هل التراويح هي قيام الليل

هل التراويح هي قيام الليل أم أنّ هناك اختلافًا بينهما، سؤال يتبادر إلى ذهن العديد من النّاس، لا سيّما أنّهم حريصون على أداء العبادات في الشهر الفضيل على أكمل وجه من أجل اكتساب الكثير من الأجر والثواب والحسنات، وفي هذا المقال سوف يبيّن موقع مقالاتي هل صلاة التراويح هي قيام الليل وما هو الفرق بينهما، فضلًا عن توضيح مجموعة من الأحكام المتعلّقة بصلاة التراويح في شهر رمضان الفضيل.

هل التراويح هي قيام الليل

نعم، صلاة التراويح هي قيام الليل في شهر رمضان المبارك على وجه مخصوص، وقد جاءت تسميتها من معناها اللغوي، فالتراويح جمع لكلمة ترويحة وهي تعني الراحة؛ فقد كان المسلمون يطيلون القراءة في صلاة التراويح، فيستريحون بين كلّ أربع ركعات منها لقراءة القرآن ونحو ذلك.[1]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة التراويح بالتفصيل

الفرق بين التراويح وقيام الليل

كل صلاة لنافلة بعد العشاء تسمى بقيام الليل، ويسمى القيام في شهر رمضان التراويح واستحباب التراويح في رمضان آكد من استحباب القيام في بقيّة أيام السنة وإن كانت مستحبّة أيضًا،[2] وحكم الجماعة في قيام الليل عمومًا في غير شهر رمضان الفضيل، جائز،[3] لكنّ الصلاة في المنزل أفضل إلا إذا كان هناك ثمّة حاجة؛ مثل تشجيع الشباب على قيام الليل، أو أن كا فيها زيادة في الخشوع.[3]

أمّا صلاة التراويح في جماعة فسنّة مؤكدة عند جمهور العلماء من الشافعية والحنابلة وسنّة على الكفاية عند الحنفيّة،[4]  فقد ورد في السنّة النبوية المطهّرة: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى في المَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، أَوِ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ، قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ، فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم. قالَ: وَذلكَ في رَمَضَانَ).[5]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة التراويح في البيت

هل صلاة التراويح تغني عن قيام الليل

من صلى التراويح مع الإمام حتى انصرف له أجر قيام ليلة كاملة، لكن إن أراد المسلم مزيدًا من الأجر بالتنفّل بعد التراويح فلا مانع من ذلك، ويمكنه أنّ يتابع الإمام في أعماله تمامًا حتى الوتر، وإن أراد بعدها أن يتنفّل فلا حرج، لكن لا يعيد الوتر، أو أنّه يقوم في نهاية الوتر عندما يسلّم الإمام ولا يسلّم معه بل يكمل الركعة الثانية، ثمّ يتنفّل قدر ما يشاء ليوتر آخر الليل.[6]

شاهد أيضًا: متى تبدا صلاة التراويح ومتى تنتهي

حكم صلاة التهجد بعد صلاة التراويح

الفرق بين التهجّد وقيام الليل أن القيام ما يكون بعد العشاء وقبل النوم، أما التهجّد فهي الصلاة التي يصليها المسلم تطوّعًا بعد استيقاظه من النّوم،[7] ولا مانع من صلاة التهجّد لمن صلّى التراويح وإن كان قد صلّى الوتر مع الإمام لكن لا يعيد الوتر، وله أن لا يسلّم مع الإمام ويكمل ركعة ثانية ليوتر بعد التنفّل آخر الليل فيجمع فضل التراويح وفضل الصلاة آخر الليل.[8]

صلاة الوتر بعد التراويح أم بعد التهجد

إذا صلى الإنسان التروايح في جماعة وأراد أن ينال فضل متابعة الإمام حتى ينصرف فله أن يصلي معه الوتر، ولا يعيده لأنّه لا وتران في ليلة بل يتهجّد كما شاء دون إعادته، لكن أفتت اللجنة الدائمة أنّ عدم التسليم مع الإمام عند صلاة الوتر، وزيادة ركعة بعد أن ينهي الإمام وتره وتأخير الوتر إلى آخر الليل أفضل. أمّا إذا صلّى منفردًا فيؤخّر الوتر ليصليه بعد أن ينهي تهجّده.[9]

شاهد أيضًا: أحاديث عن صلاة التراويح في رمضان

هل يجوز صلاة قيام الليل بعد الوتر

لا بأس في صلاة قيام الليل بعد الوتر لمن أراد التنفّل ولم يكن ينوي ذلك قبلًا وكان قد صلى الوتر، لكن لا يعيد الوتر مرّة أخرى، وكما تمّ بيانه سابقًا؛ إذا كانت لديه نيّة في صلاة القيام بعد التراويح لكنّه أراد أن يكمل مع الإمام حتى ينصرف لينال الفضل فالأفضل أن لا يسلّم مع الإمام ويكمل ركعة ثانية ليتنفّل بعدها كما يشاء ويوتر، لكن لا بأس إن أوتر وتنفّل بعد ذلك ولا يعيد الوتر. [10]

شاهد أيضًا: كم عدد ركعات صلاة التراويح والتهجد

فضل صلاة قيام الليل

لقيام الليل فضل كبير، وقد وردت فيه العديد من الآيات والأحاديث من السنّة النبويّة المطهّرة، وسيتمّ بيانها في يأتي:[11]

• قيام الليل من صفات المتّقين، قال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ).[12]
• لا يستوي قائم الليل مع من لا يقومه عند الله: (أَمْ مَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).[13]
• التطوّع في الليل أفضل من التطوّع في النّهار.
• قيام الليل من أسباب دخول الجنّة، ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (يا أَيُّها الناسُ ! أَفْشُوا السلامَ ، و أطْعِمُوا الطعامَ ، وصِلُوا الأرحامَ ، وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نِيَامٌ ، تَدْخُلوا الجنةَ بسَلامٍ).[13]
• قيام الليل شرف للمؤمن.
• من يقول الليل في الثلث الأخير من الليل يوافق الوقت الذي ينزل فيه الله، فهو -تعالى- في الثلث الأخير من الليل، وقد ثبتعن الرسول -صلى الله عليه وسلّم-: (يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فيَقولُ: مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له، مَن يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَن يَسْتَغْفِرُنِي فأغْفِرَ له.).[13]
• سبب من أسباب الحصول على رحمة الله -تعالى-، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلّم-: (رحم اللهُ رجلًا قام من اللَّيلِ فصلَّى و أيقَظَ امرأتَه…).[14]

شاهد أيضًا: عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية أدائها

فضل صلاة التراويح

صلاة التراويح لها فضل العظيم؛ فهي السبب في مغفرة ما تقدم من ذنب المسلم، كما أنّ من صلى مع الإمام حتى ينهي صلاته له أجر قيام الليلة كاملة، ومن يصلي التراويح ويموت وهو مداوم عليها يكون مع الصديقين والشّهداء،[15] وفيما يأتي آيات وأحاديث ورد فيها فضل صلاة التراويح:

• قال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ).[16]
• ثبت في حديث أبي هريرة: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[17]
  ورد عن أبي ذرّ الغفاري: (قلت: يا رسولَ اللهِ، لو نَفَّلْتَنا قيامَ هذه اللَّيلةِ)؟ فقال: إنَّ الرَّجُلَ إذا صلَّى مع الإمامِ حتى ينصرفَ، حُسِبَ له قيامُ ليلةٍ).[18]
  ورد عن عَمرِو بنِ مُرَّةَ الجُهنيِّ، أنّ قال: (جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رسولَ اللهِ أرأَيْتَ إنْ شهِدْتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك رسولُ اللهِ وصلَّيْتُ الصَّلواتِ الخمسَ وأدَّيْتُ الزَّكاةَ وصُمْتُ رمضانَ وقُمْتُه فمِمَّن أنا؟ قال: (مِن الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ )).[19]

شاهد أيضًا: من اول من جمع الناس لصلاة التراويح

وفي نهاية هذا المقال، نكون قد بيّنا لكم إجابة واضحة على سؤال: هل التراويح هي قيام الليل في رمضان؟ فضلًا عن تسليط الضوء على مجموعة من الأحكام المهمّة المتعلّقة بصلاة التراويح.