هل يجوز قطع صيام الست من شوال

هل يجوز قطع صيام الست من شوال، فمع انتهاء شهر رمضان الفضيل وقدوم شهر شوال، يسارع المسلمون إلى صيام الست من شوال من باب زيادة الحسنات وتكملة للفضل الكبير الذي أتمه الله تعالى على عباده بصيام الشهر الفضيل، ولذلك يسأل المسلمون عن الكثير من المسائل الشرعية التي تخص هذا الصيام المبارك، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نقف على استبيان هذه المسألة الشرعية وما هو حكم قطع صيام الست من شوال وما يتعلق بذلك.

هل يجوز قطع صيام الست من شوال

يجوز قطع صيام الست من شوال على الراجح في أقوال العلماء، مع وجود تفصيل لذلك في كل المذاهب، وأما عن دليل ذلك، ما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- إذ قال: {صنَعتُ للنَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- طعامًا فلَمَّا وضعَ قالَ رجلٌ أَنا صائمٌ، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- دعاكَ أخوكَ وتَكَلَّفَ لَكَ أفطِرْ وصُمْ مَكانَهُ إن شئتَ}[1]، ويذكر أن هذه المسألة الشرعية هي محط خلاف بين أئمة المذاهب الأربعة، وعليه فهناك قولان وفق التالي:

• القول الأول: وهو عند الشافعية والحنابلة، وقد أفتوا أنه يجوز قطع صيام الست من شوال من باب أنه سنة نافلة، وليست فرض عين على المسلم، والله أعلم.
• القول الثاني: وهو عند جمهور المالكية والحنفية، وقد أفتوا أنه لا يجوز قطع صيام الست من شوال، ومن شرع بصيامها يجب أن عليه يتمها، وإن قطعها لعذر ما، يتوجب عليه قضاء ما قطعه، والله أعلم.

اقرأ أيضًا: حكم الإفطار في صيام ست من شوال

حكم عدم إكمال صيام الست من شوال

يجوز شرعاً عدم إكمال صيام الست من شوال، وهذا القول الراجح عند غالبية أهل العلم والفقهاء، فهو ليس بفريضة واجبة على الإنسان، وإنما هي من السنن المستحبة التي يراد بها الزيادة على ثواب الشهر الفضيل، ومن تركها لسبب شرعي ما، يجوز له قضاؤها إن شاء ذلك، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: دعاء العتق من النار في العشر الأواخر من رمضان

هل يجوز قطع صيام الست من شوال ابن باز 

في ما أفتى به الإمام ابن باز -رحمه الله- عن هذه المسألة الشرعية، جاء التالي:[2]

صيام الأيام الستة من شوال عبادة مستحبة غير واجبة، فلك أجر ما صمت منها، ويرجى لك أجرها كاملة إذا كان المانع لك من إكمالها عذرًا شرعيًا؛ لقول النبي ﷺ: إذا مرض العبد، أو سافر كتب الله له ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا، رواه البخاري في صحيحه. وليس عليك قضاء لما تركت منها. والله الموفق.

اقرأ أيضًا: دعاء العتق من النار في العشر الأواخر من رمضان

هل يجوز صيام الست من شوال متفرقة

يجوز صيام الست من شوال متفرقة، وهذا ما أفتى به غالبية جمهور العلماء في كافة المذاهب، ومن ذلك نذكر ما أفتى به الإمام ابن باز -رحمه الله- وفق الآتي:[3]

فقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: من صام رمضان، ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر، خرجه الإمام مسلم في صحيحه، وهذه الست ليس لها أيام معدودة معينة، بل يختارها المؤمن من جميع الشهر، فإن شاء صامها في أوله، وإن شاء صامها في أثنائه، وإن شاء صامها في آخره، وإن شاء فرقها، صام بعضها في أوله، وبعضها في وسطه، وبعضها في آخره، الأمر واسع بحمد الله، وإن بادر إليها، وتابعها في أول الشهر كان ذلك أفضل من باب المسارعة إلى الخير.

شاهد أيضًا:هل يجوز صيام الست من شوال قبل القضاء

هل يشرع صيام الست من شوال لمن عليه قضاء؟

هناك رأيان في هذه المسألة الشرعية، وفي سبيل توضيح المسألة الشرعية كما ورد عن أهل العلم، نذكر هذين الرأيين من المصدر كما يلي:

هل يشرع صيام الست من شوال لمن عليه قضاء ابن باز

في خلاصة حكم هذه المسألة الشرعية للإمام ابن باز، ذكر أنه لا يشرع صيام الست من شوال لمن عليه قضاء، فمن صام رمضان، وأفطر فيه وتوجب عليه القضاء، يجب أن يقضي ما عليه أولاً، فالفريضة التي شرعها الله، أولى من السنة التي شرعها النبي، وإنما صيام الست من شوال هو سنة مستحبة، وعليه يجب على المؤمن أن يقضي ما فاته من الفروض، ومن ثم له الحق في الاجتهاد بالسنن.[4]

هل يشرع صيام الست من شوال لمن عليه قضاء إسلام ويب

فيما صدر عن العلماء في الفتوى رقم 41356 على موقع إسلام ويب، حول هذه المسألة الشرعية، جاء التالي:[5]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه. أما بعد: البدء بصيام ست من شوال قبل قضاء رمضان صحيح على مذهب جمهور العلماء، وجائز بلا كراهة عند الحنفية ومع الكراهة عند المالكية والشافعية. والراجح أنه جائز بلا كركراهة؛أن القضاء موسع يجوز فيه التراخي، وصيام الست قد يفوت فيفوت فضله. وراجع لذلك الفتويين التاليتين: 3718 ورقم: 3357 أما تشريك النية بين صيام الست والقضاء، فلا يصح على الراجح من قولي العلماء، وتجد تعليل ذلك في الفتوى رقم: 7273 والله أعلم.

مقالات مقترحة

نرشح لكم أيضًا قراءة المقالات التالية:

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان هل يجوز قطع صيام الست من شوال، والذي تعرفنا من خلاله على حكم هذه المسألة الشرعية في أكثر من رأي من آراء العلماء في المذاهب الأربعة، كما بينا الأوجه المختلفة لها.