هل يجوز الافطار في صيام القضاء

لا يجوز للمسلم أن يُفطر في صيام القضاء دون عذرٍ شرعيّ، فصيام القضاء هو صيامٌ كصيام أيّام رمضان، وأحكام صيام القضاء كأحكام صيام رمضان، فلا يحلّ للمسلم أن يقطع صيامه وعبادته دون عذرٍ شرعيٍّ يبيح له فعل ذلك، ولقد سألت أمّ هانئ رضي الله عنها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن هذه المسألة فقال عليه الصّلاة والسّلام: “أكنتِ تقضينَ شيئًا قالتْ لا قالَ فلا يضرُّكِ إنْ كانَ تطوعًا”.[3] فيجوز للمسلم الإفطار إن كان الصّيام تطوعًا، أمّا الإفطار في صيام القضاء فهو غير جائزٍ للمسلم والمسلم يأثم إن فعل ذلك بغير عذر، لأنّ ذلك فيه قطعٌ للعبادة والتلاعب بها، ومن الأعذار التي تبيح الإفطار في صيام القضاء ما يأتي:[4]

المرض الشّديد.
السّفر الّذي يستوجب قصر الصّلاة.
الحيض والنّفاس.
الحمل والإرضاع إذا خافت المرأة على نفسها الضّرر أو على طفلها.

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بدون سحور

هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع الشديد

يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب الجوع الشّديد أو العطش الشّديد، أي إن كان هذا الصّيام قد سَبّب له المضرّة والتّعب والإرهاق والمشقّة، فيجوز له أن يُفطر ويقض اليوم حين يرتاح وتعود له صحّته، فالجوع الشّديد والعطش الشّديد الّذي يوشك أن يودي بحياة المسلم يبيح للمسلم أن يُفطر، وأمّا الإفطار دون عذرٍ شرعيٍّ لا يجوز إطلاقًا، والله أعلم.[5]

هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بالجماع

لا يجوز للمسلم أن يُفسد صيام القضاء بالجماع، فالجماع من مفسدات الصيام العظيمة، واتّفق أهل العلم على فساد صيام القضاء بالجماع، وعلى عدم وجوب الكفارة، لأنّ الكفارة تكون على من أفسد صيامه في نهار رمضان بالجماع، وأمّا صيام القضاء أو النّذر أو غيره، فلا تجب الكفّارة على صاحبها، لأنّ هذا الصيام ليس في شهر رمضان، لكنّ الأولى أن يحتاط المسلم وأن يبتعد عن كلّ مقدّمات ومسبّبات الجماع كالمداعبة وغيرها، لئلّا يقع في هذا الخطأ، ومن فعل ذلك فعليه قضاء هذا اليوم.[6]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام قبل رمضان بيوم

هل يجوز الإفطار في صيام القضاء بسبب المرض

يجوز للمسلم أن يُفطر في صيام القضاء بسبب المرض، فالمرض يبيح الفطر في شهر رمضان المبارك، قال الله تبارك وتعالى: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.[7] فالمسلم إذا مرض مرضًا شديدًا ولاقى التّعب والمشقّة بالصّيام جاز له أن يُفطر، ولا تجب عليه كفّارةٌ لهذا، وإنّما عليه فقط أن يقضي اليوم بعد أن يجتمع بعافيته وصحّته، والله أعلم.[8]

هل يجوم الإفطار في صيام النافلة

اختلف أهل العلم في حكم الإفطار في النّفل لغير عذر، فقال البعض بأنّ صيام النّفل كالصيام الواجب، فلا يجوز له إفساد صيامه وعبادته إلّا بعذرٍ شرعيٍّ يبيح للمسلم الإفطار كالحيض أو السّفر أو المرض، ويجب على المفطر قضاء اليوم الّذي أفطره، كما قال بعض أهل العلم الآخرين أنّه من الجائز للمسلم أن يُفطر في صيام النّفل، ولا يجب عليه القضاء لأنّ الصّيام كان سنّةً وليس فرضًا، لكنّ الأفضل للمسلم ألّا يُفسد صيامه ولو كان سنّةً إلا بعذر.[9]

شاهد أيضًا: هل يجوز الصيام بعد النصف من شعبان

حكم صيام القضاء

إن قضاء صيام أيام رمضان المبارك هو واجبٌ وفرضٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمة قد أفطر في نهار رمضان لعذر شرعيّ أو غيره، لأنّ الصّيام في رمضان حقٌّ لله جلّ وعلا، وعلى المسلم ألّا يفرّط في هذا الحقّ وأن يؤدّيه لله سبحانه وتعالى، فالمسلم قد يُفطر في رمضان للسفر أو المرض، أو الحيض أو النّفاس، أو بسبب الحمل أو الرّضاع، فيجب عليه قضاء الأيام التي أفطرها، قال الله جلّ وعلا في الذّكر الحكيم: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ}.[7] والله أعلم.[10]

كيفية صيام القضاء وهل يجوز صيامه متفرقا

يمكن للمسلم ان يقضي صيام الواجب في أيّ وقتٍ شاء، ولا يُلزم المسلم بالتتّابع في الصّيام، فإن شاء صام الأيّام الّتي أفطرها في رمضان متتابعة، وإن شاء فرّق بينها كأن يصوم يومًا من كلّ أسبوع أو يومين من كلّ شهر، أو أن يصوم الاثنين والخميس، فهو حرٌّ بذلك، المهم أن يقضي ما عليه وأن يؤدّي حق الله سبحانه وتعالى، فلا حرج في التّفريق أو التتابع بين الأيام.[10]

شاهد أيضًا: ما حكم الصيام في شهر شعبان

هنا نصل لختام مقالنا هل يجوز الإفطار في صيام القضاء، حيث تحدّثنا في هذا المقال عن حكم الإفطار عند القضاء لأسبابٍ شرعيّة وأسباب غير شرعية، كذلك ذكرنا حكم صيام القضاء وكيفيته، بالإضافة إلى مفهوم الصيام.