حكم صلاة العيد للحائض في المسجد

حكم صلاة العيد للحائض في المسجد؛ حيث إنّ للحائض أحكامًا خاصة في دخول المساجد؛ لأنّها خارج إطار الطهارة التي تسمح لها بأداء بعض العبادات، لذلك فإنّ موقع مقالاتي سيقف مع حكم حضور صلاة العيد للحائض وما رأي علماء أهل السنة والجماعة في تلك المسألة، وسيُضاء على بعض من الأحكام الخاصة بصلاة العيد مثل وقتها وكيفيتها وحكمها في المذاهب الأربعة.

حكم صلاة العيد للحائض في المسجد

لا يجوز أداء صلاة العيد للحائض في المسجد ولا في غيره؛ لأنّ الصلاة تحرم عليها أثناء العادة الشهرية، ولكن لها أن تحضر صلاة العيد في المسجد من أجل سماع الخطبة أو سماع الدعاء ونحو ذلك، أمّا أن تصلي فهذا غير جائز لها على الإطلاق، وقد ورد في ذلك أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر بإخراج العواتق والحيّض وذوات الخدور إلى صلاة العيد يشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيّض المصلى، والله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل صلاة العيد فرض كفاية أم فرض عين

حكم صلاة العيد

شُرعت صلة العيد في الإسلام للنساء والرجال، وما يأتي تفصيل حكمها لكل من الرجال والنساء:

حكم صلاة العيد للرجال

اختلف العلماء في حكم صلاة العيد بالنسبة للرجال إلى ثلاثة أقوال وهي:[2]

• القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ صلاة العيد هي سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى هذا القول ذهب أصحاب المذهب المالكي والمذهب الشافعي.
• القول الثاني: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ صلاة العيد هي فرض كفاية إن قام به البعض سقط عن الباقين، وإلى هذا القول ذهب أصحاب المذهب الحنبلي.
• القول الثالث: ذهب أصحاب هذا القول إلى أنّ صلاة العيد واجبة على كل إنسان مسلم، أي إنّها تجب على كل رجل، وأمّا مَن تركها فإنّه يأثم بذلك الفعل، واختار شيخ الإسلام ابني تيمة هذا القول وكذلك الشوكاني.

حكم صلاة العيد للنساء

إنّ حكم صلاة العيد للنساء هو سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو ما ذهب إليه أصحاب المذهب المالكي والمذهب الشافعي وهو رواية عن الإمام أحمد بن حنبل، واختاره ابن عثيمين -رحمه الله-، وحجتهم في ذلك قول أم عطية -رضي الله عنها-: “كنَّا نُؤمَر أن نَخرُجَ يوم العيدِ، حتى تَخرُجَ البكرُ من خِدرهِا، وحتى يَخرجَ الحُيَّضُ فيكُنَّ خلفَ الناس، فيُكبِّرْنَ بتكبيرِهم، ويَدْعونَ بدعائِهم؛ يرجونَ بركةَ ذلك اليومِ وطُهرتَه”، والله أعلم.[3]

شاهد أيضًا: حكم صلاة العيد في البيت

حكم صلاة العيدين في المذاهب الأربعة

اختلف أصحاب المذاهب الأربعة في حكم صلاة العيد، وفصلوها فيما يلي:[4]

• الشافعية: رأى الشافعيون أنّ حكم صلاة العيد هو سنة مؤكدة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحق كل إنسان وجبت الصلاة عليه وأمر بها، وصلاة العيد مسنونة جماعة ولكن لغير الحاج، أما الحاج فيُمكن له أن يؤديها بشكل منفرد.
• المالكية: إنّ حكم صلاة العيد عند المالكية سنة مؤكدة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وتُعد صلاة العيد لازمة لمن وجبت عليه صلاة الجمعة، وأمّا لغيره من الصبيان والعبيد فهي مندوبة.
• الحنفية: ذكر الحنفية في مذهبهم أنّ صلاة العيد هي واجبة على كلّ مَن وجبت عليه الجُمَع، ومَن تركها من غير عذر فإنّه يأثم.
• الحنابلة: ذكر الحنابلة في مذهبهم أنّ حكم صلاة العيد هو فرض كفاية على كل مسلم بالغ عاقل راشد قد وجب عليه أداء صلاة الجمعة، ويُسن أداء صلاة العيد في البيت منفردًا إن هي فاتته جماعة.

كيفية صلاة العيد

تُؤدى صلاة العيد كما صلاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ركعتان وتفصيل الطريقة فيما يلي:[5]

• يكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات ما عدا تكبيرة الإحرام، فيقرأ في الركعة الأولى سورة الأعلى أو سورة ق بعد سورة الفاتحة.
• يكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات، ويقرأ فيها سورة الغاشية أو سورة القمر.

اقرأ أيضًا: شرح كيفية صلاة العيد للرجال والنساء بالتفصيل

وقت صلاة العيد

إنّ أول وقت أداء صلاة العيد يكون حين ارتفاع الشمس قدر رمح وهو ما ذهب إليه أصحاب الحنفي والمالكي والحنبلي وهو كذلك وجه عند الشافعية، والدليل على ذلك ما روي عن الصحابي الجليل عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أنّه قال: “ثلاثُ ساعاتٍ كان رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يَنهانا أنْ نُصلِّي فيهنَّ، أو أنْ نَقبُرَ فيهنَّ موتانا: حين تَطلُعُ الشمسُ بازغةً حتى ترتفِعَ، وحين يقومُ قائمُ الظهيرةِ حتى تميلَ الشَّمسُ، وحين تَضيَّفُ الشمسُ للغروبِ حتى تَغرُبَ”، والله أعلم.[6]

بذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم صلاة العيد للحائض في المسجد وذكرنا رأي علماء أهل السنة والجماعة في ذلك الحكم، وأضأنا على بعض المسائل الخاصة بصلاة العيد مثل وقتها وحكمها وكيفيتها ونحو ذلك من الأمور.