صحة حديث تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان

صحة حديث تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان من الأمور التي ينبغي على المسلم التثبت منها؛ لأن الأحاديث عمومًا مختلفة في مدى صحتها، فمنها الصحيح ومنها الحسن، ومنها الضعيف، ومنها الموضوع أو المنكر، ويتم الحكم على هذه الأحاديث من قبل علماء الحديث الذين يدرسونه سندًا ومتنًا، وفي هذا المقال سيبين موقع مقالاتي مدى صحة الحديث السابق بالرجوع إلى مصادر الحديث.

صحة حديث تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان

حديث تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان حديث صحيح، أورده البخاري في صحيحه،[1] وذكره الألباني أيضًا في صحيح الجامع وحكم بصحّته،[2] وهو في صحيح البخاري سندًا ومتنًا كما يأتي:

• حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ).[3]

شاهد أيضًا: حديث الرسول عن ليلة القدر

شرح حديث ليلة القدر السابق

التحري الوارد في الحديث معناه الاجتهاد في التماس الشيء، وتحرّوا من الفعل (حرى، يحرى)؛ أيّ أنقص؛ فكأنه لما كان به من الكد ينقص قواه.[4] وذكره (في الوتر)؛ يقصد به الليالي الفرديّة، وهي: (21 ، 23، 25، 27، 29). ثمّ ذكر: (مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ )، أيّ أنّها أرجى ما تكون في الوتر من آخر عشر ليالي من شهر رمضان.[5]

والقول السابق يردّ القول بأنّ ليلة القدر تُرجى في جميع ليالي رمضان، ويردّ أيضًا القول الأضعف منه؛ وهو أنّ ليلة القدر تُرجى في كلّ العام. لكن هذا لا يعني أن يترك المسلم قيام بقية ليالي العام؛ لأن هذا الأمور محمول على الضعف، وموعد ليلة القدر لا يُمكن أن يجزم به.[5]

شاهد أيضًا: احاديث عن ليلة القدر

احاديث عن موعد ليلة القدر

موعد ليلة القدر من الأمور التي تعددت بها الآراء؛ فقال بعض العلماء إنّها ترجى في في العشر الأواخر من رمضان، وذكر بعضهم أنّها في الأوتار منها آكد، ورجّح جماعة أنّها في الليلة السابعة والعشرين من رمضان،[6] وفيما يأتي مجموعة من الأحاديث التي استدلّ بها العلماء على موعد ليلة القدر:

شاهد أيضًا: صحة حديث اربعة لا يغفر لهم ليلة القدر اسلام ويب

حديث عن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان

ثبت في صحيح مسلم عن أبي هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنهُ: أنَّ رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: (أُريتُ ليلَةَ القدْرِ، ثُمَّ أيقظَنِي بعضُ أهلِي فنُسِّيتُها؛ فالْتَمِسوها في العَشرِ الغَوابِرِ).[7]

حديث عن ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر

ثبت في حديث متّفق عليه عن أبي سعيدٍ الخُدريِّ -رضِيَ اللهُ عنهُ- قال: خطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ فقال: (إنِّي أُريتُ  ليلةَ  القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُها (أو أُنسيتُها)؛ فالْتمِسوها في العَشرِ الأواخرِ من كلِّ وَترٍ).[8]

حديث عن ليلة القدر 27 رمضان

ثبت في صحيح مسلم عن أُبيُّ بنُ كَعبٍ -رضِيَ اللهُ عنهُ- في لَيلةِ القَدْرِ أنّه قال: (واللهِ، إنِّي لأَعلمُها، وأكثرُ عِلمي هي اللَّيلةُ التي أَمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ بقِيامِها، هي ليلةُ سَبعٍ وعِشرينَ).[9]

وفي النهاية، نكون قد بيّنّا صحة حديث تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان من خلال الرجوع إلى كتب الحديث المعتمدة، ثمّ وضّحنا المقصود به من خلال الشرح المبسّط.