كيفية صلاة التراويح للنساء في المسجد

يمكن للمرأة الخروج لصلاة التراويح في جماعة بعد أن تأخذ الإذن من زوجها، وتتبّع الشروط الشرعيّة في عدم التبرّج والتزيّن والتطيّب، وتجنّب أسباب الفتنة.[1] وفي الصلاة يتوجّب على المرأة أن تتبع الإمام في جميع ما يقوم به من أفعال الصلاة، فتتبعه أوّلا عندما يكبّر تكبيرة الإحرام وتكبّر خلفه،[2] وبما أنّ صلاة التراويح جهريّة فإنّها تقرأ الفاتحة فقط خلف الإمام، وهذا ما عليه السادة الشافعية لأنّ قراءة الفاتحة في الصلاة واجبة لا تصح الصلاة من غيرها.[3]

إلّا أن قراءة الفاتحة عند السادة الحنفية والمالكية لا تجب على المأموم في الصلاة الجهريّة بل يتحمّلها الإمام عنه، لكن ما عليه الشافعية هو الأحوط وهو قول الإمام أحمد.[3] وبعد أن ينهي الإمام قراءة الفاتحة وما بعدها ممّا تيسّر له من القرآن الكريم يركع وتتبعه المرأة المأمومة في ركوعه، وتكبّر للركوع وتسبّح خلاله كما تسبّح في صلاتها وهي منفردة، وعند الرفع من الركوع يقول الإمام: (سمع الله لمن حمد)، وتقول المرأة المأمومة: (ربنا ولك الحمد) فقط.[2]

تتابع بعدها المرأة مع الإمام السجدتين وتسبّح فيهما كالمعتاد، وتؤدي الركعة الثانية كالأولى مع مراعاة متابعة الإمام وعدم سبقه في الأفعال فيهما، حتى تصل إلى الجلوس بعد الركعة الثانية تقرأ فيها التشهّد والصلاة الإبراهيميّة في سرّها، وعندما يسلّم الإمام تتبعه ولا تسلّم قبله، ثمّ يعيد الإمام الركعتين عددًا من المرات وتتابع المرأة الصلاة معه بنفس الطريقة وأخيرًا يصلي الإمام الوتر وتتابعه فيه حتى ينتهي.[2]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة التراويح في البيت

ما هو حكم صلاة التراويح للنساء في المسجد

صلاة المرأة للتراويح في المسجد جائزة لا حرج فيها، لورود الحديث بعدم منع النّساء من الذهاب إلى المسجد، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (لا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ)،[4] وتبقي الأفضلية لصلاتها في بيتها، فذلك أكرم لها وأفضل، إلّا إن وجدت في نفسها كسلًا من أداء التراويح في البيت، أو أنّها أرادت الاستماع لما يقال من المواعظ والذكر في المسجد، أو نحو ذلك من الحاجات المعتبرة شرعًا.[5]

شاهد أيضًا: متى تبدا صلاة التراويح ومتى تنتهي

شروط صلاة المرأة في المسجد

لا تمنع المرأة من الصلاة في المسجد، لكّن يتوجّب عليها تحقيق الشروط، وهي كما يأتي:[6]

كونها متستّرة مرتدية للزيّ الشرعي.
كونها غير متطيّبة أو متبرّجة أو متزيّنة بشكل يظهر محاسنها.
خروج المرأة بإذن زوجها.
البعد عن الخلوة بغير محرم.
البعد عن أسباب الفتنة.

ماذا تفعل من أرادت التهجّد بعد التراويح في المسجد

إذا أرادت المرأة أن تتهجّد بعد أداء التراويح واحتارت ماذا تفعل عندما يصلي الإمام الوتر، فإنّ لها أن تتخيّر بين الحالين التاليين:[7 ]

تكمل الصلاة مع الإمام إلى نهايتها وتوتر معه وتسلّم، ثمّ تصلي في بيتها من قيام الليل ما شاءت مثنى مثنى، ولا تعيد الوتر.
تكمل المرأة مع الإمام الصلاة وتصلي معه الوتر لكن لا تسلّم معه بل تقوم وتكمل ركعة ثانية، ثمّ إذا عادت إلى بيتها تنفّلت ركعتين ركعتين، وتوتر في آخر الليل بعدما تنهي صلاتها.

شاهد أيضًا: أحاديث عن صلاة التراويح في رمضان

طريقة صلاة التراويح في البيت للنساء

تؤدي المرأة صلاة التراويح في منزلها ركعتين ركعتين، تقوم بهما بالأعمال التي تقوم بها في الصلاة العاديّة، وهي كما يأتي:

التطهّر وستر العورة واستقبال القبلة.[8]
تكبيرة الإحرام.[8]
قراءة دعاء الاستفتاح والفاتحة وما تيسّر من القرآن الكريم، ويستحبّ التطويل في القراءة.[8]
التكبير للركوع والركوع مع التسبيح كما في الصلاة العادية. [8]
الاعتدال من الركوع مع قول: (سمع الله لمن حمده، ربّنا ولك الحمد).[8]
سجود سجدتين مع الجلوس للراحة بينهما قدرًا تحصل فيه الطمأنينة.[8]
النهوض من السجود وأداء الركعة الثانية كالأولى.[8]
قراءة التشهّد والصلاة الإبراهيمية ثمّ السلام بعد الجلوس من الركعة الثانية.[8]
إعادة الركعتين السابقتين غير ما سبق تسع مرّات إن كانت تريد أداء التراويح عشرين ركعة.[9]
صلاة ركعتيّ الشفع تقرأ في الأولى الفاتحة والأعلى وفي الثانية الفاتحة والكافرون.[10 ]
أداء ركعة الوتر وتقرأ فيها الفاتحة والإخلاص.[10 ]
قراءة دعاء القنوت بعد النهوض من ركوع الركعة الأخيرة ويجوز قبله، وهذا في النصف الثاني من رمضان ويجوز في النصف الأول.[10 ]
إكمال ركعة الوتر والسلام في نهايتها.[10 ]

شاهد أيضًا: عدد ركعات صلاة التراويح وكيفية أدائها

كيفية صلاة التراويح للنساء جماعة في البيت

يمكن للنساء أن يصلّوا التراويح جماعةً في المنزل لنيل أجر صلاة الجماعة، ويكون ذلك بنفس الخطوات الواردة في صلاة الجماعة في المسجد لكن المرأة تؤمّ النساء فقط، وتقف المرأة الإمام في وسط النساء لا أمامهنّ، وتقرأ ما تيسّر لها من القرآن الكريم ولا بأس في أن تمسك المصحف للقراءة إن احتاجت ذلك.[11 ]

صلاة المرأة التراويح في البيت أفضل أم في المسجد

صلاة المرأة للتراويح ولأيّ صلاة بشكل عام في منزلها أفضل من صلاتها في المسجد، ولا أفضلية لصلاة التراويح بحيث يكون ذهاب المرأة للمسجد فيها أفضل، فقد ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلّم-: (لا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ)،[4] وهذا الحديث وغيره من الأحاديث الواردة في هذا الصدد عامّة تشمل صلاة التراويح.[6]

ويفهم من الحديث أنّ المرأة لا تمنع من الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة إن أرادت ذلك مع تحقيقها للشروط المعتبرة، لكنّ تبقى صلاتها في منزلها أفضل لها، حتى أنّ صلاة المرأة في حجرتها أو أي موضع خفي وأكثر خصوصية لها يزيد فضلًا،[6] وذلك للحديث الوارد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (صَلاةُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا فِي حُجْرَتِهَا وَصَلاتُهَا فِي مَخْدَعِهَا أَفْضَلُ مِنْ صَلاتِهَا فِي بَيْتِهَا).[12 ]

شاهد أيضًا: من اول من جمع الناس لصلاة التراويح

هل يجب صلاة التراويح للنساء

صلاة التراويح سنّة مؤكّدة ليست بواجبة، فمن أداها أدى السنّة ونال فضلها ومن تركها فلا إثم عليه، وهذا الحكم ينطبق على النساء والرجال، إلّا أنّ أداءها له فضل عظيم، ومن يصلي التراويح يدخل في الحديث الوارد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). ويجوز للنساء أداؤها منفردات أو في جماعة، وكذلك يجوز لهنّ صلاة التراويح في البيت أو في المسجد، لكن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد.[13 ]

كم عدد صلاة التراويح للنساء

عدد ركعات صلاة التراويح للنساء والرجال ثلاثة وعشرون ركعة مع الوتر، وهذا ما عليه جمهور المذاهب الأربعة، ومن أتى بأقلّ من ذلك مثل إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة فلا ينكر عليه؛ بل في الأمر سعة، فمن وجد في نفسه الهمّة وأراد أن يصلي عشرين ركعة فقد أدى السنّة، ومن صلى أقل من ذلك فله الأجر على ما صلى ولا ينكر عليه. وبشكل عام تصلي المرأة التراويح مثنى مثنى فمتى وجدت في نفسها عدم القدرة على الإكمال أتت بالوتر ولها الأجر إن شاء الله على ما صلّت.[14]

هل يجوز الجهر في صلاة التراويح للنساء

يسنّ للمرأة الجهر في الصلاة التي يسنّ الجهر بها عمومًا، ومنها صلاة التراويح؛ فهي في ذلك كالرجل، لكن وفق الضابط الشرعي لذلك وهو عدم وجود رجال أجانب عنها عند صلاتها، ففي هذه الحالة يكون الإسرار في القراءة لها أفضل؛ وذلك خشيةً للفتنة، وإن جهرت في حضرة الرجال الأجانب صحّت صلاتها والجهر مكروه.[15]

أما إذا صلّت في حضرة نساء أو رجال محارم لها أو في خلوة فيستحبّ لها أن تجهر في صلاتها سواء صلّت منفردة أو بنسوة، لكن لا تؤاخذ إن أسرّت، فكلا الأمرين جائز، وإن جهرت لا ترفع صوتها على صوت الرجال، وإن كانت مأمومة لا تجهر.[16]

وفي ختام هذا المقال عن كيفية صلاة التراويح للنساء في المسجد نكون قد سلّطنا الضوء على مجموعة من الأحكام الخاصّة بصلاة التراويح للنساء؛ من حكم الذهاب إلى المسجد والصلاة في جماعة والجهر في الصلاة وغير ذلك.