ما هي ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان

ما هي ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، حيث ورد في الأثر أنّ ليلة القدر تكون في الليالي الوتريــة في شهــر رمضان، مما زادها أهميّةً وفضلًا، وجعل المسلمون يجتهدون فيها بالعبادة والطاعة، لذا يهتمّ موقع مقالاتي عبر هذا المقال ببيان ما معنى الليالي الوترية في رمضان وما هي الليالي الوترية في رمضان .

ما هي ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان

إنّ المقصود بليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان هي ليالي الأيام الفردية التي تبدأ مع دخول العشر الأخيرة وهي ليلة الحادي والعشرين والثالث والعشرين والخامس والعشرين والسابع والعشرين والتاسع والعشرين من شهر رمضان، وقد أوصى فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بتحرّي ليلة القدر، فقد ورد عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَن كانَ اعْتَكَفَ مَعِي، فَلْيَعْتَكِفِ العَشْرَ الأوَاخِرَ، وقدْ أُرِيتُ هذِه اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وقدْ رَأَيْتُنِي أسْجُدُ في مَاءٍ وطِينٍ مِن صَبِيحَتِهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلكَ اللَّيْلَةَ وكانَ المَسْجِدُ علَى عَرِيشٍ، فَوَكَفَ المَسْجِدُ، فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى جَبْهَتِهِ أثَرُ المَاءِ والطِّينِ، مِن صُبْحِ إحْدَى وعِشْرِينَ”،[1] وندرج لكم جدولًا يبيّن تاريخ الليالي الوترية الهجري فيما يأتي:

شاهد أيضًا: خطبة عن فضل العشر الاواخر من رمضان وليلة القدر

ما هي الليالي العشر الأواخر

إنّ المقصود بالليالي العشر الأواخر، هي الليالي التي تبدأ مع غروب شمس اليوم العشرين من شهر رمضان المبارك وتنتهي مع انقضاء ليالي هذا الشهر الكريم ودخول عيد الفطر، وقد بيّن الدّين الإسلامي أنّ هذه الليالي هي أفضل الأوقات في هذه الحياة الدنيا لأنّها تحتوي بين جنباتها على ليلة القدر، وهي خير الليالي وخير موسمٍ لاغتنام الخيرات ونيل المغفرة والعتق من نار جهنّم.

شاهد أيضًا: الايام الفرديه في العشر الاواخر

فضل الليالي الوترية في رمضان

إنّ الليالي الوتريّــة في شهر رمضان هي ليالي الأيام الفردية منه، والليلة تبدأ بغروب شمس اليوم الذي يسبقه، فإذا كانت ليلة الحادي والعشرين فهي من مغرب اليوم العشرين وحتّى فجر الحادي والعشرين، وهكذا، والعمل في جميع شهر رمضان له الأجر العظيم والفضل الكبير كما ورد في الكتاب الكريم والسنّة النبوية الشريفة، ولكن ما زاد الليالي الوترية فضلًا هو أن جعلت فيها ليلة القدر في الليالي الوترية من العشر الأواخر في شهر رمضان، وقيامها إيمانًا واحتسابًا يغفر ما تقدم للعبد من الذنوب، وإنّ ثواب العمل فيها يعدل ثواب العمل لأكثر من ألف شهر والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: كلمة عن العشر الأواخر من رمضان

ليلة القدر في اي ليلة

اختلفت أقوال أهل العلم في تحديد وقت ليلة القدر، ولكن مما صحّ  في الحديث أنّها في العشر الأواخر من شهر رمضان، فقد روت السيدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ“،[2] وقد ذهب بعض أهل العلم وغالبيتهم إلى أنّها ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، وهو قول جماعة من الصحابة، والليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان لعام تبدأ من غروب يوم الأربعاء في السادس والعشرين من الشهر الفضيل، وتنتهي مع طلوع فجر اليوم السابع والعشرين في يوم الخميس من هذا الشهر الكريم.

شاهد أيضًا: الأعمال المستحبة في العشر الاواخر من رمضان

دليل أن ليلة القدر لا تأتي في ليلة شفعية

ندرج لكم دليل أن ليلة القدر لا تأتي في ليلة شفعية من الأحاديث النبوية الشريفة فيما يأتي:[3]

• روى أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَعْتَكِفُ في العَشْرِ الأوْسَطِ مِن رَمَضَانَ، فَاعْتَكَفَ عَامًا، حتَّى إذَا كانَ لَيْلَةَ إحْدَى وعِشْرِينَ، وهي اللَّيْلَةُ الَّتي يَخْرُجُ مِن صَبِيحَتِهَا مِنَ اعْتِكَافِهِ، قَالَ: مَن كانَ اعْتَكَفَ مَعِي، فَلْيَعْتَكِفِ العَشْرَ الأوَاخِرَ، وقدْ أُرِيتُ هذِه اللَّيْلَةَ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وقدْ رَأَيْتُنِي أسْجُدُ في مَاءٍ وطِينٍ مِن صَبِيحَتِهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، والتَمِسُوهَا في كُلِّ وِتْرٍ، فَمَطَرَتِ السَّمَاءُ تِلكَ اللَّيْلَةَ وكانَ المَسْجِدُ علَى عَرِيشٍ، فَوَكَفَ المَسْجِدُ، فَبَصُرَتْ عَيْنَايَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى جَبْهَتِهِ أثَرُ المَاءِ والطِّينِ، مِن صُبْحِ إحْدَى وعِشْرِينَ”.[4]
• كذلك روت السيدة عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ“.[5]
• وقد روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: “رَأَى رَجُلٌ أنَّ لَيْلَةَ القَدْرِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَرَى رُؤْيَاكُمْ في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فَاطْلُبُوهَا في الوِتْرِ منها“.[6]

اقرأ أيضًا: فضل العشر الاواخر من شهر رمضان

فضل ليلة القدر

أمّا عن فضائل وخصائص ليلة القدر في ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان فقد ورد في الكتاب والسنّة ما يأتي:

• قيام هذه الليلة يغفر الذنوب، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”.[7]
• فيها نزل القرآن الكريم، فقد قال تعالى في سورة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.[8]
• خصّها الله تعالى بالبركة وتكتب فيها الأعمار والأرزاق للعالمين أجمعين، قال تعالى في سورة الدخان: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ}.[9]
• ميّزها الله تعالى العبادة فيها وجعل ثوابها خير من ثواب العمل في ألف شهر، قال تعالى في سورة القدر: {ليْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}.[10]

شاهد أيضًا: دعاء ختم القران في رمضان ليلة القدر مكتوب

ماذا تسمى العشر الأواخر

بعد بيان ما هي ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان قد يتساءل البعض عمّا يطلق على العشر الأواخر من شهر رمضان، فقد أطلق عليها اسم العشر الغوابر، وذلك ما ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “إنَّ ناسًا مِنكُم قدْ أُرُوا أنَّها في السَّبْعِ الأُوَلِ، وأُرِيَ ناسٌ مِنكُم أنَّها في السَّبْعِ الغَوابِرِ، فالْتَمِسُوها في العَشْرِ الغَوابِرِ”.[11]

شاهد أيضًا: من خصائص شهر رمضان أنه فيه ليلة القدر

ما هي ليالي الوتر في العشر الأواخر من رمضان مقالٌ فيه تمّ بيان ما الليالي الوترية وما معناها في شهر رمضان المبارك وفضلها كما ورد في السنّة النبوية الشريفة، كما ذكر المقال موعد ليلة القدر وفضلها.