ما هو فضل العمرة في رمضان

ما هو فضل العمرة في رمضان، فالعمرة تعد من أهم العبادات التي يتقرب بها المسلم من الله تعالى، ليست بفرض عليه، لكنها مستحبة لما لها من أجر وثواب عند الله جل وعلا، تكفر الذنوب وتمحو الخطايا، ومن خلال موقع مقالاتي سوف نتعرف على فضل العمرة في شهر رمضان المبارك ونجيب عن كافة الاستفسارات حول هذا الموضوع.

ما هو فضل العمرة في رمضان

إن فضل العمرة في شهر رمضان عظيم جداً، فهو يعادل الجهاد في سبيل الله، والدليل على ذلك الحديث الذي روته أم المؤمنين عائشة عن فضل العمرة، عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: {يا رسولَ اللهِ: هل على النِّساءِ جِهادٌ؟ قال: نَعم، عليهِنَّ جِهادٌ لا قِتالَ فيه، الحَجُّ والعُمرةُ}.[1]

والعمرة تكفر الذنوب، وتمحو الخطايا، وقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- حديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: {العُمرةُ إلى العُمرةِ كفَّارةٌ لِما بينَهُما والحجُّ المبرورُ ليسَ لَهُ جزاءٌ إلَّا الجنَّةُ}. أخرجه البخاري ومسلم [2]

وحث الله في كتابه الحكيم على أداء العمرة وكان هذا في قوله تعالى في سورة البقرة: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رؤوسكم حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ، فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}. صدق الله العظيم [3]

يستطيع المسلم أن يعتمر لبيت الله الحرام في أي وقت، ولكن أداؤها في شهر رمضان له الأجر والثواب كغيره من الشهور الأخرى.[4]

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الساعة في العمرة

حكم العمرة في شهر رمضان

إن حكم العمرة في شهر رمضان مستحبة وليست واجبة، والدليل على ذلك الحديث الشريف، حيث روى عبدالله بن عباس عن رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: {ما منعَكِ أن تحُجِّي معنا؟. قالت: لم يكن لنا إلا ناضِحانِ، فحَجَّ أبو ولدِها وابنها على ناضحٍ، وترك لنا ناضحًا ننضحُ عليه. قال: فإذا جاء رمضانُ فاعتَمِري؛ فإنَّ عُمرةً في رمضانَ تعدِلُ حِجَّةً}.[5]

والعمرة بإجماع العلماء مشروعة، ولكن كان الخلاف حول هي سنة مؤكدة أم واجبة، حيث ذهب كل من المالكية بأن العمرة هي سنة مؤكدة وليست واجبة، مستندين برأيهم هذا على الحديث الشريف الذي رواه ابن جابر رضي الله عنه: {سُئلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنِ العُمرةِ أوَاجبةٌ قال لا وأن تعتَمِروا هو أفضلُ}،[6] بينما رأت كل من الشافعية والحنابلة أن العمرة سنة واجبة.[7]

هل تجب العمرة في رمضان

إن العمرة في شهر رمضان غير واجبة، لكنها مستحبة، ويعتقد البعض أن العمرة في رمضان، أمر واجب على كل مسلم، لا بد عليه أن يؤديه، ولو مرة واحدة في العمر، وهذا أمر غير صحيح، فالعمرة كالحج واجبة مرة واحدة على المسلم لمن استطاع لبيت الحرام سبيلاً، بغض النظر في شهر رمضان أو غيره من الأشهر، سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين حول وجوب العمرة في رمضان فقال: هي واجبة مرة واحدة في العمر، أما بالنسبة للعمرة في رمضان مندوب إليها، كونها تعادل حجة، وجاء في الحديث الشريف عن النبي الذي رواه أنس بن مالك: [7] {عُمرةٌ في رمضانَ تعدِلُ حَجَّةً}. أخرجه البخاري في التاريخ الكبير واللفظ له، والعقيلي في الضعفاء الكبير والطبراني[8]

شاهد أيضًا: شروط العمرة للنساء بدون محرم

وقت العمرة في رمضان

العمرة مستحبة في أي وقت من رمضان، بدون تخصيص لا فرق إن كانت في أوله، وأوسطه وآخره، والأفضلية في عموم الشهر، ويمكن الاستدلال على ذلك من قول النبي صلى الله وسلم: {سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يُحَدِّثُنَا قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأنْصَارِ سَمَّاهَا ابنُ عَبَّاسٍ، فَنَسِيتُ اسْمَهَا ما مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي معنَا؟ قالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إلَّا نَاضِحَانِ، فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابنُهَا علَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عليه، قالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فإنَّ عُمْرَةً فيه تَعْدِلُ حَجَّةً}.[9]

إلا أن الشيخ الجليل ابن باز -رحمه الله- ذهب أن العمرة في العشر الأواخر من شهر رمضان هي الأفضل من غير أيام الشهر، لما لها من مكانة مميزة، كذلك وافقه بالرأي الشيخ ابن عثيمين معللا ما ذهب إليه من رأي بأن العمرة في العشر الأواخر تضاعف الأجر والثواب تبعا للزمان والمكان، فقصد بيت الله الحرام في الثلث الأخير أفضل منه في أول رمضان أو أوسطه.

شاهد أيضًا: ماهي شروط العمرة الآن في المملكة العربية السعودية

هل ورد عن النبي تأدية العمرة في شهر رمضان؟

لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أدى العمرة في شهر رمضان المبارك، كان الرسول أجود الناس عملاً وإرشاداً، وأكثرهم حبا للعمل الصالح، وتأدية العبادات، أما عن عدم تأديته العمرة في هذا الشهر الفضيل فهو خشية المشقة على المسلمين، كون النبي هو القدوة الحسنة للمسلمين، وأفعاله هي بمثابة الشريعة لهم، فلو اعتمر الرسول في رمضان لتبعه المسلمون بذلك، مهما شق عليهم الأمر، ومن ذلك تركها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يعتمر في رمضان.[10]

أركان العمرة في رمضان

تباينت آراء الفقهاء حول عدد أركان العمرة، وما هي، وفيما يلي نبين ما ذهب إليه فقهاء المذاهب الأربعة:[11]

• الشافعية: قال فقهاء المذهب الشافعي أن أركان العمرة ثلاثة، وهي الإحرام، والطواف، والسعي.
• الحنابلة والمالكية: ذهب كل من الحنابلة والمالكية أن عدد أركان العمرة هو أربعة وهي: الإحرام، الطواف، السعي، والحلق.
• الحنفية: قال أنصار المذهب الحنفي أن للعمرة ركن واحداً، وهو الطواف، أما الإحرام فهو شرط وليس ركنا. 

شاهد أيضًا: تفاصيل قرار إلغاء شرط المحرم في العمرة

كيف تتم مناسك العمرة في رمضان؟

لا تختلف العمرة في شهر رمضان عنها في الشهور الأخرى، وفيما يلي نورد مناسك العمرة:[11]

• يحرم المسلم من الميقات، وإن كان دون الميقات يحرم من حيث نوى أن يعتم.
• يقوم بالتلبية حتى يدخل حدود الحرم.
• يدخل الحرم، ويطوف بالكعبة، من الحجر الأسود والبيت على يساره.
• يجعل الرجل وسط ردائه تحت عاتقه الأيمن، وطرفيه على عاتقه الأيسر، يمشي الأشواط الثلاثة الأولى بنشاط، وبعدها أربعة مشياً عادياً.
• عندما يصبح بمحاذاة الحجر الأسود يشير إليه مكبراً، وأن استطاع يقبله، وإذا استلم الركن اليماني، لا يكبر ولا يقبله.
• يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
• يطوف سبعة أشواط كاملة، يفعل فيها كما فعل سابقاً.
• يغطي كتفه بعد أن يفرغ من الطواف، يتوجه لمقام إبراهيم ويقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}، ويسن له ركعتين خلف المقام، وبعدها، يتوجه للحجر الأسود ويقبله إن استطاع.
• يخرج إلى الصفا، ويسن له أن يقرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.
• وعند الصفا يستقبل الكعبة، ثم يكبر ثلاثا، رافعا يديه للذكر والدعاء قائلاً: (لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلاّ الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده).
• ينزل من الصفا متجهاً إلى المروة، يحاذي بمشيته العلم الأخضر، يمشي الرجل بين العلمين مشياً شديداً، ثم مشيا عاديا إلى المروة، 
• يقف عند المروة مستقبلاً البيت، ويقول كما قال عند الصفا.
• ينزل من المروة عائدا إلى الصفا، يفعل ذلك سبعاً.
• بعد أن يتم السعي بينهما، تحلل الرجل من إحرامه، وذلك بحلق شعر رأسه أو تقصيره، والمرأة تقص شعرها بقدر أنملة.

وبنهاية مقالنا نكون قد عرفنا ما هو فضل العمرة في شهر رمضان، وتناولنا بالحديث تعريف العمرة، وما هو وقتها، وعرفنا لماذا لم يعتمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وبينا بالتفصيل ما هي مناسك العمرة.