هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته

إذا كان المتوفي يتبع ملة أو طائفة من طوائف الشيعة لا تشرك بالله تعالى أحد فيجوز الترحم عليه، أمّا في حال كان المتوفي قد أشرك بالله تعالى فلا يجوز الترحم عليه سواء أكان من الطائفة الشيعية أو غيرها من الطوائف، فقد أوصى الدين الإسلامي المسلمون بالترحم على الموتى الذين ماتوا على الدين الإسلامي وكانوا يُظهرون إسلامهم، حتى ولو كانت أعمالهم تُظهر شيء من الفسق، وبذلك نستنتج أنّه:[2]

إنَّ الترحم على الشيعي بعد وفاته هو أمر جائز في حال لم يشرك بالله تعالى.

شاهد أيضًا: هل يجوز افطر وانا صايمه قضاء

هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته ابن باز

أشار الإمام ابن باز في فتواه حول جواز الترحم على الشيعي إلى تنوع وتعدد أقسام الشيعة، ويوجد قسم من هؤلاء هم أهل بدعة بعضهم من وصلت فيهم بدعتهم حدّ الشرك بالله، وبعضهم الآخر لم تصل، ومنه فقد أجاز الترحم على من كانت بدعتهم غير مُكفرة ولا تصل لحد الشرك هو أمر جائز ولا حرج فيه.[3]

هل يجوز الترحم على الشيعة إسلام ويب

يجوز الترحم على أهل البدع إن كانت بدعتهم غير مكفرة، كما يجوز الصلاة على جنازتهم، أمّا في حال كانت بدعتهم مكفرة فمن مات منهم على ذلك، فلا يجوز الترحم عليه، لقوله تعالى: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ}.[4] وقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.[5][6]

ما هو حكم الترحم على الشيعي

ينقسم الشّيعة إلى قسمين القسم الأول الغلاة الخارجون عن الملّة باتّفاق أهل العلم، وهؤلاء لا يجوز التّرحّم عليهم أبداً لأنّهم ليسوا مسلمين، أمّا القسم الثاني فيبتدع ويتفاوت في بدعته إلّا أنّ بدعة لم تُخرجه عن الملة وبالتالي يجوز الترحم عليهم.

هل يجوز تقديم التعزية للشيعة

أباح الدين الإسلامي على المُسلمين تقديم التعزية من هم من غير المُسلمين من أهل الكتاب، إلَّا أنَّه نهى عن الترحم عليهم، ونستدل من هذا أنّ تعزية الشيعة هو أمرٌ جائز في الإسلام، فلم يجد الإسلام سببًا لمنع مواساة وتعزية أهل الفقيد حتى في حال كان الفقيد من أهل البدعة أو الفسوق، وعلى ذلك فإنَ تعزية الشيعة هو أمر جائز حتى لو كان الميت من أهل البدع.

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع صلاة الجمعة مع العصر للمسافر

ما حكم تكفير الشيعة

تختلف معتقدات وبدع الشيعة من فريقٍ إلى آخر، حيث ينقسم الشيعة إلى ما يقارب اثني وعشرين قسم وفريق، فبعض هذه الفرق بعيد كل البعد عن السنّة النبوية الشريفة، حتّى أنّه وصل إلى حد الشرك ومنهم من يتّبع تعاليم الأحكام الإسلامية لكنَّ في معتقداته بعض الابتداع إلّا أنّه لم يشرك بالله، وبالمجمل لا يجوز تكفير أي شخص إلّا في حال ثبتت حجة التكفير على الشخص في القرآن والسنة فلا حرج في تكفيره، وغير ذلك فهو غير جائز.

هل يجوز الترحم على أهل البدع

يجوز الترحم على أهل البدع من المُسلمين وذلك في حال لم تصل فيهم البدعة إلى حد الشرك بالله، فإنَّ بعض البدع التي يقوم بها بعض الناس لا تصل في مُقتضاها إلى حد الكفر بالله تعالى، أمَّا من تصل بهم البدع إلى الإشراك بالله تعالى والكفر به فلا يجوز الترحم عليهم في هذه الحالة، ويمكن أن يُدعى لهم في حياتهم بالصلاح والهداية إلى الصراط المستقيم.

هل يجوز الترحم على غير المسلمين

أجمع أهل العلم بعدم جواز الدّعاء للكفّار والتّرحّم عليهم، مهما كانت ملّتهم، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.[7] ونستدل من هذه الآية الكريمة أنّ الترحم على الكافر والصّلاة عليه من الأمور التي حرّمها الدين الإسلامي، وقد روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- في حديثٍ رواه عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أنْ أسْتَغْفِرَ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، واسْتَأْذَنْتُهُ أنْ أزُورَ قَبْرَها فأذِنَ لِي).[8] على الرغم من أنّها توفّيت قبل الإسلام.

شاهد أيضًا: هل يجوز شرب الماء والمؤذن يؤذن

هل يجوز الترحم على الموتى العصاة

إنَّ الترحم على كل من مات وهو على كلمة التوحيد هو أمرٌ جائزٌ في الدين الإسلامي، حيث أنَّه لا حرج في الترحم والدعاء على كل مُسلم موحد سواء أكان هذا الشخص من العُصاة أو من أصحاب الذنوب والخطايا الكثيرة، كما أنه من الجدير بالذكر أنّ العُصاة من المُسلمين هم الأكثر حاجة إلى الترحم والدعاء بالمغفرة من غيرهم من المُسلمين.[9]

هل يجوز الترحم على المنتحر

إنَّ الترحم على المُنتحر هو أمر جائز، فالمنتحر أو قاتل النفس من المُسلمين لا يعتبر كافر إلَّا أنَّ عمله يُعتبر ذنبًا ومعصيةً، إلَّا أنَّ فعل الانتحار لا يُخرج المرء من ملَّة الإسلام، ونرتكز على ذلك من رأي الشيخ ابن باز في قوله: “قاتل نفسه يغسل ويصلى عليه ويدفن مع المسلمين، لأنه عاص وهو ليس بكافر، لأن قتل النفس معصية وليس بكفر”.[10]

بهذا نكون قد أجبنا على استفسار هل يجوز الترحم على الشيعي بعد وفاته وهو أمرٌ جائزٌ في حال لم يشرك بالله تعالى، كما تحدث المقال عن مشروعية الترحم على أهل البدع وعلى العصاة من غير المسلمين، بالإضافة إلى مشروعية الترحم على المنتحر.