ما هو رهاب النخاريب

ما هو رهاب النخاريب، فهناك العديد من الأمراض التي تصيب الإنسان ولكنها لا تتخذ الجانب العضوي بالمرض، وإنما تتضمن الجانب النفسي وما يتعلق به من إدراك لأشياء ليست موجودة سوى في التخيل والتصور الذي يصنعه العقل البشري، وهي أشبه بالوساوس وحالات الخوف، ومن بينها الْرهاب والفوبيا ونحوها، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على ما هي فوبيا الثقوب ورهاب النخاريب وَأسبابه وأعراضه وعلاجه وكل ما يخصه. 

ما هو رهاب النخاريب

رهاب النخاريب، أو ما يصطلح علمياً اسم Trypophobia، هو حالة نفور أو خوف من رؤية أشياء تحتوي على مجموعات من الثقوب الصغيرة، مثل رؤية الثقوب المنظمة في خلايا النحل أو الإسفنج أو صورة عن قرب لمسام شخص ما ونحوها من هذه المشاهد، وما يترتب على ذلك من جملة أحاسيس مختلفة تتهيأ للإنسان الذي يعاني من هذا المرض، وبالرغم من أنه غالبًا ما يوصف رهاب النخاريب بأنه الخوف من الثقوب، إلا أنه قد ينطبق أيضًا على حالات التوجس والخيفة من المطبات أو الأنماط الأخرى المتجمعة معًا بشكل وثيق، وبشكل عام، يعتبر رهاب النخاريب من الأمراض الغير شائعة بشكل كبير، حيث يعد المصابين به قلة قليلة على مستوى العالم، كما أنه أقل بكثير من حالات الرهاب الأخرى التي يعاني منها أشخاص آخرين، كرهاب الأماكن المرتفعة والأماكن المغلقة ونحوها.[1]

شاهد أيضًا: ماهو مرض الذهان الزوري

هل رهاب النخاريب فوبيا

الفوبيا هي حالة نفسية معروفة بين علماء النفس، وهو خوف الإنسان من شيء معين بعينه قد يوحي له بشيء يخافه أو يرتاب منه، ومع ذلك، لم يتم تصنيف رهاب النخاريب على أنه حالة مرضية تندرج تحت مسمى أمراض الفوبيا، فقد تكون هذه الفوبيا مؤقتة تتضمن حالة الشخص في اللحظة فقط وتزول، بالرغم من أنه تم الإبلاغ عن حالات دائمة حول العالم عنه، ولذلك، ما زال الجدل بين الباحثين حول ما إذا كان رهاب النخاريب هو بالفعل حالة فوبيا حقيقية، وتوثيقياً، يذكر أنه تم وصف التقارير المبكرة عن رهاب النخاريب لأول مرة في منتدى عبر الإنترنت في عام 2005م، إلا أنه لم يتم التعرف عليه كتشخيص متميز في الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية للجمعية الأمريكية للطب.[1]

رهاب النخاريب أسبابه

الرهاب من الثقوب هو من الأمراض التي لم يتم توصيفها بشكل كامل في علم الطب والتشخيص العضوي والنفسي، فليس هناك معلومات كافية لدى المختصين عن سبب هذا المرض إن كان فقط مرض أو حالة نفسية، أم أنه مرض عضوي أيضًا، ومع ذلك، يتم ربط هذا المرض بعدة أسباب ما زال هناك عوامل منها قيد الدراسة المعمقة، ومن أهم هذه الأسباب:[1]

• الاستجابة التطورية للأشياء المرتبطة بالمرض أو الخطر، مثل الجلد المصاب والطفيليات والحالات المعدية الأخرى.
• رؤية الثقوب العنقودية التي تشترك في مظهر مشابه لأنماط الجلد والغلاف على بعض الحيوانات السامة.
• ربط أنماط الثقوب من قبل المرضى، بمسببات الأمراض التي تنتقل عن طريق الجلد.
• الاستجابة الطبيعية لأنواع معينة من المحفزات البصرية، وهذا له علاقة بالخصائص المرئية للأنماط نفسها التي يراها.
• ربط بعض الخبراء أن هذا المرض يتزايد عند الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب أو قلق ومَرض الرهاب المحدد.

شاهد أيضًا: ما هو مرض اضطراب ثنائي القطب

العوامل المؤثرة والمحفزة لفوبيا الثقوب

دوناً عن الحواس الأخرى التي يتمتع بها أي كائن حي، فإن رهاب النخاريب من الحالات المرضية النفسية التي ترتبط بحاسة البصر والرؤية بشكل مباشر، وغالباً ما يتم تحفيز الحالة من خلال رؤية أشياء مشابهة للثقوب ونحوها، ومن هذه العوامل المحفزة:[2]

• الفقاعات التي تتشكل على سطح الماء أو الرغوة.
• التركيز في صورة ما بحيث يتهيأ للمريض تفاصيل توحي بالنخَاريب.
• الشعاب المرجانية المتشابكة.
• بذور الفاكهة المختلفة بشكل مجمع.
• الثقوب في اللحم المريض أو المتحلل.
• الثقوب أو النتوءات على الجسد.
• أقراص العسل التي ينتجها النحل.
• النظر إلى عيون الحشرات الشبكية، مثل عيون الذباب.
• قرون بذور زهرة اللوتس
• فاكهة الرمان ذات الحبوب المتراصة والمتلاصقة جنباً إلى جنب.
• الإسفنج المعروف والذي يحتوي على ثقوب كثيرة للغاية.

شاهد أيضًا: ما هو مرض الجذام

حشرة رهاب النخاريب

في كانون الثاني يناير من العام 2016م، بدأ مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في مواجهة عنصر تحذير من أن هناك حشرة قاتلة جديدة، شوهدت في الهند تؤوي فيروسًا ينتشر عن طريق اللمس كان قادرًا على الانتشار في جميع أنحاء النظام البشري بأكمله في دقائق، وتم عرض الحشرة والآثار الضارة لفيروسها بشكل بياني في الصورة المصاحبة أدناه، والتي تم فيها دمج صورة للحشرة، مع صورة يد بها عدد كبير من الثقوب الصغيرة في جميع أنحاء راحة اليد والأصابع، وفي حقيقة الأمر، كانت هذه الصور ملفقة جمعت بين عناصر من شكلين منفصلين ومُتباينين ​​من الحياة لإنتاج استجابة عميقة من المشاهدين، وهذه الحشرة لا وجود لها من الأصل، والصورة المزعومة المصابة بالفيروس، تم تداولها على الإنترنت لفترة طويلة كمثال على تأثيرات الاستخدام المفرط للكمبيوتر وتم إنشاؤها عن طريق دمج صورة للأصابع مع صور أفواه لامبري.[2]

بعض الصور التي تؤثر على ظهور رهاب النخاريب

على الرغم من عدم إدراجه في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية ولم يعترف به كمرض قائم، إلا أن الحكمة تقتضي التعامل معه كأي مرض آخر يستوجب العلاج منعاً لتداعياته، ولذلك، ذهب بعض الباحثين إلى إدراج رهاب النخاريب تحت التصنيف الواسع لمرض الرهاب المحدد، طالما أن الأعراض مستمرة ومفرطة وتؤدي إلى ضعف أو ضائقة كبيرة، ومن خلال تتبع المرئيات التي تعزز زيادة حدة الحالة المرضية، والتي نقدم لكم بعضها فيما يلي.[2]

شاهد أيضًا: ماهو مرض البري بري

أعراض رهاب النخاريب

كحالة مرضية نفسية، تتشابه أعراض رهاب النخاريب مع أعراض أنواع الرهاب الأخرى، وهذا وفق ما أعلنه الذين يقولون أنهم مصابون بهذا المرض الذي لم يتم إدراجه كمرض مزمن فعلاً، حيث أنهم بمجرد رؤيتهم مجموعات من الثقوب أو النتوءات الصغيرة، سواء كان ذلك بشكل شخصي ومباشر وجهاً لوجه، أو بشكل غير مباشر كرؤية صورة تحمل هذه العلامات، غالبًا ما يشعر الناس، المريضين أو المتوهمين بالمرض، بما يلي:[3]

• الاضطراب العاطفي.
• الخوف وَالقلق والنفور.
• ظهور مشاعر الاشمئزاز.
• الصراخ رعباً عند رؤية شيء مشابه.
• حدوث حكة.
• شعور بالغثيان.
• نوبات ذعر مفاجئة وعارمة.
• تنفس سريع يرافقه ضربات قلب سريعة.
• الشعور بالرعشة العارمة.
• التعرق بشكل كبير.
• الرغبة بالتقيؤ.

مخاطر رهاب النخاريب

تكمن عوامل الخطر لهذا المرض في تحولها إلى مرض مزمن يصعب السيطرة عليه، وخاصة إذا كان المريض يعاني بالأصل من أمراض نفسية أخرى، مثل الاضطرابات في الشخصية والاكتئاب والوساوس ونحوها، وفي حين أنه لم يُعرف الكثير عما قد يهيئ شخصًا لمرض رهاب النخاريب، إلا أن الرابط القوي الوحيد المعقول الذي تم العثور عليه حتى الآن هو اضطراب القلق الاجتماعي، والذي يتميز بخوف قوي ومستمر من أن يحكم عليه الآخرون.[3]

شاهد أيضًا: مرض مزمن ينتج خلل في مستويات الأنسولين التي يفرزها البنكرياس

علاج رهاب النخاريب

لحد الآن، لم يتم تشخيص هذه الحالة الطبية على أنها مرض حقيقي، ولذلك، ليس هناك علاج شخصي له، ولم يتم إثبات أي علاج محدد فعال بشكل خاص في علاج هذه الحالة، ومن طرق العلاج هذه:[3]

• العلاجات المستخدمة في حالات الرهاب واضطرابات المزاج المحددة: وهي علاجات شائعة يرتبط استخدامها بعلاجات الأمراض المشابهة التي تندرج تحت مسمى الفوبيا.
• العلاج السلوكي المعرفي CBT: الذي يتضمن العمل مع معالج لتغيير الأفكار والسلوكيات الأساسية التي قد تساهم في رهاب النخاريب، من خلال إجراء مناقشة الأفكار غير الواقعية، واستبدالها بأفكار أكثر واقعية، ثم إجراء تغييرات في السلوكيات، كما يمكن 
• العلاج بالأدوية: فقد يتم أحيانًا وصف الأدوية المضادة للاكتئاب أو مضادات القلق، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أو البنزوديازيبينات أو حاصرات بيتا، كما يمكن أيضً العلاج بطريقة الصدمة التي تتضمن مواجهة المريض بمرضه في ظروف مصطنعة.
• تقنيات الإسترخاء: التي قد تساهم في تقليل مشاعر الاشمئزاز أو الخوف أو القلق، مثل التصور والتنفس العميق واسترخاء العضلات التدريجي هي بعض الاستراتيجيات التي قد تكون مفيدة.

بهذا القدر من المعلومات نصل الى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هو رهاب النخاريب، والذي تعرفنا من خلاله على رهاب النخاريب وما هي أسبابه وأعراضه والعوامل المؤثرة على تحفيزه مع عرض بعض الصور عنها وعوامل الخطر منه وطريقة علاجه، كما تعرفنا على حقيقة حشرة رهاب النخاريب وحقيقة تشخيص رهاب النخاريب كمرض فوبيا.