متى يقرأ دعاء الاستفتاح في اي ركعة

متى يقرأ دعاء الاستفتاح في اي ركعة، فالمعروف أنّ المسلم إذا افتتح صلاته فإنّه يفتتحها بدعاء يسمى دُعاء الاستِفتاح، ففي أي ركعة من هذه الركعات يقرأ المسلم هذا الدُّعاء، وهل هنالك حديث يثبت صحة هذا الدُّعاء أو لا، في هذا المقال يتوقف موقع مقالاتي لبيان الركعة التي يقرأ فيها المسلم دعاءَ الاستِفتاح، إضافة للوقوف على بعض الأمور الأخرى المتعلقة بهذا الدّعاء.

يقرأ دعاء الاستفتاح في الركعة؟

يُقرأ دعاء الاستفتاح في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام، فيُشرع لمن بدأ بالصلاة أن يقرأ دُعاء الاستِفتاح، فكلّما أحرم المسلم لصلاةٍ جديدة يُشرع له أن يقرأ دُعاء الاستِفتاح؛ وذلك لِما جاء عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أنَّه كان إذا ابتدَأ الصَّلاةَ المكتوبةَ قال:

“وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ”.[1]

فيُشرع للمصلي مهما يكن، ومهما تكن صلاته -سواء أكانت نافلة أم فرض- أن يبدأ صلاته بدُعاء الاستِفتاح، وهذا الدُّعاء لا يكون إلّا بالركعة الأولى من الصلاة فقط، إذ لا يجوز أن يكون بالركعة الثانية أو غيرها، والله أعلم.[2]

اقرأ أيضًا: متى يقال دعاء الاستفتاح

هل يقرأ دعاء الاستفتاح بعد تكبيره الاحرام؟

إنّ سنّة النبي محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- في دُعاء الاستِفتاح أن يقرأ بعد تكبيرة الإحرام مباشرةً، وذلك لما جاء في الصحيح عن النبي: أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان إذا قام إلى الصلاة قال:

“وَجَّهْتُ وَجْهي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ حَنِيفًا، وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، إنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ له، وَبِذلكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ”.[1]

وهذا ما عليه جمهور العلماء؛ فقد أجمعوا على أنّ وقت دُعاء الاستِفتاح بعد تكبيرة الإحرام مباشرةً وقبل التعوذ والبدء بالقراءة، أمّا المالكية، فقد نصّوا على أنّ دُعاء الاستِفتاح يقرأ قبل البدء بالصلاة وقبل تكبيرة الإحرام، والله أعلم.[3]

اقرأ أيضًا: دعاء الاستفتاح في الصلاة للاطفال

متى يقرأ دعاء الاستفتاح في صلاة العيد

إنّ الذي عليه فقهاء الحنفية والشافعية والوجه المقدّم عند الحنابلة هو أنّ دُعاء الاستِفتاح في صلاة العيد يكون بعد تكبيرة الإحرام وقبل البدء بالتكبيرات، فيكبّر تكبيرة الإحرام ويقرأ دُعاء الاستِفتاح، ثمّ يكبّر التكبيرات الزوائد ثمّ يقرأ الفاتحة، وفي رواية أخرى عن الإمام أحمد أنّ محلّ دُعاء الاستِفتاح يكون بعد التكبيرات الزوائد، وقبل قراءة الفاتحة، وذلك بحسب ما جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية كما نقلوا عن علماء المذاهب الثلاثة، والله أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: معنى دعاء الاستفتاح تعالى جدك

هل يقرأ الإمام في صلاة الجنازة دعاء الاستفتاح

لقد ذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنّ صلاة الجنازة لا يُسَنّ فيها دُعاء الاستِفتاح، وأدلّتهم على ذلك أنّه لم يرد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه استفتح في صلاة الجنازة، والثاني أنّها -أي صلاة الجنازة- شرع فيها التخفيف، فناسَبَ ذلك ترك الاستفتاح فيها.[5]

وجاء عن الإمام النووي قوله: “وَأَمَّا دُعَاءُ الِاسْتِفْتَاحِ فَفِيهِ الْوَجْهَانِ الْمَذْكُورَانِ فِي الْكِتَابِ، وَذَكَرَهُمَا طَائِفَةٌ يَسِيرَةٌ مَعَ الْمُصَنِّفِ، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الْأَصَحَّ أَنَّهُ لَا يَأْتِي بِهِ وَمَعْنَاهُ أَنَّ الْمُسْتَحَبَّ تَرْكُهُ وَبِهَذَا قَطَعَ جُمْهُورُ الْمُصَنِّفِينَ وَهُوَ الْمَنْقُولُ عَنْ مُتَقَدِّمِي الْأَصْحَابِ كَمَا قَالَهُ الْمُصَنِّفُ وغيره”، وأمّا الحنفيّة فقد نقل عنهم أنّ صلاة الجنازة فيها استِفتاح كغيرها من الصلوات، وخالَفَ بعض الأحناف فقالوا لا استِفتاح فيها، والله أعلم.[5]

اقرأ أيضًا: دعاء الاستفتاح كتابة واضحة

هل يقرأ المصلي دعاء الاستفتاح بعد قراءة سورة الفاتحة

إنّ مكان دُعاء الاستِفتاح هو بعد تكبيرة الإحرام مباشرةً، وقبل البدء بقراءة الفاتحة كما قال الجمهور من العلماء خلافًا للمالكيّة الذين يرَونَ أنّ محل دُعاء الاستِفتاح يكون قبل تكبيرة الإحرام، ودليل الجمهور هو ما صحّ من أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ومنها الحديث الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه، فيقول:”كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذَا كَبَّرَ في الصَّلَاةِ، سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، بأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ، ما تَقُولُ؟ قالَ أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِن خَطَايَايَ كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِن خَطَايَايَ بالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ”،[6] وهذه إحدى صيغ دُعاء الاستِفتاح، ولهذا الدّعاء صيغ كثيرة تُنظر في مظانّها، والله أعلم.[3]

وإلى هنا يكون قد تم مقال متى يقرأ دعاء الاستفتاح في اي ركعة بعد الوقوف على مكان قراءة هذا الدّعاء في الصلاة والوقوف على أقوال العلماء المختلفة حول مكان هذا الدعاء، وأوقات قراءته.