه بقومٍ فهو منهم كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله هو الأعلم بالصواب.[1]

شاهد أيضًا: حكم لبس السلاسل للرجال

هل القزع يبطل الصلاة

إنّ حلاقة القزع لا علاقة لها بالصلاة ولا يُنهى عن الصلاة حالق القزع بل إنّ صلاته صحيحة ولا شيء عليه من هذه الناحية، وقال جمع من العلماء في المسألة: “فإن صاحب القزع -الذي يتعمد حلق بعض رأسه وترك بعضه- صلاته جائزة وصحيحة، ولا إثم عليه، وإن كان فعَل مكروهًا؛ لأن المكروه -كما قال العلماء- يطلب تركه لا على سبيل الحتم والإلزام. وهو يقابل السنة، فيثاب تاركه ولا يعاقب فاعله”، فالله هو الأعلم بالصواب.[3]

ما هو حكم إطالة شعر الرجل

إنّ حكم إطالة شعر الرجل ليس من السنة التي يؤجر المسلم عليها، وقد أطال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شعره ثم قصّه، وقد أمر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أن يُكرم الشعر، والأمر يرجع إلى عادة البلد أي هو ليس من المأمور به أو المنهي عنه، وقد ذكر ابن عثيمين -رحمه الله- في فتوى له: “إطالة شعر الرأس لا بأس به ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم له شعر يقرب أحيانا إلى منكبيه ، فهو على الأصل ، لا بأس به ، ولكن مع ذلك هو خاضع للعادات والعرف ، فإذا جرى العرف واستقرت العادة بأنه لا يستعمل هذا الشيء إلا طائفة معينة نازلة في عادات الناس وأعرافهم ؛ فلا ينبغي لذوي المروءة أن يستعملوا إطالة الشعر حيث إنه لدى الناس وعاداتهم وأعرافهم لا يكون إلا من ذوي المنزلة السافلة”.[4]

الفرق بين القزع والتخفيف

إنّ الفرق بين القزع والتخفيف أنّ القزع هو حلق بعض الرأس وترك بعضه الآخر، أمّا التخفيف فهو أن يُخفف جوانب الرأس ويترك الوسط أو يخفف شيئًا يسيرًا فهذا لا يدخل في مسألة القزع، أمّا لو كان التقصير كثيرًا فإنّه يدخل في باب القزع ويكون من التشبه بالكفار الملعونين، إذ الحلاقة بهذه الطريقة هي من سمات الكفرة وليست من سمات أهل العلم والمنفعة والعدالة، والله أعلم.[5]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما هو القزع المنهي عنه وما هي أنواعه وحكمه وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في المسألة، وأضأنا على مجموعة الأحكام الخاصة بالقزع وما هو سبب تحريمها في الإسلام وما هو أنواع القزع ونحو ذلك.